خيانة في «العسل»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

اتسعت عين الزوجة ذهولًا، وسرى الدم في عروقها ساخنًا مجنونًا كسريان النيران الملتهبة في الهشيم، وانعقد لسانها عن النطق، وأطلقت صرخة مدوية يعصرها الغضب والغيظ.


اندفعت في ثورة من الغضب وظلمة من اليأس، وهي تبتلع الدهشة بمرارة وحنق عندما وقعت عيناها على الزوج في وضع مخل مع امرأة داخل غرفة نومها وعلى سرير الزوجية.


انهارت الزوجة فوق أقرب مقعد وسط تجمع الجيران الذين علت وجوههم علامات الدهشة أيضًا؛ حيث لم يمر على زواجها سوى17 يومًا، وكيف استطاع أن يخون زوجته وهما في شهر العسل.


أصرت الزوجة على الاتصال بالشرطة لإثبات الواقعة، وبدموع منهمرة توجه للزوج كلمات التوبيخ والإهانة، والذي نكس رأسه من هول الفضيحة التي لحقت به، ولم يعد قادرًا على النطق، واستند على الحائط كالمغشي عليه، بينما أخذت المرأة العشيقة تلطم وجهها، وتطلب منها السماح والعفو، ويكفي فضيحتها التي ستكون بمثابة التوبة وقطع علاقتها بالزوج العشيق.


جلست الزوجة تعصف برأسها الأفكار، تراود مخيلتها تصرف الزوج الذي جرح كبريائها، ودنس قدسيتها في شهر العسل مستغلًا غيابها لزيارة أمها المريضة معتقدًا بأنها ستعود في وقت متأخر؛ لكن شاء القدر أن يكشف عن دناءته وحقارته.


أطلقت صرخة مكتومة، ووضعت كفيها تسد أذنيها، وكأنها لا تريد سماع كلمة من العشيقة، التي باءت كل محاولات استقطاب عطف الزوجة وإثناءها عن طلب الشرطة بالفشل، وبأيد مرتعشة أمسكت الزوجة هاتفها، وانسابت الدموع فوق وجنتيها، تطلب سيارة النجدة، وتم تحرير محضر بالواقعة، وسط فضيحة مدوية، اصطحب الزوج عشيقته يجران أذيال الخزي والعار، وتوجها إلى قسم الشرطة، واتهمته بالزنا، وقامت الزوجة بالاتصال بزوج العشيقة تلب منه الحضور لتحرير محضر أيضًا ضد زوجته الخائنة واتهامها بالزنا.


وتوجهت إلى محكمة الأسرة بزنانيري وأقامت دعوى طلاق، للحصول على كل مستحقاتها من الزوج الخائن.