حكاية «باشا السينما المصرية».. ولد بمعلقة من ذهب

النجم "زكى رستم "
النجم "زكى رستم "


فنان أشتهر بادوار «شرير السينما» ولقب بـ«باشا السينما المصرية»، واستطاع أن ينجح بمهارة فائقة في تجسيد أدوار الشر والخير وملك الاندماج بلا منازع في السينما، ولد وفي فمه ملعقة من ذهب، حيث نشأ في قصر يمتلكه جده اللواء محمود باشا رستم في منطقة الحلمية، وكان جده من كبار ضباط الجيش، أما والده محمود بك رستم فكان من كبار ملاك الأراضي الزراعية، ولم يكن في أسرته من يحمل لقب أفندي ، انه باشا الستينات زكى رستم .

يعشق زكى رستم التمثيل منذ الصغر، وكان يخرج مع مربيته لمشاهدة الموالد وعروض الأراجوز، وعندما كان طالباً في المرحلة الابتدائية كان يذهب مع أسرته لمشاهدة العروض المسرحية التي تقدمها فرقة جورج أبيض، وفي أحد المرات شاهد جورج أبيض وهو يؤدي شخصية أوديب في مسرحية أوديب ملكاً، فعاد لمنزله وحاول استرجاع طريقة تمثيله، ولم يكتف بذلك فقط، إذ كان يجمع أصدقائه وأقاربه تمثيل الروايات معه في بدروم القصر، ولم يكن التمثيل هوايته الوحيدة، إذ كان بطلا رياضيا أيضا، وكان يهوى رفع الأثقال، وحصل على بطولة هذه اللعبة عام 1923، وفي العام التالي حصل على شهادة البكالوريا.

وبدأت حكاية زكي رستم عندما أخذه صديقه سليمان نجيب إلى عبد الوارث عسر الذي نجح في ترتيب لقاء له مع جورج أبيض، وطلب منه أداء مشهد تمثيلي نجح في تقديمه، فانضم وقتها إلى الفرقة رافضًا تقاضي أي مقابل مادي، وبعدها انضم إلى فرقة «رمسيس» عام 1925، وأسند إليه أدوارا رئيسية، ووقتها أقنعه يوسف وهبي بأهمية الاحتراف وتقاضي أجر، وبالفعل تقاضى أول أجر شهري في حياته 15 جنيها، وبعد عامين من عمله بالفرقة انتقل إلى «فاطمة رشدي» ثم «عزيز عيد» وتركهما بعد شهور وانضم للفرقة القومية.

قدّم رستم 45 عملًا مسرحيًا كان أهمهم "مجنون ليلى، الوطن، مصرع كليوباترا، كرسي الاعتراف، الشيطانة" حتى صدر قانون بمنع العاملين في المسرح بالسينما، وكان رستم وقتها قد وقع خمسة عقود فقرر الاستقالة من الفرقة، وكانت نهاية عهده بالمسرح.

واستطاع أن يقدّم في هذا الوقت أيضًا، أعمالًا سينمائية متنوعة كان بدايتها عندما اختاره المخرج محمد كريم، ليشارك في الفيلم الصامت «زينب» عام 1930، وأفلام "الضحايا، العزيمة، ليلى بنت الصحراء، الوردة البيضاء عام 1933، كفري عن خطيئتك عام 1933، الاتهام، 1934، ليلى بنت الصحراء 1939، العزيمة عام 1945، قصة غرام، السوق السوداء" وغيرها من الأفلام.

وايضاً موهبة رستم في النضوج وظهرت عبقريته الفنية العالية، من خلال مشاركته في فيلم "هذا جناه أبي" عام 45، وقال النقاد عنه في هذا الفيلم إن القدرة على التحول في الشخصية والتقمص وتقديم ما يستلزم لتظهر الشخصية كما هي، جعلتنا نصدق شخصية عادل في المرحلتين، وهي عبقرية تحسب لممثل بقامة زكي رستم، ومن بعدها وفي فترة الخمسينسات قدم رستم عددًا كبيرًا من الأفلام المهمة مع عمالقة الفن منها أفلام "عائشة مع فاتن حمامة، وياسمين مع مديحة يسري، ومعلش يا زهر، وأنا الماضي".

وفي هذه الفترة أيضًا بدأت الأنظار تلتفت اليه وأطلق عليه لقب «الباشا» عندما تقمص ببراعة دور الباشا الإقطاعي المخطط للظلم الاجتماعي في فيلم «صراع في الوادي» الذي أخرجه يوسف شاهين، ليتقمص شخصية أخرى وهي رئيس العصابة في (حميدو ورصيف نمرة خمسة وإغراء وأين عمري والفتوة).

استمر زكي رستم في تقديم أعمال قوية، حيث شارك في «امرأة في الطريق» حيث برع في تجسيد شخصية الأب الذي اشتهر وقتها في هذا الفيلم بجملة «عمتني يا صابر» ليدخل بعدها في فترة الستينات، ليقدم فيها عددًا رائعًا من الأعمال السينمائية منها فيلم (ملاك وشيطان، ونهر الحب، وأعز الحبايب، ويوم بلا غد، والحرام، إجازة صيف).