حوار| قاضي فلسطين: مسألة الثابت والمتغير هي جوهر الخطاب الديني

قاضي قضاة فلسطين مع محررة بوابة أخبار اليوم
قاضي قضاة فلسطين مع محررة بوابة أخبار اليوم

يُعرف قاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية، محمود الهباش، بمواقفه الحاسمة تجاه القضية الفلسطينية وتحمله مسئولية كبيرة في محاولة منه لإعطاء الشعب الفلسطيني بعض حقوقه في ظل الاحتلال الإسرائيلي.

ويشغل حالياً قاضي قضاة فلسطين الشرعيين ومستشار الرئيس لللشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية، وكان قد شغل قبل ذلك منصب وزير الشؤون الاجتماعية ووزير الزراعة في الحكومة الفلسطينية من عام 2007وحتى 2009، ثم وزير الأوقاف والشؤون الدينية من عام 2009 وحتى 2014، قبل أن يتم تعيينه في 1 يونيو 2014 قاضيا للقضاة ومستشارا للرئيس الفلسطيني، وهو خطيب مسجد التشريفات برام الله.

وأجرت «بوابة أخبار اليوم» حواراً معه، على جانب مشاركته بمؤتمر الأوقاف الـ29، والذي ضم 130 شخصية من حوالي 70 دولة، ودار حول بناء الشخصية الوطنية وأثره في تقدم الدول والحفاظ على هويتها، برئاسة وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، وجاء الحوار كالتالي: 

-  ما هي أهمية الحفاظ على الشخصية الوطنية؟
الحفاظ على الشخصية الوطنية هو حفاظ على الدولة الوطنية، واستهداف الشخصية الوطنية هو استهداف الدولة الوطنية، وبالتالي من واجبنا نحن كعلماء ومفكرين أن نعمل على ترسيخ وبناء وحماية الشخصية الوطنية وذلك على أسس صحيحة من خلال خطاب ديني رشيد مستقيم يستند على أسس من الكتاب والسنة ومتلائم ومتوائم مع متطلبات العصر حتى نستطيع أن نحافظ على أمتنا والفشل في ذلك قد يؤدي لانهيار الدول، و الدين هو المكون الأهم في الوعي الفردي والجمعي في مجتمعاتنا العربية، وإذا أردنا أن نبني شخصية وطنية صحيحة، علينا أن نحترم رأي الدين في تكوين تلك الشخصية وأثره في حركاتها.

 كيف يمكن تجديد الخطاب الديني؟
تجديد الخطاب الديني ليس بمفهومه السطحي بمعنى أننا لا نجدد أسس الخطاب الديني بل نجدد طريقة الخطاب الديني وقدرة الخطاب الديني على الملاءمة مع المتغيرات، وهذا أمر طبيعي ولا يحتاج إلى فلسفة، فالإسلام يمتلك جوابا شافيا لكل سؤال في أي زمان وفي أي مكان وفي أي وضع وبالتالي نحن لا نخترع البارود عندما نقول تجديد الخطاب الديني، ولكن الطبيعي أنه يجدد نفسه وفق المتغيرات، وقديما قالوا يجد للناس من الأحكام بقدر ما يجد لهم من القضايا، فكل ما كانت هناك قضايا جديدة من المؤكد أن يكون هناك أحكاما جديدة وهذا هو التجديد.

كيف ترى قضية «الثابت والمتغير»؟
هذا هو جزء من جوهر الخطاب الديني، أن هناك ثوابت وهناك متغيرات، الثوابت هي الأصول والعقيدة من القرآن والسنة، والمتغيرات هي مستجدات الحياة ومتغيرات الواقع، وكل مجتمع أو نمط اجتماعي له طبيعته وشخصيته المختلفة والمتغيرة، فالقرآن ثابت ولكن طريقة تنزيل الآيات متغيرة بتغير الأحداث، والمشكلة أن البعض يتصور أن المتغير ثابت والثابت متغير، بمعنى أنه على سبيل المثال اللباس الأصل فيه أن يكون لباسا جميلا ساترا يحافظ على كرامة الإنسان، المتغير هو شكل اللباس، فلباس المرأة مثلا لا شرط أن يكون جلباب، غطاء الرأس ليس من الضروري أن يكون بطريقة واحدة فكل هذه متغيرات.

ما الدور الذي تنتظره من أكاديمية الأوقاف؟
أهل مكة أدرى بشعائرها، وفي مصر وزارة الأوقاف أدرى بما تحتاجه في هذا الصدد، وبالفعل مصر قدمت نموذجا رائدا ومازال وسيظل إلى المستقبل هو النموذج الرائع وهو الأزهر الشريف وأي شيء يكتسي الشخصية الأزهرية والمنهجية الأزهرية سيكتب له النجاح.

هل تؤدي المؤتمرات دورها بالفعل؟
مع الأسف نعقد الكثير من المؤتمرات ونطبق القليل من التوصيات، وهذه هي المشكلة، فالمؤتمرات وتكرارها وكثرتها مهمة وضرورة ولكن الأهم أن تطبق القرارات على الواقع العملي وهذا مع الأسف نحن نفتقد إليه كثيرًا.