نفوق سمكة الشمس بعد محاولات مستميتة لإنقاذها

سمكة الشمس "مولامولا"
سمكة الشمس "مولامولا"
أعلنت وزارة البيئة نفوق سمكة الشمس "مولامولا" بعد محاولات مستميتة لانقاذها.

وقالت الوزارة إنه على الرغم من ضعف فرص النجاة لسمكة الشمس التي هاجمها أحد الكائنات البحرية المفترسة، والتهم واحدة من زعانفها البطنية وطفت على سطح المياه أمام شاطىء إحدى القرى السياحية بنويبع فإن وزارة البيئة بالتعاون مع القوات البحرية المصرية وشرطة البيئة والمسطحات المائية وبعض المتطوعين لم يتوانوا في بذل أقصى الجهود  لمحاولة إنقاذ السمكة من خلال فريق إنقاذ طبي متخصص.
ووفر المسؤولون كافة التسهيلات اللازمة لعملية الإنقاذ حيث تم توفير سفينة مزودة برافعة وحوض مائي كبير مجهز بتيار مائي مستمر للحفاظ على نسبة الأكسجين القياسية أثناء الرحلة لاستضافة السمكة في رحلة العودة من موقع اكتشافها إلى اكواريوم الغردقة والتي استغرقت حوالى 9 ساعات من الإبحار المتواصل، حيث بدأت السفينة رحلتها من ميناء نويبع البحري فى تمام الثانية عشرة ظهراَ متجهة الى مكان تواجد السمكه امام شاطىء القرية السياحية الذي يبعد حوالى 7 كم عن ميناء نويبع وكان فى انتظارها لنش من شرطة المسطحات والفريق الطبى الذي رافق السمكة فى البحر منذ الصباح للحفاظ على مؤشراتها الحيوية كما تم توفير حمالة مخصصة لرفع السمكة باستخدام الونش الموجود على ظهر السفينة .


وتبين من الفحص الطبي أن السمكة فى حالة إعياء شديد نتيجة فقدها للزعنفة البطنية وهي من أهم الأعضاء التي تعتمد عليها السمكة في تحركاتها ووجودها فى الأعماق والحصول على الغذاء بالإضافة إلى اتساع مساحة الجرح وبقائها فى المياه السطحية لفترة كبيرة مع اختلاف الضغط عن بيئتها الطبيعية التي قد تصل أعماقها إلى 600 متر، وقد ساهمت التيارات العنيفة في خليج العقبة في زيادة إجهاد السمكة ومضاعفة إعيائها علاوة على مهاجمتها منذ فترة طويلة الأمر الذي جعل فرص نجاتها منخفضة بشكل كبير إلا أن ذلك لم يثبط عزيمة رجال الإنقاذ وقرروا الاستمرار فى محاولات انقاذ السمكة مهما كانت الظروف أو العواقب .


وقام الفريق المرافق بالتأكد من تثبيت السمكة بالحمالة بشكل سليم لعدم تعرضها لأي إصابات أثناء عملية الرفع من سطح البحر إلى الحوض المجهز على ظهر السفينة وبالفعل كللت تلك العملية بالنجاح وسط فرحة عارمة من كل المشاركين 


وبعد استقرار السمكة داخل الحوض تم إجراء فحص طبي شامل لها ومدها ببعض الأدوية اللازمة ومعاودة فحصها الدوري كل نصف ساعة لقياس التنفس والمؤشرات الحيوية ، وفجأة وأثناء الرحلة نفقت السمكة بعد انهيار كافة مؤشراتها الحيوية بشكل سريع ومتلاحق وسط حالة من الحزن الشديد لكل أعضاء فريق الانقاذ.


وفور علم وزير البيئة بخبر نفوق السمكة وجه الفريق الطبي بإعداد تقرير طبي مبدئي عن أسباب النفوق لحين وصولها إلى الغردقة لإجراء فحص شامل ودقيق للوقوف على أسباب النفوق ومن ثم إصدار تقرير نهائي يتضمن توثيق كافة مراحل هذه العملية وخطوات التعامل مع السمكة واستخلاص الدروس العلمية والعملية المستفادة من هذا الاحتكاك العملي لوضع قواعد وخطوات التعامل المستقبلي لكل الجهات العلمية والتنفيذية الإقليمية والدولية لمواجهة مثل هذه الحالات الطارئة والتي تمت لأول مرة ليس فقط على مستوى مصر ولكن على المستوى العالمي في ضوء ما هو متاح من كافة المراجع العلمية المتخصصة.


وسيتم بعد ذلك تشكيل لجنة علمية لدراسة أنسب وسائل التعامل مع السمكة النافقة،  مع تكليف جهاز شئون البيئة بإعداد التقرير المفصل المشار إليه في الفقرة السابقة للعرض على المنظمات الدولية المرتبطة بالتنوع البيولوجي وصون الطبيعة مثل الاتحاد الدولي لصون الطبيعة IU«N   واتفاقية التنوع البيولوجي CBD واتفاقية صون الأنواع المهاجرة CMS .