مشوار

لسنا بهذا الغباء...

خالد رزق
خالد رزق

عندما تخرج تصريحات مسئولين بالإدارة الأمريكية لتتهم مباشرة بلدا كإيران بتنفيذ الغارة الجوية التى استهدفت منشأتى النفط بآرامكو السعودية، وهى الغارة نفسها التى تبنتها وعلانية حركة أنصار الله اليمنية (الحوثيون) فإننا نكون أمام واحدة من أفج عمليات الرايات الزائفة التى ترفعها الولايات المتحدة كذريعة تبرر بها عدوانا خارج أطر القانون الدولى والعرف الإنسانى ـ كلما ـ اجتمعت لديها النية للعدوان على بلد من البلدان التى لا تساير سياساتها أو التى تطمع بثرواتها.
قضية ما يعترف فيها الفاعل طواعية وباختياره بتنفيذ عمل ما، ثم يأتى طرف ثالث أو تأتى أطراف أخرى وبغير سند من أدلة ولا شواهد لتنفى عن الفاعل فعلته وتلقيها على طرف ثان هم يعادونه منذ عقود فى العلن ويفرضون عليه العقوبات منعاً لتقدمه وتجويعاً لشعبه كخدمة لعدو ومستعمر يحتل القلب من بلادنا، ومطلوب منا أن نصدق ادعاءات من سبق وخبرنا كيف دمروا واحتلوا بلاداً من بلادنا بعدما رفعوا راياتهم الزائفة عن الخطر النووى الذى عادوا ليعترفوا بأن الظن به كان خطأ لم يقصدوه.
ربما يرى البعض أن القضية الجديدة «اتهام إيران بقصف آرامكو» تستدعى تحقيقاً دولياً لكشف الحقيقة، لكنى ولست من هؤلاء البعض، أدعوهم لمراجعة ذاكرتنا القومية المعاصرة وأسألهم ألم نر كيف فعلت التحقيقات بالعراق، ألم نر كيف يلبس هؤلاء الحق باطلاً والباطل حقًّا؟
منذ سقط العراق فى قبضة المحتل الأنجلو أمريكى عرفنا بأن فصلاً جديداً سيئاً طويلاً من فصول تاريخ أمتنا قد بدأ، عاد الاحتلال إلى الأرض، وهو فى هذا الزمن أشد تجبراً وفجوراً، ونحن وأقصد الأمة برمتها وفى أكثرنا أشد وهنا وأحط كرامة.
أتصور أننا شعوب هذه الأمة لسنا من الغباء بالقدر الذى يجعلنا نصدق عدوا سافرا كذوبا يريد جرنا للاحتراب والاقتتال ليحصد هو ثمار ثروات بلادنا وليأمن الكيان الصهيونى بدمائنا.