صور| يؤمنون بـ«الكتاب الأقدس» ويقدسون رقم 19.. أسرار تاريخ ومعتقدات «البهائيين»

يؤمنون بـ«الكتاب الأقدس» ويقدسون رقم 19.. أسرار تاريخ ومعتقدات «البهائيين»
يؤمنون بـ«الكتاب الأقدس» ويقدسون رقم 19.. أسرار تاريخ ومعتقدات «البهائيين»

- البهائيون يقدسون «الكتاب الأقدس».. وعدد الشهور 19 شهرًا.. وأيام الشهر 19 يومًا

- مقابر البهائيين يدون عليها «المتصاعد إلى الله» ولا يعترفون بـ«الأربعين» بل «السنوية»

- القراءة على الميت تختلف من الذكر للأنثى.. والميت يحاط بقماش ويربط بحبل ويترك على «خشبة»

- تم حل «المحفل البهائي» في 1960.. والبهائيين لا يرثون في المسلمين.. وهذه أعدادهم في مصر

- تجددت أزمة البهائيين في 2004 بسبب الرقم القومي.. وفي 2009 صدر حكم قضائي لصالحهم

- «قرة العين» شخصية مؤثرة لديهم وانفصلت عن زوجها وفرت تبحث عن المتعة.. و«القِبلة» مولد «البهاء»

 

عند مرورك بعزبة النصر بمنطقة البساتين بالقاهرة، يجذب انتباهك سور مرتفع بجوار مقابر اليهود، ذات بوابة حديدية مغلقة وذات حراسة مشددة من «خفر» يمنعون من يريد الاقتراب والدخول أو التصوير، وعند سؤالك عما بداخل السور، تفاجأ بأنها تحوي مقابر «البهائيين» بمصر.

حاولت «بوابة أخبار اليوم» الدخول  للمقابر، لكن ذلك قوبل بالرفض الشديد من جانب «الخفر»، الذين قاموا بالاتصال برئيس الطائفة البهائية في مصر ليتواصل معنا، والذي رفض بشكل قاطع فتح المقابر ودخولها وتصويرها، مُدعيا أنها «مقابر خاصة» لطائفة دينية في المجتمع، ولا يتم فتحها إلا بالتنسيق مع السلطات الرسمية.

ولالتقاط صور للمقابر لجأنا إلى أحد أهالي المنطقة الذين يملكون منازل خلف المقابر، وصعدنا إلى أحد أسطح المنازل المجاورة، لتصوير المقابر كما يتضح بالصور، وفي سبيل التعرف على أسرارها وأشهر المدفونين بها ومراسم الدفن والقراءات، لجأنا إلى «أم سعدية»، حارسة المقابر منذ زمن طويل، والتي وافقت على الحديث معنا، كما لجأنا إلى أهالي المنطقة الذين يستطيعون دخول المقابر بحكم علاقتهم مع «الخفر» وحضروا مراسم دفن بها ليكشفوا لنا كواليس وأسرار مقابر البهائيين.

 

أسرار مقابر البهائيين وطقوسهم

قالت الحاجة «أم سعدية»، حارسة المقابر: «كان أبي حارسا عليها منذ زمن، وورثت المهنة منه، والبهائيين يعاملونني معاملة جيدة رغم كوني مسلمة وأرتدي حجاباً، المهم أنا شايفة شغلي كويس، وأروي الأشجارالموجودة بكثرة بالمقابر وتنظيفها وحراستها، وأتقاضى راتبا حوالى 800 جنيه، وممنوع دخول أحد إليها إلا بإذن رئيس الطائفة البهائية الباشمهندس، ولو حد دخل بدون علمه يطردني من الشغل».

وتابعت حديثها قائلة: «أسماء المدفونين بالمقابر إما أسماء مسلمين أو مسيحيين، بمعنى أنهم كانوا على دياناتهم ثم تحولوا للبهائية، والبهائيين لا يكتبون انتقل إلى رحمة الله بل المتصاعد إلى الله، ولديهم كتاب اسمه (الكتاب الأقدس) يقرأون منه المناجاة على الميت، ولا يوجد لديهم الأربعين مثل المسلمين بل السنوية فقط، والقراءة تختلف من الولد إلى البنت، والمقبرة من الداخل عبارة عن غرفة أسفل الأرض تشبه مقابر المسلمين يدخل إليها الميت محاطًا بقطعة قماش ومربوطا بحبل ومحمولا على خشبة، ويتركوا الميت على الخشبة ويضعون على القبر غطاء من الأسمنت تعلوه قطعة رخام مكتوب عليها بيانات المتوفى».

وأكملت حديثها قائلة: «يوجد داخل المقابر بناءً عليه كتابات خاصة من الكتاب الأقدس، يقرأوا منها قبل الدخول للمقابر، ويوجد مقبرة فارغة رمزية يقدسونها لمحامي مشهور اسمه عبد الجليل بك سعد، ويوجد مقبرة للرسام حسين أمين بيكار، وأكبر القبور لمحمد تقى أصفهاني وهو رجل دين شيعي إيراني يقدسه البهائيون، ويزوره الكثير منهم، والمقابر موجودة منذ زمن طويل».

وذكرت «أم سعدية»، حارسة المقابر: «للبهائيين تقويم وتواريخ تختلف عنا، مثل 5 السلطان سنة 80 ب، أو 9 الملك سنة 100 ب، أو 3 الجمال سنة 73 ب، أو 6 العزة سنة 115 ب، أو 18 الرحمة سنة 128 ب، والشهر عندهم 19 يومًا فقط والسنة 19 شهرًا فهم يقدسون الرقم 19». 

 

حقيقة ديانة المحامي والفنان

تتبعت «بوابة أخبار اليوم»، تاريخ هذا المحامي الشهير، عبد الجليل بك سعد، ووجدنا أنه دعم موقف البهائيين أمام النائب العام، إلا أنه لم يدفن بالمقابر، حيث رفضت زوجته دفنه فيها بناءً على وصيته بعد أن أكد لها ولكل المحيطين به أنه ليس بهائيا ولا يدفن في مقابرهم.

كما تتبعنا تاريخ الفنان حسين بيكار، فوجدنا أنه توفي في نوفمبر عام 2005، وولد في الإسكندرية، والتحق بكلية الفنون الجميلة، وعقب التخرج عمل في تأسيس متحف الشمع، وإنجاز بعض الأعمال بديكور المعرض الزراعي، وسافر بعد ذلك إلى المغرب حيث قضى 3 سنوات مدرسا للرسم، ثم عاد إلى القاهرة عام 1942، وفي عام 1975 ألقت الجهات الأمنية القبض على مجموعة من البهائيين يترأسهم الفنان بيكار، وكان عددهم 48 واعترف وقتها بأنه يتولى قيادة كل أماكن العبادة الخاصة بالبهائيين في مصر.

 

أسرار الكتاب الأقدس

وأوضح إبراهيم مراد، أحد أهالي المنطقة، ممن اعتاد الدخول لمقابر البهائيين بحكم علاقته مع حُراس المقابر، أن الكتاب الأقدس يحتوي على عبارات وكلمات غير مفهومة يقوم البهائي بتكرارها عدداً من المرات، وهو عبارة عن 8 صفحات منها اثنتان مكررتان أيضًا، ويقسم الكتاب الصلوات للميت، منها ما هو للذكر ومنها ما هو للأنثى، ويكون في الصلاة على الميت الذكر كلمات تخص الذكر ولكنها لا تخلو من ذكر فقرات من كتابهم الأقدس 19 مرة لكل فقرة منها، أما إذا كانت المتوفاة أنثى فيتم ذكر إلاههم 6 مرات وبين كل مرة يتم ذكر فقرات من كتابهم الأقدس 19 مرة مخصصة للميتة الأنثى.

وتتطابق مقابر البهائيين في شكلها العام مع مقابر اليهود المجاورة لها، حيث تكون قطعة رخام تعلو القبر، وتُسجل عليها أسماء كل متوفى وتاريخ الوفاة بالتقويم الذي ابتدعه البهائيون، وإن كانت مقابر اليهود لا تحيطها الأسوار من كل الجهات.

 

عقيدة البهائيين 

ويعود تاريخ البهائية إلى مدينة شيراز، بإيران سنة 1844، حيث تأسست الدعوة البابية على يد علي - محمد بن محمد - رضا الشيرازي، الذي أعلن أنه الباب «الموصل للجنة» وأنه هو المهدي المنتظر، وآمن بالبهائية أخوين اسمهما حسين علي النوري الذي عرف فيما بعد باسم بهاء الله، وأخوه ميرزا يحيى نوري الذي عرف فيما بعد باسم «صبح ازل»، ونتيجة لذلك فان هناك ارتباط تاريخي بين البهائية والبابية.

ويؤمن البهائيون بجميع الديانات: الإسلام والزردشتية والبوذية واليهودية والمسيحية وكريشنا وكونفشيوس، وقد نُفي بهاء الله من بلاد فارس إلى الإمبراطورية العثمانية، وتوفي بينما كان لا يزال سجينا بشكل رسمي، وبعد وفاة بهاء الله، انتشر الدين البهائي تحت قيادة ابنه عبد البهاء عباس، وانطلق من جذوره الفارسية والعثمانية، واكتسب موطأ قدم في أوروبا وأمريكا، وتوحد معتنقوها في إيران.

بعد وفاة عبد البهاء عباس، دخلت قيادة الجماعة البهائية مرحلة جديدة، وتطورت من فرد واحد إلى منظومة إدارية تحتوي على هيئات منتخبة وأفراد يتم تعيينهم، ويوجد اليوم حوالي خمسة إلى سبعة ملايين معتنق للديانة البهائية، يتوزعون في أكثر من 200 بلدا وإقليما بنسب متفاوتة.

ويعتقد البهائيون أن أحدث الرسل الباب وبهاء الله، ودعمها الاستعمار البريطـاني، ولها وجود قوي في العراق وفلسطين، ولهم كتاب اسمه الكتاب الأقدس، وهناك شخصيات لها أثر في ديانتهم، من أهمها امرأة تسمى «قرة العين»، انفصلت عن زوجها وفرت منه تبحث عن المتعة.

والبهائية تقدس الرقم 19، وعندهم السنة 19 شهرا، والشهر 19 يوما، وينكرون معجزات الأنبياء جميعا، وينكرون حقيقة الملائكة، والجن، والجنة والنار، ويرون أن النعيم والعذاب بتناسخ الأرواح، ويعتقدون أن القيامة تكون فقط بظهور البهاء، وقبلتهم البيت الذي ولد فيه الباب بشيرزا في إيران والذي أصبح في وقتنا الحالي في حيفا بفلسطين. 


الصيام والتقويم البهائي 

ويبدأ شهر الصيام (ويسمى بشهر العلاء 19 يوما) بنهاية أيام الهاء، أي في 2 مارس، وينتهي بعيد الصيام (عيد النيروز) في 21 من مارس، ويوافق عيد رأس السنة البهائية، وأسماء الأشهر وكذلك أسماء الأيام تحكي عن بعض الصفات الإلهية، ومنها شهر العلاء وشهر الجلال وشهر الكمال وغيرها، وتبدأ السنة البهائية يوم الاعتدال الربيعي (عادة يوم 21 مارس، ويبدأ التقويم البهائي في سنة 1844م/ 1260هـ) ويسمى بتقويم البديع.

 

3 صلوات.. إحداها تغني عن الأخرى

أما الصلاة عند البهائيين فهي ثلاث صلوات كبرى وصغرى ووسطى، وأي صلاة تغني عن الأخرى، والصلاة فردية ولا توجد صلاة جماعية إلا على الموتى فقط.

 


الخطوبة والزواج البهائي 

أما الزواج البهائي يتم بخطبة لا تزيد مدتها على 95 يومًا، ويدفع مهراً مقداره 19 مثقالا من الذهب في المدن ومن الفضة في القرى، وبحد أقصى قدره 95 مثقالا، ثم تسجل وثيقة الزواج في وثيقة بهائية لتسجل في المحافل، وبسبب عدم وجود محافل في مصر فإن كل زوج يحتفظ بواحدة، ويوجد طلاق ولكنه أبغض الحلال ويقع بعد سنة من الخلاف بين الزوجين ولم يتم التصالح بينهما، ويحرم الدين البهائي تعدد الزوجات.

أعياد البهائيين

وأعياد البهائيين هي عيد الرّضوان (إعلان دعوة بهاء الله) من 21 أبريل – 2 مايو، وعيد النّيروز (رأس السّنة البهائيّة) وذلك عادة في 21 مارس، وعيد بعثة الباب في 23 مايو، ومولد بهاء الله في 12 نوفمبر، ومولد الباب في 20 أكتوبر، وصعود بهاء الله في 29 مايو، واستشهاد الباب في 9 يوليو، وصعود عبد البهاء في 28 نوفمبر.

بداية المحفل البهائي في مصر

فى عام 1934، وافقت الحكومة المصرية على إنشاء المحفل البهائي وتم تسجيله في المحاكم المختلطة، وفي عام 1940 وافقت على إنشاء المعبد البهائي، وبحلول أواخر 1950 تم إنشاء المجالس المحلية البهائية في 13 مدينة وبلدة، وبحسب أحد التقديرات، كان هناك أكثر من 5000 بهائي في مصر في هذا الوقت.

محمد نجيب يخصص قطعة أرض 

وفي عام 1953 أمر الرئيس محمد نجيب، بتخصيص قطعة من أراضي الدولة لتكون مقابر لهم وفقا لمعتقداتهم الدينية، وتم تخصيصها بالقاهرة والإسكندرية وبورسعيد والإسماعيلية، وذلك بعد عدم قانونية دفن البهائيين في مقابر المسلمين.

«عبد الناصر» يحل المحفل البهائي

وفي عام 1960، صدر قرار بقانون من الرئيس جمال عبد الناصر، رقم 263، بحل جميع المحافل البهائية ومراكزها الموجودة بالجمهورية ووقف نشاطها وحظر القيام بأي نشاط على الأفراد والمؤسسات والهيئات مما كانت تباشر به هذه المحافل والمراكز، وتؤول أموالها إلى الجهات التي يعينها وزير الداخلية بقرار يصدره، وله تعيين حارس على الأموال والمستندات والأوراق المملوكة لها، وما زال معمولا بهذا القانون حتى الآن. 

وتدهورت العلاقة بين البهائيين والسلطات، ففي مايو 1965، ألقي القبض على 39 من البهائيين واتهموا بإعادة تأسيس إدارة البهائية ونشر العقيدة البهائية، وذلك بعد الاجتماعات التي عقدت في منازلهم لدعوة المسلمين لاعتناق البهائية، وفي أبريل عام 1967 أصدرت المحكمة الابتدائية في حي الزيتون، حكماً بأنه حتى تنظيم الدراسات التي تعتمد على الكتب البهائية أو تبادل المواد البهائية يُمكن أن يعاقب عليها مرسوم 1960.

وبعد نكسة يونيو عام 1967، ألقي القبض على عدد من البهائيين والحكم عليهم بالسجن لمدة 6 أشهر، لاتهامهم بالتجسس لإسرائيل، وذلك لوقوع المركز البهائي العالمي في حيفا، وهو الاتهام الذي لازال قائما حتى الآن.

فترة مبارك 

وفي فبراير عام 1985، ألقي القبض على 41 من البهائيين بتهمة تشغيل مجموعة تهدف إلى مقاومة المبادئ الأساسية للدولة.

وظلت القضية ساكنة حتى عام 2004 حين صدر القرار اللائحي بوجوب اختيار أحد الديانات الثلاث ليُكتب اسمها في خانة الديانة في بطاقات الرقم القومي، وفي عام 2007 تم إيقاف العمل ببطاقات الرقم القومي الخاصة بالبهائيين، وفي أغسطس 2009 تم إصدار حكم نهائي لصالح أصحاب الديانة البهائية في مصر لإدراج شرطة «-» في خانة الديانة، والذي يعتبره البهائيين حكما تاريخيا وسبقا في تاريخ مصر، بالرغم من وجود بعض العقبات أمام تنفيذه بصورة سليمة خاصة في مسألة زواج البهائيين، حيث إنه لا يتم الاعتراف بالزواج البهائي قانونا في مصر، ويعتبر زواجا غير معترف به مثل الزنا ويتم وصم الأطفال على أنها غير شرعية، كذلك المشكلات المتعلقة بالميراث، والمعاشات التقاعدية، والنفقة، ونفقة الطفل، والطلاق.

3 آلاف بهائي

وتقدر أعداد البهائيين في مصر حاليا بنحو 3 آلاف شخص، وهو ما يفوق أعداد اليهود القائمين بها الآن.

 

ميراث البهائيين

وأما الميراث فقد قضت محكمة الأسرة بروض الفرج ببطلان إعلام وراثة، لعدم أحقية أحد معتنقي البهائية في وراثة والدته المسلمة، حيث أنه ثبت للمحكمة أن الابن اعتنق البهائية قبل وفاته ودفن في مقابر البهائيين، وأن فتوى الأزهر واضحة بأن البهائية ارتداد عن الإسلام ولا يجوز معاملة من يعتنقها معاملة المسلمين ولا يجوز لغير المسلم أن يرث المسلم، وثبت للمحكمة من أقوال الشهود أن خالهم المتوفى اعتنق البهائية بعد زواجه من بهائية عام 1955، وأنه أنكر الآخرة وامتنع عن الصلاة والصوم وعند وفاته دُفن في صندوق خشبي بمقابر الروضة البهائية الأبدية، وهو ما اطمأنت معه المحكمة إلى أنه عاش بهائيا ومات على هذه الديانة.

 
لا يدفنون مع المسلمين 

وفي فتوى رسمية للمفتي الشيخ عبد المجيد سليم، الصادرة في 11مارس عام 1939، والتي أرست مبادئ أن البهائيين بمعتقداتهم ليسوا بمسلمين، ومن كان منهم في الأصل مسلما، أصبح باعتقاده لمزاعمهم مرتدًا وتجري عليه أحكام المرتد، وأنه لا يجوز شرعا دفن موتاهم في مقابر المسلمين، وكان نص الرسالة في السؤال الموجه للمفتي المرسل من وزارة العدل.