اليابان.. آخر ما تبقى من إمبراطوريات العالم التي اندثرت، وولى زمانها مع أباطرتها، لكن لا تزال إمبراطورية اليابان قائمةً إلى يومنا هذا، وهي الإمبراطورية الوحيدة في العالم.
يستعد إمبراطور اليابان أكيهيتو غدًا الأربعاء لوضع حدٍ لثلاثين عامًا من جلوسه على العرش في إمبراطورية اليابان، حينما يتنازل عن العرش لابنه الأكبر الأمير ناروهيتو، الذي سيصبح الإمبراطور الـ126 للبلاد.
أكيهيتو، البالغ من العمر 85 عامًا، كان قد أعرب عام 2016 عن رغبته في التخلي عن منصبه، والتنازل عن العرش لنجله الأكبر، نظرًا لاعتلال صحته وعدم قدرته على القيام بمهام عمله، قبل أن يدخل القرار حيز النفاذ بعد ذلك بثلاثة أعوام، وذلك بعد إعلان الحكومة اليابانية في ديسمبر 2017 تنازل الإمبراطور عن العرش بحلول نهاية أبريل 2019.
أول مرة منذ قرنين
وهذه هي المرة الأولى منذ قرنين من الزمن، التي يتنازل خلالها إمبراطور ياباني على قيد الحياة عن العرش لوريثه، وهو ما يكسب مراسم ترسيم الإمبراطور الجديد طابعًا خاصًا من الاحتفال، باعتبار أن البلاد لا تعيش حالة الحداد الوطني بسبب موت الإمبراطور السابق.
وتولى أكيهيتو العرش في 7 يناير عام 1989، عقب وفاة والده الإمبراطور هيروهيتو، وذلك بعد أن تولى والده العرش لنحو 63 عامًا، بدءًا من عام 1926 إلى غاية وفاته. وسيصبح الأمير ناروهيتو (59 عامًا) من غدٍ الثلاثاء 30 أبريل إمبراطورًا جديدًا لليابان.
واليابان مثلها مثل الممالك الدستورية في العالم، وعلى رأسها بريطانيا، فالإمبراطور هناك يملك فقط ولا يحكم، في حين ترتكز السلطات في يد رئيس الحكومة، المنتخب من قبل البرلمان. ويشغل حاليًا منصب رئيس الوزراء شينزو آبي، زعيم الحزب الديمقراطي الليبرالي في البلاد.
ومع الغد، سيُوكل للأمير ناروهيتو، الإمبراطور الجديد، مهمة الحفاظ على الإمبراطورية اليابانية، المشيدة قبل أكثر من 2600 عامًا، وتناوب على عرشها من قبل 125 إمبراطورًا من آبائه وأجداده.
