بلا حرج

ظاهرة لا إنسانية

أحمد غراب
أحمد غراب

ما هذه النعرة من الغطرسة والاستقواء والاستعلاء على خلق الله التى نراها ونسمعها ليل نهار فى شوارعنا ومياديننا العامة رغم أنها تصطدم بأهم ركن من أركان ديننا الإسلامى الحنيف الذى نزل على سيدنا محمد -  - منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام؟!
بمجرد حدوث أى مشكلة فى شوارعنا وميادنننا العامة يخرج علينا كل من هب ودب قائلا:انت مش عارف أنا ابن مين؟! وكأننا جهلنا ماهومعلوم من الدين بالضرورة ، وتتوالى بعد ذلك عبارات التهديد والوعيد بالويل والثبور وعظائم الأمور عقابا على جهلنا بالأنساب، وتجاهلنا أن الناس سواسية كأسنان المشط، لا فضل لعربى على أعجمى إلابالتقوى والعمل الصالح!!.. الحبيب المصطفى -  - يقول : «كلكم بنو آدم،وآدم خلق من تراب، لينتهين قوم يفتخرون بآبائهم، أو ليكونن أهون على الله من الجعلان» بل هناك ماهو أسمى وأرقى فى رسالة المصطفى الإنسانية التى حررت البلاد والعباد من نعرات الاستعلاء بالأنساب والافتراء على خلق الله؛حيث حرر سيدنا أبو بكر الصديق - رضى الله عنه - بلال بن رباح مؤذن الرسول -  - من الرق فلما علم الفاروق عمر بن الخطاب قال : «سيدنا أعتق سيدنا « ، حتى فى المجتمعات الجاهلية التى جاء الإسلام ليرتقى بها ويحد من منظاهر الرق والعبودية كان الحبيب المصطفى يواجه بغضب مثل هذه السفاهات فى شوارع المدينة المنورة وأسواقها، حيث يقول الصحابى أبو مسعود البدرى: «كنت أضرب غلاما لى بالسوط فسمعت صوتا من خلفى «اعلم أبا مسعود «فلم أفهم الصوت من الغضب، فلما دنا منى إذ هو رسول الله -  يقول: «اعلم أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام» ولما رأيت الرسول غاضبا قلت: « لا اضرب مملوكا بعده، هو حر لوجه الله» فقال الحبيب المصطفى -  -: « أما لو لم تفعل للفحتك النار».
ألا يعلم السادة المزيفون أن عصور الرق والتباهى بالأنساب فى مجتمعاتنا العربية والإسلامية قد تجاوزها ديننا الإسلامى الحنيف منذ قرون حينما شرع الصلاة التى هى عماد ديننا ؛ حيث يقف أى مصل بجوار الملك ورئيس الجمهورية كتفا بكتف، ويخرون للأذقان سجدا أمام مالك السماوات والأرض ؟!