جعلوها «إلهة».. كيف واجه الفراعنة العنف ضد المرأة؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

حددت الجمعية العامة للأمم المتحدة، 25 نوفمبر من كل عام يومًا عالميًا لمناهضة "العنف ضد المرأة"، ما سبق هو محاولة لزيادة الوعي بحجم المشكلات التي تتعرض لها المرأة حول العالم من أشكال العنف المتعددة في عصرنا الحالي، ولكن هل عرف أجدادنا العنف ضد المرأة في مصر الفرعونية؟


الباحث الأثري مجدي شاكر، يقول إن المرأة الفرعونية كانت تتمتع بقسط وافر من الحرية الشخصية، إذ كان لها الحق في تكوين أسرة جديدة، ومشاركة زوجها في كل شيء، وإذا ارتقت الزوجة إلى درجة "ربة الدار" فإنها تقاسم الزوج مسكنه وقبره أيضًا، وتبقى أملاكها مقسمة بينهما، ويستقل كل جيل بنفسه بدنيا وماديا.


وأضاف "شاكر"، أن تماثيل الزوجين كانت توضع جنبًا إلى جنب مع أولادهما، لافتا إلى أن المصري القديم كان مخلصًا لبيته ويحترم الأم ويبجلها ويهتم دائمًا باحتياجاتها.

وأوضح الباحث الأثري، أن المرأة المصرية القديمة تمتعت بأهلية قضائية كاملة، وكان لها استقلالها المالي عن الرجل، بل كان بإمكانها أيضًا أن تدير ممتلكاتها الخاصة والممتلكات العامة أيضًا، حتى أنها وصلت إلى تقلد أعلى المناصب بحكم البلاد، ورغم ذلك لم تتجرد من أنوثتها وجاذبيتها، بل ظلت محتفظة بهما طوال الوقت، بحسب "شاكر".

وحول مسؤوليات الأسرة في مصر القديمة، يؤكد "شاكر"، أن النظام الأسري كان لا يخضع لسيطرة الأم، ولكنه كان نظامًا يتقاسم فيه الزوجان المسؤوليات المعتادة، في إطار من المعاملة الحسنة بين الزوجين.

ولم تسجل الجداريات وأوراق البردي، أية ملاحظات عن العنف ضد المرأة في مصر القديمة، بحسب ما أوضح "شاكر"، مضيفًا: "حتى وإن أخطأت كانت تعاقب بالقانون"، مستشهدًا بما حدث مع الملكة "تيا" زوجة الملك "رمسيس الثالث"، التي دبرت مؤامرة لقتله، ورغم ذلك تركها تعاقب بالقانون.

واختتم "شاكر"، متسائلاً: "كيف يكون هناك عنف وهو الذي جعلها معبودة السماء، ورمزًا للوفاء، وأطلق عليها (ست بر) بمعنى سيدة الدار".