تقرير|انتفاضة الزعماء العرب في وجه ترامب من أجل "القدس"

الملك سلمان و أبو مازن و الملك عبد الله الثاني و السيسي
الملك سلمان و أبو مازن و الملك عبد الله الثاني و السيسي
أمست الشعوب العربية ليلة أمس على خبر مفاده أن السفارة الأمريكية لدى إسرائيل في طريقها للانتقال من تل أبيب إلى القدس، وهو ما يعني اعترافٍ رسميٍ من الولايات المتحدة بأحقية إسرائيل في مدينة القدس العربية «عاصمة فلسطين».

«ترامب» يحدث ضجيج في الأجواء العربية
الرئيس الأمريكي أبلغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن و رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بنيته نقل السفارة الأمريكية لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس على الرغم من الترجيحات التي تحدثت عن نية الرئيس الأمريكي تأجيل نقل السفارة لستة أشهر مقبلة، و لكن الرئيس الأمريكي على ما يبدو اكتفى بتفعيل بند التأجيل مرة واحدة دون أن يتبعها بأخرى.


ساعاتٌ تفصلنا عن الإعلان الرسمي للرئيس الأمريكي و الذي بدأت معالمه تتضح من داخل البيت الأبيض نفسه بأن الرئيس الأمريكي مبيت النية، و الذي من المنتظر أن يخلف ردود فعلٍ واسعةٍ تلعن هذا القرار في العالم الإسلامي، و التي استهلها زعماء العالم العربي.


ردود الفعل الغاضبة تجاه ذلك كانت العمل المشترك للزعماء العرب، الذين أعربوا عن استنكارهم للخطوة التي من المنتظر أن يعلنها الرئيس الأمريكي في الساعة الثامنة من مساء اليوم الأربعاء 6 ديسمبر ، حسبما أعلن البيت الأبيض عشية أمس، بيد أن صناع القرار السياسي في الوطن العربي استبقوا القرار المنتظر من الرئيس الأمريكي بتنديدٍ متحدٍ.


السيسي: «نقل السفارة الأمريكية» يعقد الوضع في المنطقة
البداية مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي أكد لترامب – خلال اتصالٍ هاتفيٍ جمعهما – ضرورة العمل على عدم تعقيد الوضع بالمنطقة من خلال اتخاذ إجراءات من شأنها تقويض فرص السلام في الشرق الأوسط.


و شدد السيسي على أن الموقف المصري الثابت بشأن القدس هو الحفاظ على الوضعية القانونية للمدينة في إطار المرجعيات الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة.


تبع الاتصال الهاتفي الذي جرى بين السيسي و ترامب اتصالٌ آخر جمع الرئيس الأمريكي بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، حذره الأخير خلاله من أن أي قرار لنقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس قبل التوصل إلى تسويةٍ سلميةٍ دائمة من شأنه أن يستفز مشاعر المسلمين.


موقف أردني
دنيو بدوره، حذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الرئيس الأمريكي من مغبة إعلان الجانب الأمريكي نقل سفارته لدى إسرائيل، لما له من انعكاساتٍ خطيرةٍ على الأمن و الاستقرار في الشرق الأوسط، معتبرًا أن تلك الخطوة ستقوض جهود الإدارة الأمريكية لاستئناف العملية السلمية و يؤجج مشاعر المسلمين والمسيحيين في فلسطين والوطن العربي ككل.


و لم يتوقف الرد الأردني عند هذا الحد، بل دعا وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي لعقد اجتماعٍ طارئٍ لجامعة الدول العربية و منظمة التعاون الإسلامي لبحث تداعيات قرار الرئيس الأمريكي نقل سفارة دولته إلى القدس.


العاهل المغربي يبدي قلقه
العاهل المغربي الملك محمد السادس كان من ضمن من شجب الخطوة المتوقعة من الرئيس الأمريكي، فأكد في رسالةٍ أرسلها إليه، أن نقل مقر السفارة الأمريكية إلى القدس سيؤثر سلبًا على آفاق إيجاد تسوية عادلة و شاملة للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي.


و أبدى الملك محمد السادس قلقه الشديد الذي ينتابه هو و كل الشعوب العربية من جراء نقل مقر السفارة للقدس، لما تشكله المدينة من أهمية قصوى ليس فقط بالنسبة لأطراف النزاع بل ولدى أتباع الديانات السماوية الثلاث، مؤكدًا هوية القدس التاريخية و العريقة كمثال للتسامح و التعايش بين الجميع.


و من جانبه، عارض رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي فكرة نقل سفارة الولايات المتحدة لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، محذرًا من أن نقل السفارة سيؤثر سلبًا على استقرار منطقة الشرق الأوسط، لينضم بذلك رئيس الحكومة العراقية إلى قائمة الزعماء الرافضين لخطوة ترامب المرتقبة اليوم.


و تبقى المواقف العربية المتواردة بين الحين و الآخر في انتظار القرار الرسمي الذي سيصدر عن الرئيس الأمريكي اليوم، للنظر في الخطوات التي سيتم اتخاذها للرد على خطوة البيت الأبيض المرفوضة في العالم الإسلامي أجمع.