المرأة العربية تواجه إقصاء السيدات والطفل بمعرض الكتاب

منظمة  المرأة العربية تواجه إقصاء المرأة  والطفلة  في المنطقة العربية
منظمة  المرأة العربية تواجه إقصاء المرأة  والطفلة  في المنطقة العربية

بدأت مساء اليوم أعمال الندوة التي تعقدها منظمة المرأة العربية ضمن الفعاليات الثقافية للدورة الخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب (اليوبيل الذهبي ) للعام 2019، والتي تحمل عنوان «مواجهة  إقصاء المرأة والطفلة في المنطقة العربية» حيت افتتحت بكلمة للدكتورة فاديا كيوان المديرة العامة للمنظمة رحبت فيها بالحضور ، وأكدت على وفاء منظمة المرأة العربية  بقضايا المرأة في كل مكان في العالم العربي  وأن منظمة المرأة العربية تعتبر جسرا لكل الساعين  والمنشغلين بهموم المرأة العربية وقضاياها المختلفة ودعمها  للنهوض  النوعي بواقعها  في المنطقة العربية. 

وأشارت إلى أن المرأة في المنطقة العربية تواجه الكثير من التحديات والصعوبات التي تعترض مشاركتها الكاملة في المجال العام وتقيد دورها المنشود في التنمية، وتلقي التحديات الراهنة من قبيل النزاعات المسلحة وتيارات الإرهاب بمزيد من الظلال الداكنة على دور المرأة المرتبط في الأساس بمزيج من الثقافة المجتمعية المناهضة والناكرة لإسهام المرأة، وبنظم تشريعية تحتاج للاكتمال وبأدوات للتنفيذ.  

وقالت الدكتورة علا أبو زيد  أستاذ العلوم السياسية  بجامعة القاهرة ورئيسة الندوة، أن المرأة  لكي  تكون عنصرا فاعلا  في عملية التنمية  يجب أن  نقيم المشهد الذي يشهد غيابها نسبيا في المجال العام  بسبب عدد من العراقيل ومن هنا تأتي أهمية هذه الندوة  للوقوف عن كثب على مظاهر الإقصاء والتعرف على مختلف التدابير الواجب اتخاذها  لكي تصبح  المرأة  شريكة أساسية في عملية التنمية المجتمعية.

وناقشت الدكتورة لانا مامكغ وزيرة الثقافة الأردنية السابقة وعضو المجلس التنفيذي  للمنظمة  في محور  الإقصاء الاقتصادي كيفية تمكين المرأة اقتصادياً بهدف إدماجها في أنشطة التنمية الرئيسية وذلك لزيادة النشاط الاقتصادي للمرأة من جهة، ومن الجهة الأخرى زيادة الناتج الوطني وتحسين معدل النمو الاقتصادي والتدابير اللازمة لتشجيع المرأة على المشاركة في النشاط الاقتصادي والبدء بمشاريع مدرة للدخل .

واعتبرت مامكغ، أن المرأة العربية ليست وحدها  من تحتاج إلى تمكين، فالرجل العربي أيضا  بحاجة إلى التمكين في مختلف المجالات، ولكن الثقافة المجتمعية السائدة  تنحاز للرجل أكثر من المرأة وتعطيه الأولوية وأفضلية الفرص في مجالات العمل، وتكرس هذه الثقافة  المجتمعية في مجال التعليم حيث أن معظم المتفوقين في الدراسات الثانوية من الفتيات  لكن 52% من  الفتيات المتفوقات  يذهبن للكليات الإنسانية وليست العلمية.

وتصل نسبة المشاركة الاقتصادية  للفتاة 17% والذكور 59%.كما تقل مشاركة المرأة في مجال العمل بداية من سن الأربعينات  بيد أن هذا العمر الذي تصل  إليه المرأة  هو عمر النضج والخبرات  ولكن قليلة هي المؤسسات التي توظفها في هذا العمر.

وفي  ختام كلمتها  تحدثت الدكتورة لانا مامكغ عن قصة نجاح  مشروع أرزاق (كرامة المرأة ) الذي  يعلم المرأة المهارات الحرفية من خلال التدريب العملي  لإدماجها في سوق العمل هذا  المشروع لاقى نجاحا كبيرا في الأردن من فئة النساء المتواجدات على أرض الأردن. 

وفي محور الإقصاء السياسي وسياسات تعزيز حضور المرأة في الحياة السياسية، أشارت الأستاذة إقبال دوغان رئيسة المجلس النسائي اللبناني إلى أنه على الرغم مما تحقق في مجال تعزيز وصول المرأة في مواقع السلطة وصنع القرار، إلا أنه مازالت نسبة مشاركة المرأة العربية في بعض المجالس النيابية والمحلية المنتخبة من أدنى النسب في العالم ، رغم  التفاوت بين دولة  عربية وأخرى  وأكدت على أن غالبية الدول العربية  صادقت على اتفاقية  القضاء على جميع أشكال التمييز ضد  المرأة ولكن الدول  العربية أبدت عدة تحفظات  على بنود الاتفاقية  فخففت كثيرا من فاعليتها وتأثيرها.

وأكدت  على أن الثقافة المجتمعية الذكورية تقلل من شأن المرأة ،وأيضا  عدم وعي  المرأة نفسها  بأهمية مشاركتها في المجال السياسي  بكل روافده .

وتطرقت إلى التدابير اللازمة التي يجب أن تتخذها المؤسسات الحكومية و غير حكومية في الدول العربية من أجل زيادة نسب مشاركة المرأة سياسياً، ومختلف الأدوات اللازمة التي تمكن المرأة من أداء دورها السياسي بكفاءة وفعالية، وذلك بتوعية النساء أنفسهن بحقهن في المواطنة الكاملة ، وضرورة الانخراط  في  الأحزاب السياسية ، والاستفادة من الاتفاقات  الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة والمزيد من  التوعية  باتفاقية السيداو ،  وجهود  منظمة  المرأة  العربية في نشر الوعي بين النساء العربيات  والمساعدة في التدريب  على القيادة  والعمل السياسي (إنشاء  أكاديمية للمرأة ).

و في ختام كلمتها أكدت  على أن الكوتا النسائية  هي  بوابة واسعة لولوج النساء إلى المواقع القيادية  والسيادية   ولكنها ليست كافية  إذا لم  تتأهل النساء إلى هذه  القيادة بالعلم والثقافة والكفاءة .

  واختتمت الندوة بمداخلة  الأمين  العام المساعد لجامعة الدول العربية الدكتورة  هيفاء أبو غزالة، والكاتبة فاطمة  ناعوت، والكاتبة  ريهام الحداد، والدكتورة  سمية رشيد من مندوبية العراق، وحنين بوشوشة من مندوبية ليبيا، والنائبة  منى منير.

جدير بالذكر أن هذه  الندوة تأتي في إطار الاهتمام الكبير الذي توليه المنظمة لقضايا إدماج النساء والفتيات في المجال العام وفي مسيرة  التنمية في المنطقة العربية ، وهدفت إلى فتح مساحة لحوار تفاعلي مع قادة الرأي وكبار الكتاب لتوضيح أهمية المشاركة الفعالة للمرأة العربية في عملية تنمية مجتمعها بكافة أوجهها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

حضر الندوة لفيف من  الكتاب والدبلوماسيين الأكاديميين والإعلاميين والشخصيات العامة.