شهادة العالم للحفل الأسطوري «الذكي» الذي أقامته مصر لافتتاح منافسات بطولة أمم إفريقيا 2019، لم تأت من فراغ، ولم تكن مصادفة أن تثق الدولة في الرياضة لتقدم صورة لمصر الجديدة التي لا تتوقف عن البناء.. لقد كان افتتاح البطولة كالهروب إلى القمة.
ذكاء الحفل في أنه من الناحية الفنية والتنظيمية لم تشهد القارة الإفريقية مثله على مدار تاريخها، وتخطى ذلك إلى إشادات عالمية حققت جانبا كبيرا من الهدف وراء استضافة مصر للبطولة، وهذا كله خلال أقل من 20 دقيقة ودون استهلاك لأرضية الملعب الذي أشعرنا بالفخر بعد تطويره ليضاهي أفضل ملاعب العالم.
وضعت الدولة ثقتها في الشباب وراهنت عليهم في معترك رياضي عالمي فكسبت الرهان وكسبت الرياضة المصرية مجموعة من الكوادر الشابة القادرة على الإنجاز وبقوة وفي وقت قياسي وهي سمات لا تستغني عنها أي دولة فتية قوية تطمح لمستقبل أفضل.
وأحلم بأن تكون بطولة أمم إفريقيا ونجاح مصر في تنظيمها من البداية إلى النهاية نقطة تحول في نظرة الدولة لكرة القدم بشكل خاص والرياضة عموما باعتبارها صناعة لها إطار ومحددات واضحة ومتداخلة مع صناعات أكثر يمكنها أن تصبح نقطة انطلاق للدولة نحو آفاق جديدة وتستوعب عددا كبيرا من الشباب الطامح لتحقيق ذاته.
ضربة البداية رائعة وحققت المطلوب، ولو كره الكارهون، ولكننا نتطلع لمشوار وختام للبطولة على مستوى الافتتاح وطموحات الدولة والشعب المصري الذي يعيش حالة من البهجة صنعتها البطولة التي جاءت بإفريقيا إلى قلب مصر سيدة القارة الدائمة وإلى الأبد.. تحيا مصر.
