صور| «كنوز مصر الغارقة».. معرض أثري في أمريكا

صور| «كنوز مصر الغارقة» في معهد مينيابوليس بأمريكا
صور| «كنوز مصر الغارقة» في معهد مينيابوليس بأمريكا

إذا كنت تعتقد أن علم الآثار قد فقد سحره في عصر التصوير بالأقمار الصناعية والتصوير بدون طيار، فإن دكتور مصطفى وزيري الأمين العام بالمجلس الأعلى للآثار يحررك من هذه الفكرة، في مؤتمر نظمه صباح اليوم لمعاينة أسرار مصر الغارقة في معهد مينيابوليس للفنون بالولايات المتحدة الأمريكية.

 

يقول «وزيري»، أنه تم اكتشاف 40٪ فقط من تاريخ مصر القديم، وكان عالِم الآثار الفرنسي فرانك غوديو اكتشف المدن المفقودة الأسطورية من كانوبس وثونيس-هيراكليون (كان يعتقد الأخير أنهما مدينتان منفصلتان إلى أن أثبت جودديو أنها واحد ونفس الشيء)، واستعاد القطع الأثرية المغمورة لآلاف السنين تحت البحر الأبيض

 

الجزء الأكبر من هذا العمل تم تنفيذه في القرن الحادي والعشرين، مما أدى إلى إحساس ملموس بالكشف عن المعرض، الذي يفتح أبوابه للجمهور في 4 نوفمبر، وتم وضع علامة على علامات القطع الأثرية بموجات للإشارة إلى القطع التي تم استردادها من قبل فريق Goddio تحت الماء.

 

 «جوديو» أوضح  أن بعض عناصر القطع المعروضة لم يكن ينظر إليها من قبل المصريين الذين يشكلون مرتبة أدنى من الكهنة، مما يجعل سعر التذكرة بقيمة 20 دولار يبدو وكأنه سرقة.. «بوابة أخبار اليوم» تسلط الضوء بشكل كامل على معرض «مدن مصر الغارقة»، من خلال أبرز القطع الأثرية المعروضة بالمعرض، التي تعد من أهم الأساطير الدينية في مصر القديمة، والتي شكلت جزءًا كبيرًا من حضارتها وفنونها.

محتويات المعرض: 

قال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار د. مصطفى وزيري ، في تصريحات خاصة لـ «بوابة أخبار اليوم»، إن المعرض يضم ٢٩٣ قطعة أثرية، كان قد تم انتشالها من مدينتي هيراكلون وكانوبيس بالميناء الشرقي لمدينة الإسكندرية، وميناء أبو قير، وتضم الآثار، وثلاث تماثيل ضخمة للآلة إيزيس، وسيرابيس، وتماثيل لأبو الهول.

 

وأضاف وزيرى، أن معرض أوزيريس «أسرار مصر الغارقة»، الذي يضم منحوتات تصور "البشر والآلهة في العصور القديمة"، في ٤ ولايات أمريكية، يعرض في كل ولاية لمدة ٦ أشهر، وتحصل وزارة الآثار على ٤٠٠ ألف دولار نظير المعرض، وبعد كل ١٠٠ ألف تذكرة تحصل على دولار عن كل تذكرة.

 

وأعلن وزيري عن نجاح وزارة الآثار خلال الفترة الماضية في القيام بأكبر حملة للترويج لمصر في مختلف أنحاء العالم، وذلك عبر تنظيم المعارض المختلفة، وكذلك الاكتشافات الفرعونية التاريخية بمختلف محافظات مصر، والتي سيحضرها كافة وسائل الإعلام من مختلف الصحف والقنوات والإذاعات المصرية والعالمية.


بداية رحلة الآثار الغارقة 

بدأت رحلة هذا المعرض عام ٢٠١٥ م، حيث تم عرضه في فرنسا تحت عنوان (أوزيريس، أسرار مصر الغارقة) ثم انتقل إلى المتحف البريطاني بإنجلترا حتى أنهى رحلته في مدن أوروبا في مدينة زيورخ بسويسرا، ثم بدأ اليوم رحلته الثانية حول أربعة مدن بالولايات المتحدة الأمريكية، أولها مدينة سانت لويس بولاية ميسورى. 

 

القطع الأثرية بـ«متحف مينوبوليس»: 

تضم أبرز القطع التي تعرض بالمعرض تمثالًا صغيرًا من البرونز لأحد الفراعنة ــ عثر عليه في هرقليون ــ أبوقير، ويبلغ ارتفاعه نحو ٢٠.٥ سم، منحوت بدقة عالية، وقد تم اكتشافه في الجهة الغربية الجنوبية من معبد آمون في هرقليون.

 

ويظهر التمثال، وهو واقف يرتدي التاج الأزرق والنقبة المعتادة «الشنديد الملكى»، متخذًا وضع المشي وممسكًا عصا في يده اليمنى، ويعتقد أن يكون هذا التمثال لأحد ملوك الأسرة الثلاثين، أو ربما هو الملك «بسماتيك الثاني» من الأسرة السادسة والعشرين، وذلك وفقًا للكتابات الموجودة داخل الخرطوش الموجود على الحزام.

 

ويضم المعرض تمثالًا للإلهة «تاورت» قادمًا من المتحف المصري بالقاهرة، ويؤرخ لعصر الأسرة السادسة والعشرين في القرن ٦٦٤- ٥٢٥ ق.م، وتظهر الإلهة في هيئة فرس النهر واقفة تستند على كفوف الأسد، وتدل هيئتها على الخصوبة والأمومة، حيث كانت الإلهة «تاورت» تعيش في النيل وترتبط بالتربة السوداء التي تقدم الخصوبة للأرض، وهى شكل من أشكال الإلهة نوت الأم الروحية للإله «أوزوريس».

 

ونقش على قاعدة التمثال معنى «تاورت»، وتعنى «العظيمة»، كما نقش اسم «ريرت» وهو اسم آخر من أسماء الإلهة «نوت»، كما نقش على عمود الظهر طلب الحماية من الإلهة لـ «نيتوكريس» ابنة الملك بسماتيك الأول، أما عن المخالب الأمامية فتستند على ثلاثة رموز هيروغليفية تعنى «الحماية».

 

ويحتوى كذلك على صدرية من الأسرة ٢٢ عثر عليها في تانيس بمقبرة شاشانق الثاني (٨٩٠ق.م) من المتحف المصري بالقاهرة، وترجع قطعة الحلي هذه إلى الملك شاشانق الأول (٩٤٥-٩٢٥ق.م)، كما هو موضح بالنقش الموجود على الجانب الأيسر أسفل القارب، وتمثل القلادة قارب الشمس طافيًا على المياه الأزلية تحت سماء مرصعة بالنجوم، أما قرص الشمس المطعم باللازورد، تحميه أجنحة إيزيس ونفتيس المحيطة به من الجانبين.

 

ويحتوى على عين حورس "الأوجات"، من العصر البطلمي، من حفائر هرقليون، خليج أبى قير مصر (SCA 1123) وتمثل هذه التميمة عين الصقر حورس الإله، ابن أوزوريس، الذي أصيب على يد عمه (ست) وشفى بقوى الإله إيبيس "تحوت"، وتعد «الأوجات» أيضًا رمزًا لقمر ١٤ الكامل (البدر)، ورمزًا لاستعادة جسد أوزوريس الذي قطع لأربعة عشر جزءًا، وترمز العين أيضًا لشفاء الجروح والجسد.

 

وتدور فكرة المعرض عن مدن ثونيس وهيراكليون القديمة، التي كانت في يوم من الأيام ميناء الدخول الرئيسي لمصر، وكانوبيس موقع المعابد المخصصة للإله أوزوريس، وكان كلاهما قد اختفى تحت مياه البحر الأبيض المتوسط قبل أكثر من 1200 عام من خلال مزيج من الزلازل والفيضانات بسبب الوزن الهائل للمعابد والتماثيل.