كشف حساب

تصريحات.. فى الهواء !!

عاطف زيدان
عاطف زيدان

لا أبالغ اذا قلت إن معظم تصريحات الوزراء، والمسئولين التى تتناقلها الصحف يوميا، كلام فى الهواء! وللاسف ندفع نحن الثمن. حيث يردد الناس دائما مقولة: كلام جرايد ! والجرائد براء من فحوى تلك التصريحات، كذبا كان أو صدقا. فهى مجرد ناقل لكلام وتصريحات الوزراء ومساعديهم. خذ مثلا تصريحات تطلق من هنا وهناك منذ بداية الالفية الحالية، لا أثر لها على ارض الواقع، رغم مرور عقدين من الزمان تقريبا، من عينة « تطبيق نظام الشباك الواحد « و» اصلاح منظومة الخبز « و»خطة القضاء على فساد المحليات « و» اجراءات لتحسين اوضاع اصحاب المعاشات « و» انجاز معاملات المواطنين مع الجهات الحكومية الكترونيا « و» علاج مرضى الطوارئ مجانا فى جميع المستشفيات « و» لازيادة فى مصاريف المدارس « و»القضاء على مشكلة القمامة خلال عام واحد « و»لازيادة فى اسعار السلع الاساسية « و»قاعدة بيانات لضمان وصول الدعم لمستحقيه»... الخ الخ الخ.
تصريحات وردية تتكرر على ألسنة الوزراء واحدًا تلو الآخر. يذهب الوزير ويأتى غيره. وتبقى التصريحات كما هى. والنتيجة المرة فقدان المواطن الثقة فى اى كلام ينطق به المسئول، وبالتبعية فقدان الثقة فى وسائل الاعلام.
لو كان الامر بيدى. لحاسبت كل مسئول حسابا عسيرا، على ما يصرح به للصحف عن خطط وبرامج اصلاحية لا يتم تنفيذها، وما ينطق به لسانه من وعود لا تتحقق. لكن مما يؤسف له ان احدا لايحاسب وبالتالى يتبارى المسئولون فى اطلاق الوعود، لزوم تصدر صورهم صفحات الصحف والمواقع الاكترونية، فى منافسة محمومة لنجوم الفن والرياضة! كم أتمنى لو خصصت الصحف المختلفة بابا ثابتا بعنوان «تصريحات.. فى الهواء» لمواجهة كل مسئول بأكاذيبه. ربما يساهم ذلك فى القضاء على تلك الظاهرة، ويجعل كل مسئول يفكر ألف مرة، قبل ان يطلق تصريحا ورديا لا يملك القدرة على تنفيذه. التصريحات الفارغة يا سادة تضر الفرد والمسئول والمجتمع، وتضرب العلاقة بين المواطن والمسئولين التى يفترض ان تقوم على الثقة والمصداقية، فى مقتل. آن الأوان لنلمس ونرى بأم أعيننا نجاحات واصلاحات، قبل التصريحات الجوفاء و»الكلام الفارغ»!!