أحمد سالم
كثيرا ما نتحدث عن مهنية وحيادية من يقدمون البرامج التلفزيونية وضرورة عرضهم للمشاكل والقضايا بشكل متوازن ودون انحياز، ولكننا نجد _أحيانا_ أن التزام الحياد ماهو الا خيانة للوطن الذى يعانى بشدة من سلبية وتباطؤ بعض ابنائه،
خلاصة القول إنه كانت هناك سيدة فاضلة اسمها علا غبور انفقت عمرها فى أعمال الخير واشهرها كان دورها العظيم فى انشاء الصرح الطبى الهائل ٥٧٣٥٧،
ولكنها رحلت بعد أن انهكها المرض فاستكمل زوجها د.رؤوف غبور مسيرة الخير إلى أن قرر تغيير الإتجاه فى عام ٢٠١٦ بعد أن وجد أن المساعدات التقليدية تساعد البعض على الحياة وتساعد البعض الآخر على التكاسل،
وهنا ظهرت فكرة توجيه جميع أنشطة الشركة التنموية إلى مجال التعليم الفنى حتى يتحقق المثل الصينى الشهير عن صيد السمك المتفق مع حديث رسولنا الكريم عن الفأس الذى نحتطب به،
ذهب غبور إلى أوروبا معقل الثورة الصناعية وتعاقد مع sis الألمانية كبرى مؤسسات التعليم المزدوج فى العالم وعرض الأمر على الوزير السابق طارق قابيل والذى رحب بشدة ووقع معه بروتوكول ثلاثى لتطوير المدارس الصناعية التابعة للوزارة،
بالفعل استلمت مؤسسة غبور للتنمية ثلاثة مدارس بالقاهرة والإسكندرية وكفر الزيات وانفقت عشرات الملايين فى التطوير واستقدام الخبراء الأجانب وباتت المدارس نموذجا يحتذى به ظهر واضحا فى الإقبال الكبير عليها بالمقارنة بالمدارس الصناعية التقليدية،
ولكن ظهرت المشاكل فى منذ تولى الوزير م.عمرو نصار والذى يبدو غير متحمس للمشروع لأسباب غير مفهومة حيث امتنع عن التواصل مع المؤسسة وحدث مايشبه التجميد ورفضت الوزارة تسليمهم مدارس جديدة رغم استعدادهم للتوسع فى القاهرة وخارجها،كما رفضت قبول البنات بدعوى أنهن لا يصلحن إلا لتعلم الخياطة فى بلد بها أكثر من نصف دستة وزيرات ورئيس جمهورية يولى المرأة اهتماما ودعما لم تعهده من قبل.
وبات الجانب الألمانى فى حيرة مما يحدث فى بلد يسعى رئيسها ليلا ونهارا لتوفير فرص عمل فى مشروعات تنموية، بينما يعطل جهازها الادارى تدريب أبنائها وفقا لأحدث النظم العالمية،
لمن لا يعلم فالتعليم الفنى هو سر نهضة ألمانيا ويشكل ثلثى عدد الخريجين لديها وهو مانحتاجه بشدة فى مصر التى حققت معدلات نمو اقتصادى غير مسبوقة منذ ١٠ سنوات ومرشحة وفقا لهارفارد ان تكون ضمن أسرع اقتصاديات العالم نموا فى العقد القادم،
اذا خلصت النوايا.....
