خلال حوارٍ مع «بوابة أخبار اليوم»:

خاص| والد «عهد التميمي» يروي أصعب لحظات عاشتها ابنته في سجون الاحتلال

عهد التميمي ووالدها
عهد التميمي ووالدها

باسم التميمي: صفعة «عهد» ثورة ورسالة والاحتلال لا يريدها تنتشر

باسم التميمي: كل أب يتمنى لابنته أن تكون مثل عهد

 

هي فتاةٌ لا تزال في السابعة عشر من عمرها، لكنها حملت همة الرجال وعزيمتهم، وأبانت عن صلابة ابنة فلسطين ورباطة جأشها في وجه المحتل الذي توهم أنه تملك أمرها.

صفعة على وجه جندي من جنود الاحتلال الإسرائيلي، كانت بمثابة صفعة على وجه محتلٍ غاصبٍ سيطر على الأرض عنوةً بقوة السلاح، فلم تهب تلك الصبية السلاح الذي يحمله جنود الاحتلال، فصفعتهم عند منزلها بقرية الملك صالح برام الله، وأيقظت معها همم الكثيرين في نصرة القضية الفلسطينية.

عهد التميمي تلك الفتاة التي غيبها سجن الشارون ثمانية أشهر عن أعين محبيها وأهلها، رأت نور الحرية أمس بعد ظلام السجون، كانت تتوق خلال أيامها تلك الحرة أنت ترى الشمس مباشرة من دون شبابيك الزنازين، وأن تمشي على الأرض من دون قيود العدو، فتحقق مرادها، ونالت حريتها، ومعها فخر أهلها ومن حولها والعرب أجمعين.

وإيمانًا من «بوابة أخبار اليوم» بالقضية الفلسطينية، وبالموقف البطولي الذي قامت به عهد، كان لزامًا علينا أن نتواصل مع والدها ونجري معه حوارًا، نستطلع من خلاله شعورهم الآن بعدما تم الإفراج عن عهد، وعن أصعب الأيام التي قاضتها الصغيرة في سجون الاحتلال.

- صف لنا شعوركم الآن بعد الإفراج عن عهد ووالدتها.

شعورنا الآن هو شعورٌ ما بين الفرح والقلق ففرحتنا منقوصة، فهذا الاحتلال لا يزال متواجدًا في أرضنا، ولحظات الفرح الحقيقية يوم خروجه منها.

- كيف كانت لحظات الإفراج عن عهد ووالدتها؟

لحظة الإفراج عن عهد ووالدتها كانت لحظات صعبة علينا، فلم تقم سلطات الاحتلال بإخطارنا مسبقًا بمكان الإفراج عنهما، فلم يكن هذا المكان معلومٌ بالنسبة لنا.

هذا الاحتلال لا يريد لنا أن نفرح أو حتى الابتسامة، وهو مستمر في مطاردتنا كما كان يحدث في السابق، ومتوقع أن يستمر بالطبع بعد الإفراج عن عهد.

- ما هي أصعب لحظاتٍ عاشتها عهد في السجن طوال ثمانية أشهر؟

أصعب اللحظات التي مرت على عهد كانت هي فترات التحقيق الأولى، والتي بلغت اثني عشر يومًا، فلم يكن مسموحًا لها بالنوم، كما أن فترات التحقيق كانت تستمر يوميًا لنحو أربع عشرة ساعةً.

ومع ذلك كانت عهد تتحداهم وتصر على موقفها، ولا تفصح بأي شيءٍ، ولا تصرح بما كانوا يريدون منها أن تقوله.

- ما تفسيرك لقيام سلطات الاحتلال باعتقال رسامين إيطاليين رسموا صورة عهد على الجدار العازل؟

هذا الاحتلال لا يريد لفكرة عهد أن تنتشر، فكرة الاشتباك والاقتتال مع العدو لا يريدها، فصفعة عهد على وجه الجندي الإسرائيلي هي ثورة ورسالة، والاحتلال لا يريد هذا، فطبيعي أن يحاربوا تلك الفكرة من الأساس.

دراستها

- بالنسبة لدراسة عهد، هي صرحت بأنها تنوي دراسة الحقوق، هل هذا سيحدث بالفعل؟

نعم بالطبع، هي قررت أن تدرس الحقوق بعدما أتمت شهادتها التوجيهية.

- هل وردت لكم منحًا من قبل جامعات سواء عربية أو دولية لكي تستكمل عهد دراستها هناك بعد خروجها من السجن؟

لم يرد لنا فعليًا شيء، وكل ما ورد لنا هو عبارة عن أحاديث إعلامية، ومن جامعات في دولة البوسنة والهرسك؟

- هل هناك أي جامعات عربية عرضت عليكم منحةً لعهد؟

لا، لا يوجد أي جامعة عربية.

النضال مستمرٌ

- بالحديث عن النضال ضد المحتل .. هل ستستمر الأسرة في مقاومة الاحتلال بالصورة التي كانت عليها قبل حادثة اعتقال عهد؟

بالطبع، هذا واجب وطني محتم علينا، ومقاومتنا المحتل ستستمر وستبقى كما هي.

- بالحديث عن المقاومة .. ما رأيك في جهود المصالحة المبذولة بين حركتي فتح وحماس برعاية مصرية، وتأثير ذلك على تضافر الجهود للنضال ضد المحتل؟

بالطبع هذا شيءٌ إيجابيٌ، فنحن كشعب فلسطيني نريد مشروع تحرري وقيادي موحد يخلصنا من هذا الاحتلال.

- كلمة أخيرة سيد باسم .. ما شعورك الآن تجاه ابنتك عهد بعد اعتقالها ثم حبسها، وأخيرًا الإفراج عنها؟

شعوري الآن هو شعور أب يفرح بابنته، شعورٌ بالفخر تجاهها، شعورٌ بالطمأنينة عليها، وعلى قدرتها في مواجهة الصعاب والمحتل في حياتها.

شعوري بالفخر يرجع من أن عهد انتصرت لتاريخنا وشهدائنا، وما حدث منها هو مكافأة وطنية وشعبية، وتكريم لنا، كل أب يتمنى لابنته أن تكون مثل عهد.

كانت هذه آخر كلمة أدلاها باسم التميمي لنا، واستفسرنا منه عن إمكانية التحدث إلى عهد عبر الهاتف، لكنه أكد لنا صعوبة الأمر الآن.

لكن كلمته الأخيرة ستظل عالقةً في أذهاننا وأذهان الكثيرين، بأن النضال من أجل الأرض والوقوف بجسامة وثبور في وجه المحتل فخرٌ يعتز به أي إنسانٍ على وجه الأرض، وأن الاعتقال والسجن على يد المحتل أيًا كان هو وسامٌ على الصدور، لا شيء نرتاب منه أو نخاف من تبعاته.