واشنطن بوست: أردوغان يستغل الانقلاب الفاشل لتعزيز قبضته على تركيا

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
 
  ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استغل على مدار العام الماضي محاولة الانقلاب الفاشلة التي كانت ترمي إلى الإطاحة بنظامه من أجل تعزيز قبضته على حكم بلاده.
وقالت الصحيفة –في تقرير بثته على موقعها الالكتروني الإثنين- إن روح الوحدة والتضامن التي سادت الشارع التركي بالعام الماضي رفضا لمحاولة الانقلاب العسكري ودفاعا عن الديمقراطية، حتى ظهر أردوغان نفسه في 7 أغسطس الماضي في تجمع ضخم بجانب رموز بارزة من المعارضة، سرعان ما اختفت في بلد يعاني من حالة استقطاب سياسي عميقة.
وأضافت:"أردوغان هدد وتوعد خصومه في الداخل والخارج خلال الفعاليات التي اقيمت في اسطنبول وأنقرة لتأبين "الشهداء وقال في تجمع قومي حاشد في اسطنبول السبت 17 أبريل:"سنطيح برؤوس أولئك الخونة"، مجددا رغبته في إعادة عقوبة الاعدام.
وأبرزت الصحيفة:"أن الأسباب الغامضة وخلفيات محاولة الانقلاب لا تزال حتى الآن محل نقاشات ساخنة، كما لايبدو أن تسليم فتح الله كولن،المعارض التركي الذي يعيش في الولايات المتحدة وتتهمه الحكومة بتدبير محاولة الانقلاب،المشروط إلى بلده يلوح في الأفق. لذا، فإن اردوغان انتقد الحكومات الغربية بزعم وقوفها بجانب أعدائه والسعي لتخريب تركيا".
وأشارت إلى أن اردوغان، منذ المحاولة الانقلابية الفاشلة، ترأس حملة موسعة ومثيرة للدهشة لتطهير مؤسسات الدولة والمجتمع المدني في بلاده.حتى أعلن أخيرا هو وحلفاؤه نجاحهم في إحباط مخططات الموالين لجولن،غير أنهم في الحقيقة يستهدفون مجموعة أكبر بكثير من المنشقين والناشطين وغيرهم من الخصوم المزعومين.
وأوضحت "واشنطن بوست" أن حوالي 150 الف شخصا تمت إقالتهم او توقيفهم من وظائفهم في مؤسسات الدولة أو الجامعات. وفي يوم الجمعة الماضي وحده، أكدت أنباء أنه تمت إقالة 7 ألاف آخرين من مناصبهم، بما في ذلك 2303 ضابط شرطة ومئات الأكاديميين.كما تم اعتقال 50 ألف شخص على الأقل ينتمون إلى مؤسسات الشرطة والقضاء والجيش وغيرهم من المؤسسات الحكومية، وأكثر من 100 صحفي لايزالون خلف القضبان، علاوة على إغلاق العشرات من الصحف والمحطات التلفزيونية.
ونقلت الصحيفة عن معارضي أردوغان قولهم إنه تمكن بالفعل من وضع أسس ديكتاتورية الحزب الواحد، في حين أكد مؤيدوه أنه يعزز الديمقراطية في تركيا.
وتابعت تقول:"إن أردوغان فاز هذا العام بالكاد في الاستفتاء الذي بموجبه ستتحول تركيا من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي بما يمنح سلطات استثنائية للرئيس.غير أن الهامش الضئيل لفوزه دفع الكثير من المحللين للتنبؤ بأنه سوف يتشبث بشعبويته الانقسامية لتعزيز سلطته".
وختمت الصحيفة:"إنه يمكن القول إن أردوغان وحزبه الحاكم /العدالة والتنمية/ كان يُنظر إليهم على أنهم قوى تحرير استطاعت تحسين أداء الاقتصاد التركي ومنح حريات ثقافية اكبر للمسلمين المتدينين، والأكراد وغيرها من الأقليات التي طالما عانت من التمييز في تركيا، غير أن الوضع تغير الآن حيث يتحسر منتقدو أردوغان علي التشويه المتكرر للدوائر الانتخابية التي لا يحتمل ان تصوت له أو لحزبه وعلى الاستقطاب المتزايد الذي يحدث تحت سمعه وبصره".