لحظة صدق

التغير المناخى بين سلامة الدلتا وغرق فينيسيا !

إلهام أبوالفتح
إلهام أبوالفتح

إلهام أبوالفتح

الأمطار التى سقطت فى مصر واغرقت الشوارع الشهر الماضى واربكت الجميع.. وما حدث فى فينيسيا امس الاول وغرقها، ناقوس خطر يدق لكى نؤكد مرة أخرى بأنه يجب ان تكون هناك دراسات وابحاث وعلماء يتابعون ما يحدث لنكون مستعدين.
ويبدو ان الكل فى الهم شرق كما يقول المثل، فغرق فينيسيا، لم يعد مجرد توقعات وتنبؤات.. فقد أصبحنا والمنطقة من حولنا فى دائرة الخطر، حذر العلماء مرارا وتكرارا من غرقها ولم تأخذ سلطاتها الامر ولا الموضوع بجدية.. ولم تتحرك الدول بشكل جماعى لمناقشة قضية التغير المناخى ولم تعقد المؤتمرات ولم تجد من مغيث واخيرا وقع المحظور وغرقت اشهر شواطئ العالم «فينيسيا» تحت الفيضان عندما ارتفع منسوب المياه فوق 90 سنتيمترا وضربها الطقس السيئ، والرياح القوية، فأغرقت السفن، واصطدمت سفن أخرى بأرصفة الموانئ.. غرقت الكاتدرائية التاريخية «سانت مارك» وبعض المزارات السياحية وكتب لويجى بروجنارو عمدة المدينة على تويتر، يستغيث، قائلا : فينيسيا تركع على ركبتيها وأنه سيعلن حالة الكارثة وحذر من وقوع أضرار جسيمة وأن الوضع مأساوي، والتكلفة ستكون عالية.. هذه نتيجة التغير المناخي
هذا المشهد كفيل بأن يجعلنا نعلن حالة الاستعداد فى مصر.. وهو ما أشرت اليه فى مقالى يوم 26 أكتوبر الماضى.. فالتغيرات المناخية اصبحت امرا واقعا نشعر به ونعيشه.. وواجهنا ازمة كبيرة منذ اسابيع وقبل بداية الشتاء درجات الحرارة فى الصيف وصلت 45 احيانا وفى كل شتاء نواجه امطارا متزايدة وسيولا وثلوجا فى بعض المناطق وهو ما قلته سابقا واكرره لخطورة الموقف فمصر دولة بحر متوسيطة لديها نفس المناخ وغرق الدلتا اعلنه العلماء وحذروا منه وعلينا ان نتحرك قبل فوات الاوان وان نسابق الزمن لنحافظ على اراضينا
فذوبان جبال الجليد فى القطبين الشمالى والجنوبى أصبحت وتيرته أسرع، ومناسيب المياه فى البحار والمحيطات فى ارتفاع مستمر ومصر من اوائل الدول المتضررة، وقد اصبحت ضمن حيز السيول والمطر الكثيف.
السؤال الصعب كيف نواجه هذه التغيرات المناخية وكيف ننقذ الدلتا ؟
فقد غرقنا فى شبر ماء مع اول ازمة وهو ما يحدث مع كل موجة امطار فما بالك لو واجهنا السيول الغزيرة.
مطلوب من قمة المناخ التى سيتم عقدها الشهر القادم فى اسبانيا ان تناقش ماحدث فى فينيسيا وان تضع الحلول لمواجهة التغيرات المناخية وان تساعد الدول التى ستتأثر واولها مصر واتمنى الا تكون مجرد تحذيرات واستجداء للدول الكبرى كما حدث فى قمم طوكيو ونيويورك وباريس وغيرها من القمم التى عقدتها الامم المتحدة ومطلوب من أمريكا أن تراجع موقفها فى الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ، الذى اعلنه وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو الاثنين الماضى، مرجعًا السبب فى ذلك إلى الأعباء الاقتصادية الجائرة التى يفرضها الاتفاق على الولايات المتحدة، وأن قرار الانسحاب سيصبح سارى المفعول فى غضون عام من وقت تسليم الإشعار..
من وجهة نظرى ان انسحاب امريكا أمر مؤسف فهى تتخلى عن مسئوليتها تجاه العالم خاصة انها من الدول الصناعية الكبرى التى تسببت فى كارثة التغير المناخى ومهما كانت التكلفة فعليها تحملها.