الاغتيالات السياسية .. غيبوبة «ليبيا» التي لم تستفق منها بعد

صورة مجمعة
صورة مجمعة

نجا رئيس أركان الجيش الليبي التابع لشرق ليبيا، عبد الرزاق الناظوري، من محاولة اغتيال، حينما لُغمت سيارةٌ خصيصًا لاستهداف موكب رئيس الأركان في الجيش، الذي يقوده المشير خليفة حفتر.

ولقى شخصٌ مصرعه، وأُصيب اثنان آخران جراء عملية الاغتيال، التي كانت تستهدف كبير مساعدي حفتر، الذي يتلقى العلاج في فرنسا هذه الأيام، وتحوم الشكوك حول حالته الصحية.

حلقة من حلقات الاغتيالات السياسية التي تضرب ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي في أغسطس عام 2011، في خضم ثورات الربيع العربي، وهو ما أشارت إلى وباله صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في مارس عام 2014، حينما قالت إن ليبيا في مرحلة ما بعد القذافي مصابةٌ بداء الاغتيالات السياسية التي تعتبر عقبة أمام بناء دولة مستقرة وديمقراطية.

اغتيالات في الآونة الأخيرة

وفي مطلع العام الجاري، قُتل الناشط المدني، صلاح قليوان القطراني، مدير مكتب التعليم ببلدية الأبيار شرق بني غازي، بعد إصابته برصاص مسلحين أمام منزله، وذلك بعد أيامٍ من إعلان نيته الترشح للانتخابات البرلمانية المقبلة.

وقبل ذلك، قبيل نهاية العام الماضي، قام مسلحون باغتيال عميد بلدية مصراتة، محمد اشتوي، وذلك بعد عودته من تركيا، في جريمة مشابهة لعملية اغتيال القطراني ببني غازي.

3 اغتيالات في ظرف يومين

أمرٌ يعيدنا بالذاكرة إلى أواخر يوليو عام 2013، حينما تم اغتيال الناشط السياسي الليبي، عبد السلام المسماري، عند خروجه من المسجد في مدينة بني غازي بإطلاق الرصاص عليه

وكان المسماري قد تعرض لاعتداء قبلها في مايو، من قبل مجهولين على خلفية تصريحات له عبر قناة "العربية" انتقد فيها المجموعات المسلحة التي تحاصر الوزارات الليبية، والتي وصفها بالجماعات المنقلبة على الشرعية في البلاد.

وهاجم المسماري تنسيقية العزل السياسي، ووصفها بأنها جسم لا شرعية له ولا يمثل الشعب الليبي، إنما هي ظاهرة جديدة على الأساليب السياسية والعمل السياسي.

وبعد اغتياله بيومٍ واحدٍ، أقدم مجهولون على اغتال العقيد خطاب يونس الزوي في مدينة بنغازي بالرصاص أثناء قيادته سيارة تابعة لبلدة أوجلة من مدينة الواحات جنوب البلاد، حيث انقلبت سيارته في الطريق وتوفي على الفور على إثر ذلك.

وفي حادثة أخرى من اليوم ذاته، اُغتيل  سالم السراح، العقيد بسلاح الجو الليبي، قبل دقائق من اغتيال الزوي أمام مسجد "التوبة" بحي الليثي في بنغازي برصاص مجهولين وتوفي بعدها على الفور.

وذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش، في تقريرها لعام 2013، أن عدد حالات الاغتيال السياسي في ليبيا زادت عن الخمسين عملية اغتيال، وهو ما يؤشر على انزلاق ليبيا في حالة من الفوضى السياسية، أشبه بالغيبوبة التي لم تستفق منها إلى الآن.

ويعتبر اغتيال وزير داخلية القذافي، عبد الفتاح يونس، أواخر يوليو عام 2011، قبل أيام من سقوط نظام الزعيم الليبي الراحل، من أشهر حوادث الاغتيال السياسي في ليبيا منذ اشتعال الأحداث هناك في السابع عشر من فبراير عام 2011.

إلا أن الاغتيال الأكبر كان للعقيد الليبي، معمر القذافي، الذي لقى حتفه في مسقط رأسه بمدينة سرت يوم الثالث والعشرين من أكتوبر عام 2011، عقب سقوطه في قبضة المسلحين المعارضين لحكمه، لتبدأ بعدها لغة الاغتيالات السياسية، التي لا تعترف بأي منطق للعدالة الحقيقية.

ومن المنتظر أن تُجرى الانتخابات العامة في البلاد بحلول نهاية 2018، في خطوةٍ قد تنهي حالة الفوضى والاضطرابات التي تعيشها البلاد منذ أكثر من سبع سنوات.