الجيش اللبناني ينتشر لحفظ الأمن بالجبل.. ومحتجون يقطعون الطريق الدولي

القوات المسلحة اللبنانية
القوات المسلحة اللبنانية

نفذت القوات المسلحة اللبنانية، تؤازرها الأجهزة الأمنية المختلفة وفي مقدمتها قوى الأمن الداخلي، انتشارا واسعا لحفظ الأمن والاستقرار في عدد من مناطق الجبل، وذلك بعد الاشتباكات المسلحة التي وقعت بالأمس واتخذت طابعا دمويا على نحو أسفر عن مقتل شخصين وإصابة آخرين، وأشعل توترا طائفيا في مناطق الجبل.


وقطع عدد من أنصار الحزب الديمقراطي اللبناني، صباح اليوم، الطريق الدولي المعروف بـ "أوتوستراد بحمدون" في منطقة (بعلشميه – صوفر) المؤدي إلى الجبل وكذلك إلى سوريا، باستخدام الإطارات المشتعلة ، كما أطلقوا الرصاص من البنادق الآلية في الهواء؛ احتجاجا على عدم إلقاء القبض على مرتكبي واقعة قتل اثنين من المرافقين الأمنيين لوزير شئون النازحين صالح الغريب التي حدثت بالأمس في الجبل.


من ناحية أخرى، أقام الجيش وقوى الأمن عددا من الحواجز في مناطق بالجبل، خاصة قرية (قبر شمون) التي شهدت توترا أمنيا وتبادل إطلاق النيران بالأمس، وشوهدت الدوريات العسكرية والأمنية المتجولة، في أرجاء المنطقة لتهدئة الأجواء وفرض الأمن والاستقرار.


كما قامت الأجهزة البلدية بإزالة المخلفات وآثار العنف والاشتباكات التي وقعت في الجبل، لاستعادة أجواء الحياة الاعتيادية في المنطقة.


وأكد مصدر أمني رفيع المستوى- في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط- أن أجهزة جمع المعلومات الأمنية والعسكرية، وفي مقدمتها شعبة المعلومات (الاستخبارت) بقوى الأمن الداخلي وجهاز مخابرات الجيش اللبناني، بدأت بالفعل أعمال التحري والتحقيق في شأن المواجهات التي شهدها الجبل؛ للوقوف على الملابسات وتحديد المسئوليات الجنائية.


وشهدت مناطق بمدينة (عالية) في محافظة جبل لبنان، بالأمس، أحداثا دموية واشتباكات مسلحة، على خلفية زيارة أجراها وزير الخارجية رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل إلى بعض مناطق الجبل، حيث قطع محتجون ينتمون للحزب التقدمي الاشتراكي الطرق لمنع باسيل من استكمال جولته، بعدما اعتبروا أن بعض التصريحات التي أدلى بها تستهدف الوقيعة وإشعال الفتنة الطائفية بين الدروز والمسيحيين من سكان الجبل. 


وقُتل عنصران أمنيان من المرافقين لوزير شئون النازحين صالح الغريب، المنتمي للحزب الديمقراطي اللبناني الحليف للوزير باسيل، كما أُصيب آخرون جراء اشتباكات نارية متبادلة مع محتجين، وذلك أثناء مرور موكب الوزير الغريب للانضمام إلى جولة الوزير باسيل، وتبادل الحزب الديمقراطي اللبناني والحزب التقدمي الاشتراكي، إلقاء اللائمة والمسئولية على بعضهما البعض في وقوع الحادث.


وتعد منطقة الجبل المعقل الرئيسي لأبناء طائفة الموحدين الدروز، ويعتبر الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة وليد جنبلاط، الممثل السياسي الأكبر للطائفة الدرزية في لبنان، يليه الحزب الديمقراطي اللبناني برئاسة النائب طلال أرسلان (المتحالف مع التيار الوطني الحر وحزب الله)، بالإضافة إلى حزب التوحيد العربي برئاسة الوزير السابق وئام وهاب، والذي يعد بدوره حليفا لأرسلان في مواجهة جنبلاط.