من محمد الدرة إلى فارس السرساوي.. دماء الأطفال لا تزال تروي أرض فلسطين

محمد الدرة وفارس السرساوي
محمد الدرة وفارس السرساوي

قبل أيامٍ قليلةٍ، أحيينا الذكرى الثامنة عشر لاستشهاد الطفل الفلسطيني محمد الدرة، الذي ارتقى شهيدًا ظهر الثلاثين من سبتمبر عام 2000.

 

محمد الدرة لم يكن  الطفل الفلسطيني الأول ولا الأخير الذي  يقضى نحبه على يد قوات المحتل الإسرائيلي، ففلسطين لا زالت تقدم الآلاف من شبابها وأطفالها قرابين فداءً الأرض، ومن أجل استردادها من العدو الغاصب، في قصة شعبٍ يأبى إلا الصمود في وجه العدو المحتل.

 

واليوم الجمعة 5 أكتوبر أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أن فلسطينيين اثنين قُتلا برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال مواجهات شهدتها حدود القطاع ضمن مسيرات العودة المستمرة منذ أكثر من ستة أشهر.

 

وذكرت الوزارة في بيانها أن الشهيدين هما، الطفل فارس حافظ السرساوي، يبلغ من العمر ١٢ عامًا، والشاب محمود أكرم أبو سمعان صاحب الـ٢٤ ربيعًا.

 

وقضى الشهيدان نحبهما في مواجهاتٍ في قطاع غزة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، ضمن مسيرات العودة الكبرى، التي بدأت في نهاية مارس الماضي، ومستمرةٌ إلى الآن، ويطالب من خلالها الفلسطينيون بحق العودة إلى أراضيهم التي احتلتها إسرائيل.

 

أحدث الشهداء من الأطفال

 

وبات فارس حافظ السرساوي أحدث الشهداء من الأطفال الفلسطينيين، ولحق بقرينٍ له  اسمه ناصر مصبح، اُستشهد الجمعة الماضية، وهو في عمر الثانية عشر أيضًا.

 

وتشير الإحصائيات الرسمية إلى أن نحو ما يقرب من 2700 طفلٍ فلسطينيٍ ارتقوا شهداءً إلى الآن منذ استشهاد محمد الدرة، والعدد مرشحٌ للارتفاع عن ذلك، حسب مكتب الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال في فلسطين.

 

مسلسلٌ من النضال الفلسطيني مستمرٌ إلى الآن، لم يمنع نعومة أظافر أطفالٍ وُلدوا هناك ولا حداثة سنهم، من أن يعتزلوا الجهاد من أجل فلسطين، ولا يزال كثيرون من أطفال الحجارة ينتظرون موتهم بصدرٍ رحبٍ من أجل أن تتحرر فلسطين والأقصى من دنس اليهود الغاصبين للأرض.