حكايات مصرية

قصة الملكة حتشبسوت: الملكة والمعبد

زاهى حواس
زاهى حواس

لا زلنا نتحدث عن هذه الملكة العظيمة حتشبسوت والتى يعنى اسمها "المتحدة مع آمون فى مقدمة النبيلات". اختار العبقرى المهندس سنموت الدير البحرى وذلك لكى يقيم معبدا فريدا رائعا قد نصفه فى قمة العمارة القديمة بعد الهرم الأكبر ولو كان الرحالة القدماء الذين اختاروا عجائب الدنيا السبع قد وصلوا إلى الأقصر لاختاروا معبد الملكة حتشبسوت بالدير البحرى من إحدى عجائب الدنيا السبع ووصل عدد المختارين من مصر ثلاثة وهم هرم الملك خوفو، منارة الإسكندرية ومعبد الدير البحري.
وقد أطلق على هذا المعبد ثلاثة أسماء الأول فى عهد الملكة حتشبسوت، "قدس أقداس آمون" وفى عهد الرعامسة باسم "البقعة المقدسة" وفى القرن السابع الميلادى أطلق الاسم العربى "الدير البحري" حيث استخدم الأقباط هذا المعبد كدير لهم.
وكما ذكرنا من قبل ان المعبد يقع على الشاطئ الغربى لطيبة (الأقصر) وفى مواجهته منطقة معابد الكرنك. ويعتقد البعض أن الملكة حتشبسوت هى التى أمرت أن يقام هذا المعبد فى حضن الجبل إلى الشمال من المقبرة التى عثر على أدلة فوقها لهرم وتخص الملك منتوحتب الثاني: أول ملوك الدولة الوسطى وأعتقد أن قرار وضع المعبد فى هذا المكان هو قرار المهندس المعمارى العبقرى سنموت والذى كان له منزلة خاصة لدى الملكة ومن أدلة ذلك أنه قد دفن أسفل هذا المعبد. وقد وجدنا أن سنموت كان مثله الأعلى هو المهندس إمحوتب أول مهندس معمارى فى التاريخ أقام عمودا وسقفا من الحجر لذلك فقد وضع سنموت اسم أمحتب داخل معبد وعنى بالمعبد لذلك فأعتقد أن سنموت دفن فى هذا المكان تقليدا للمهندس إمحوتب.
ولذلك فقد بدأت الحفائر للبحث عن مقبرة إمحوتب ووجدت أن والتر إمرى الأثرى الإنجليزى الذى قضى حياته بحثا عن قبر المهندس إمحوتب لم يعمل فى الجانب الغربى من الهرم المدرج لأن هذا المكان كان مليئا بالأحجار والرديم. وعندما قمنا بترميم الهرم المدرج من خلال مشروع كامل قمنا بإزالة الرديم من هذا الجانب وكان فى ذهنى شىء واحد وهو أن الهرم المدرج هو الهرم الوحيد فى الدولة الثانية الذى دفن أسفله ست ملكات ولذلك ايقنت ان إمحوتب قد يكون أسفل هذا الهرم وعندما بدأنا الحفائر لأول مرة قمنا بالعثور على مقبرة أسفل الهرم تعود للأسرة الثانية ومازال الأمل يراودنى أن إمحوتب دفن أسفل الهرم المدرج.