عهد التميمي .. قصة أيقونة فلسطينية في عينيها حلم أمة

عهد التميمي
عهد التميمي

بين قيود المحتل ثابرت من قبل ومطوقة بكوفية الانتفاضة بالحرية قد ظفرت اليوم، ويمضي حلمها ويلمع سنا برقه في الأفق ينشد غايةً واحدةً، يحلمها وطنٌ بأكمله، وعيناها محدقتان نحو يوم الخلاص، يوم ترى فلسطين النور من جديد، كما رأت هي النور اليوم.

ورثت عن أجدادها وطنًا في الأذهان لا على أرض الواقع، وطنًا ثرى أرضه مدنسٌ بغبار محتلٍ، وطنًا يعلمه الداني أما القاصي فيجهله، وطنًا لا يزال لا يتمتع بشرعيةٍ دوليةٍ كالشرعية الراسخة في قلوبنا، وتدوي في نفوسنا أن فلسطين عربيةٌ، دون أن يصل صدى أنفسنا إلى سائر أرجاء الأرض.   

رسمها الذي وشّى الجدار العازل، تسبب في إيداع رسامين إيطاليين السجن من قبل سلطات الاحتلال، فما الذي فعلته لتلك الصغيرة لترتعد فرائس الاحتلال الغاشم من رسمٍ يحمل صورة فتاةٍ ستودع سجن الشارون لكن اسمها وحده بات يؤرقهم، وبصمات يديها التي لطمت جنودًا محتلين، لم تمحَ بعد من أذهان هذا الاحتلال، حكايةٌ بدأت تحت عنوان فتاةٌ تصفع جنود إسرائيليين في رام الله، فكانت تلك الفتاة عهد التميمي.

8 شهور من السجن

قبل أشهرٍ قليلةٍ، وبالعودة إلى أيام اعتقالها، حينما هاتفت بوابة أخبار اليوم والدها السيد باسم التميمي لتجري معه حوارًا قال إن قضيتها أصبحت مسألة رأي عام بالنسبة للإسرائيليين، الذين أفزعتهم صفعة من يد فتاةً مراهقةً لجنودٍ يتوهمون أن لهم من الهيبة ما يهز، لكنه تلك الفتاة كسرت تلك الهيبة الواهية.

اليوم رأت عهد التميمي السماء التي تمنت أن تراها من غير شبابيك، ومشيت على الأرض بقدميها دون قيودٍ، كما كانت تتوق وتحلم، وهي في غيابات السجن، تصبح وتمسي ليلها كنهارها، لا يعزي مرارة تلك الأيام إلا فخرًا تتلمسه من نظرة أقرانها إليها، ورضا أمٍ وأبٍ، وعزة وطنٍ اسمه فلسطين.

8 شهور لبثتها عهد في السجن، الفتاة التي أوقدت شمعة عمرها السابعة عشر من وراء الأسوار وخلف القضبان الفولاذية، فمكث «عهد» عند من لا عهد له، واحتست مأكلها وكانت تُطعم عند من سلبوا وطنها.

تحدٍ في سجن المحتل

عهد التي باتت أيقونة فلسطينيةً روت قصة أيامٍ غُيبت خلالها خلف القضبان، حضرت خلالها في قلوب الفلسطينيين والعرب، فتحكي عن كفاحها داخل هذا السجن، وتحديها لسلطات الاحتلال، كيف أن حولوا سجن المحتل إلى مدرسةٍ.

"فجر التحدي"، ذاك الاسم الذي أطلقته عهد رفقة زميلاتها في السجن على الصف الدراسي ، الذي أقمنه من أجل الاجتهاد والاستذكار حتى لا يضيعن شهادة التوجيهية (تعادل الثانوية العامة في مصر).

وتقول عهد "حاولت إدارة السجن بكل الطرق أن تمنعنا من التعليم لكننا استطعنا أن نتحداهم ونواصل التعليم".  

مقاومة مستمرة

إرادة وطنٍ مسلوب حقوقه، تجسد في عهد وهي مكبلة الأغلال في محبسها وحين عرضها على المحكمة العسكرية التي حكمت عليها بالسجن ثمانية أشهر، لكن عزيمة الفتاة صغير ة العمر لم تفتر أو توهن كما بدا للجميع حينها خرجت للنور من جديد، فهي عازمة على أن تستمر في طريقها النضالي، وأن تلتحق بكلية الحقوق، وأن تدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني ضد المحتل، الذي ترى أنه يجب أن يُحال للمحكمة الجنائية الدولية كمجرم حرب.

ستمضي عهد رفقة عائلتها في نضالهم المطرد ضد الاحتلال، ولن يتوقف الأمر عند هذا الحد، وكما تقول "النضال ومقاومة الاحتلال قائمٌ، فبوسع أي شخص أن يقاوم عن طريق الشعر عن طريق العلم عن طريق الحجر، هناك طرق كثيرة للمقاومة، أتمنى من كل جيلي أن يقاوم الاحتلال من أجل فلسطين".