من جديد| باسيل في مرمى النيران.. والسبب «الجينات اللبنانية»

جبران باسيل
جبران باسيل

يتحلى الدبلوماسي عادة بالتعقل في حديثه ومحاولة إرضاء الجميع، فلا يتلفظ بأية بذاءات ولا يهين غيره، كما يختار كلماته بعناية خشية الزج ببلاده في مأزق.

 

لكن الأمر قد يختلف قليلا لدى وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، ذلك الدبلوماسي الذي دأب على إطلاق التصريحات المثيرة للجدل والمسيئة أحيانا غير عابئا بمنصبه أو بوضع بلاده، فينتقد ذلك ويحقر من ذلك ليسقط فريسة الانتقادات.

 

أثارت تصريحات باسيل الأخيرة، والتي وصفت بالعنصرية، جدلا غير مسبوق لدى الرأي العام اللبناني وعلى صفحات وسائل التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، وصلت إلى حد المطالبة بإقالته من الحكومة اللبنانية، فرئيس التيار الوطني الحر التابع لرئيس الجمهورية ميشال عون، خرج بتصريحات متتالية وصفت بالمسيئة بحق اللاجئين السوريين والعمالة الأجنبية في لبنان، وصلت إلى حد التباهي بما سماه «الجينات اللبنانية»، مدافعا عن اتهامه من قبل كثيرين بالعنصرية.

 

جاء الأمر من خلال حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: حيث نشر فيديو يظهر فيه عشرات الشبان التابعين للتيار الوطني الحر يعتصمون أمام محال تجارية يملكها سوريون، وقد علق على الفيديو قائلا: «بتحب لبنان وظّف لبناني»، في انتقاد له على اختيار العمالة السورية.

 

وبالطبع تسببت تلك الكلمات في حالة من الاستياء والرفض، كما وجهت له اتهامات عدة وصلت إلى العنصرية ومعاداة اللاجئين والمهاجرين والتحريض ضدهم وتعريضهم للخطر.

 

 

ولم تفلح حملات الرفض والاستياء في الزج بباسيل نحو الاعتذار، بل قائلا «من الطبيعي أن ندافع عن اليد العاملة اللبنانية بوجه أي يد عاملة أخرى أكانت سورية فلسطينية فرنسية سعودية إيرانية أو أمريكية فاللبناني قبل الكل».

 

 

من جهة أخرى، أخذ كلام باسيل على محمله، مما استفز السعوديين وجعلهم يردون غاضبين بأن ما يزعمه باسيل بوجود عمالة سعودية على أرض لبنان أمر غير صحيح، فالسعوديون يدخلون لبنان كسائحين وليس كطالبي عمل، بل وتفاقمت الأزمة ووصلت إلى حد تطبيق نظرية وزير الخارجية اللبناني على أرض السعودية وطرد العمالة اللبنانية كما جاء في تغريدة للأمير السعودي عبد الرحمن بن مساعد التي جاء فيه «مشكلة العمالة السعودية السائبة في لبنان كبيرة ولا يلام معالي الوزير العبقري على تصريحه ولا أرى فيه أي عنصرية بل هو تصريح حكيم وفي محله فالسعوديون زاحموا اللبنانيين على أعمالهم واللبنانيين أولى ببلادهم سيما أن عدد العمالة السعودية في لبنان يقارب ال200 ألف».

 

وتحاشيا للصدام، شدد باسيل في لهجة دبلوماسية بأنهم كل يوم معرضون لتحريف كلامهم وواجب عليه تحقيق مصلحة لبنان وفي حالة حدوث حصل تحريف عليهم تصحيحه.

 

 

وتابع باسيل بلهجة ودية قائلا: "اللبنانيون يعملون بالخارج وفقا لحاجات الدول وهم يحترمون قوانين هذه الدول وكل من يخالف نحن ندعو إلى تطبيق القانون بحقه وعلى رأس هذه الدول المملكة العربية السعودية حيث لدينا جالية من الواجب الحفاظ على مصالحها لكن واجب الجالية وواجبنا أن نحترم الدولة التي نعمل فيها ونحترم قوانينها".

 

ولكن يبدو أن ردود الوزير اللبناني التي يطلقها عبر موقع التواصل الاجتماعي، لم تفلح في كتابة النجاة به من فخ الانتقادات حتى وصل الأمر إلى توقيع مئات اللبنانيين عريضة تحت عنوان "تصريحات باسيل لا تمثلني"، مطالبين بوضع حد لخطابه الشعبوي الذي يضر بلبنان ومحيطه، ويعرض السلم الأهلي للخطر.