القدس.. «العاصمة الحائرة» بين وعود ترامب وصمت العرب

القدس الاسم الأكثر تصدرًا لعناوين الأخبار خلال السنوات الماضية، المدينة التي فشل العالم كله في حل الصراع الدائر حولها، واكتفى الجميع بدور المشاهد لكل ما يسقط بها من دماء.. وإلا أن «مدينة السلام» تقترب من أن تشهد موجة جديدة من الاشتباكات.

هي «زهرة المدائن» للعرب وبها أولى قبلة للمسلمين، وكذلك هي العاصمة الموعودة لإسرائيل التي تسعى لانتزاع اعتراف دولي بها منذ احتلتها، إلا أن وعود الرئيس الأمريكي دونالد منذ أن كان مرشحًا قربت الحلم الإسرائيلي من أن يصبح حقيقة، وصت صمت من جانب الدول العربية.

الإعلان الأربعاء

قالت صحيفة «جوريزلم بوست» الإسرائيلية نقلا عن وكالة «رويترز» إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيعترف بالقدس كعاصمة لإسرائيل خلال الأسبوع الجاري.

وكشفت الصحيفة الإسرائيلية عن الخطة التي وضعتها الإدارة الأمريكية والتي تقضي باعتراف الرئيس الأمريكي بالقدس كعاصمة لإسرائيل، دون أن يتبع تلك الخطوة نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب.

وتابعت الصحيفة أن تلك الخطوة التي سيتخذها الرئيس الأمريكي يوم الأربعاء المقبل من المتوقع أن تزيد حالة التوتر بالشرق الأوسط.

ولا تعترف دول العالم بالقدس كعاصمة لإسرائيل، بسبب احتوائها على عدد من المقدسات الإسلامية والمسيحية واليهودية، وسيكون الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل سيكون الأول من نوعه.

نحذر من العنف

«أي خطوة ستتخذها الولايات المتحدة من أجل الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ستزيد من حالة من حالة التوتر في المنطقة وستؤدي لزيادة العنف» بتلك الكلمات علق أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط على الخطوة الأمريكية المرتقبة.

وأضاف عبر بيان للجامعة العربية أن اتخاذ تلك الخطوة لن يساعد على تحقيق السلام في المنطقة، ولن يكون مرضيًا، وقد يؤدي لاندلاع موجة جديدة من العنف.

يدمر عملية السلام

وفي أول رد فعل للرئاسة الفلسطينية قال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس محمود عباس أبو مازن إن الخطوة الأمريكية بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ستدمر عملية السلام بالكامل.

وقالت الرئاسة الفلسطينية في بيان لها إن الرئيس أبو مازن أجرى عددًا من الاتصالات الهاتفية مع قادة الدول العربية من أجل التباحث حول نية الرئيس الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

ومن بين زعماء الدول العربية الذين تحدث معهم أبو مازن كان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وملك الأردن عبدالله الثاني وأمير الكويت الشيح صباح الأحمد الجابر والرئيس التونسي باجي قايد السبسي.

انتفاضة القدس

وأصدرت حركة حماس بيان شديد اللهجة حول الأنباء التي أكدت على نية الرئيس الأمريكي الاعتراف بالقدس كعاصمة لدولة إسرائيل.

ودعت حماس – بحسب صحيفة الحياة اللندنية- الشعب الفلسطيني للوقوف كسد منيع لمنع القرار الأمريكي المرتقب، وتأجيج انتفاضة الأقصى من أجل الدفاع عن المدينة.

فرحة إسرائيلية

وفي إسرائيل سادت حالة من الفرحة صفوف السياسيين الإسرائيليين بعد الأنباء المتداولة عن نية ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجادور ليبرمان بنشر مقطع فيديو للرئيس الأمريكي خلال ترشحه للرئاسة والذي يعلن فيه أنه يعتزم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والذي يعد بمثابة الاعتراف بها كعاصمة للدولة العبرية قائلا « الكلمات التي تخرج من القلب تدخل للقلب.. نتمنى أن تحتفل بهذا القرار قبل عطلة حانوكا».

بينما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك «اعتقد أن جميع الدول عليها أيضا أن تقوم بنقل سفاراتها إلى القدس لأن هذا هو الوضع الطبيعي».