«حق العودة».. غابت بيوت الفلسطينيين وحضر المفتاح

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

مفتاح حديدي تشكلت عليه بقع من الصدأ، ليشبه وجه صاحبه الذي شكله حُزن البُعد عن الوطن، ليظل هو الدليل الوحيد على أن المنزل الذي لم يعد موجودًا كان له أصحابٌ لا زالوا يحلمون بالعودة.


«البيوت تموت إذا غاب سكانها.. فاصمد معي لنعودَ».. محمود درويش


في عام 1948 اضطر قرابة الـ800 ألف فلسطيني لترك منازلهم خوفًا من بطش العصابات الصهيونية التي كانت تجتاح البيوت الفلسطينية وتخرج أصحابها منها بالقوة، لتبدأ الأسر الفلسطينية في حمل ما تستطع من حقائب والهروب.


آلاف العائلات التي جمعها شيء واحد «الخوف» سارت في صف امتد لعدد من الكيلومترات، كانوا دائما ما يلتفتون خلال سيرهم ليوجهوا نظرهم نحو تلك البيوت التي أجبروا على الرحيل عنها، ولسان حالهم يقول «لنا عودة» يومًا ما، إلا أن هذا اليوم لم يأتي منذ 70 عامًا، ولم يبقى من تلك البيوت سوى المفتاح.

لم تجد الأسر الفلسطينية سوى تلك المفاتيح الحديدية الذي تمنحه لأحفادها لتكون الدليل الوحيد على أنهم كانوا هنا، يملكون تلك الأرض حتى وإن تغير شكلها بالكامل، ليكون هذا المفتاح هو الإرث الباقي من المنزل الضائع.


« سنرجع  يومًا خبرني العندليب».. الأخوين رحباني

 

«حق العودة» كلمتان حضارتان بشكل دائم في قرارات الأمم المتحدة ومنها القرار رقم 194 الذي أكد على أحقية الفلسطينيين في استعادة منازلهم وأراضيهم التي هُجروا منها في عام 1948، إلا أنه كعادة القرارات الدولية الخاصة بإسرائيل ظلت حبرًا على ورق.


وشددت القرارات الأممية على أن حق العودة غير قابل للتفاوض أو للسقوط لأنه واحد من الحقوق الفردية، إلا أن إسرائيل كانت دائما ما تعترض على تلك القرارات وانضمت لها أمريكا.


ومؤخرا تحدثت العديد من التقارير الإخبارية عن أن «صفقة القرن» التي يسعى الرئيس الأمريكي لتطبيقها في الشرق الأوسط لن تشمل على «حق العودة»، وهو الأمر الذي رفضته القيادة الفلسطينية وقالت أن هذا الأمر غير قابل للتفاوض على الإطلاق.

ولنا عودة

يوم الجمعة 30 مارس أحيا الفلسطينيون يوم الأرض بمسيرات خرجت من قطاع غزة وكانت تهدف إلى عبور الجدار الحدودي والتي واجهتها إسرائيل بالقوة مما أسقط 15 شهيدًا وآلاف الجرحى.

صورة واحدة من تلك المسيرات كانت أشبه إلى يوم العودة، الآلاف يسيرون في نفس الطريق الذي سار فيه الأجداد من 70 عامًا ولكن هذه المرة تجاه البيوت التي لا زالوا يحتفظون بمفاتيحها، دون أن يعرفوا متى سيعودون.