أسدل الستار على موسم دراما رمضان التليفزيونية، لتعود صدارة المشهد الفني في مصر للسينما مع بداية موسم أفلام عيد الفطر الذي يعتبر مواسم استثنائي نظراً لمزج موسمين في موسم واحد، هما "موسم الصيف" و"موسم العيد",  ويشهد هذا الموسم منافسة كبيرة بين 7 أفلام.

يشهد هذا الموسم العديد من الظواهر المختلفة التي تؤثر بشكل كبير في شكل ومضمون أفلام عيد الفطر, ومن أهم هذه الظواهر أنه يعتبر الأكثر منافسة بين نجوم السينما منذ عدة سنوات، والأمر لا يعود هنا إلى نوعية القضايا التي تطرحها الأفلام أو الإنتاج، لكن إلى وجود نوع من التوازن في توزيع الأفلام بدور العرض بحيث لا ينفرد بأغلب شاشات العرض بالقاهرة والمحافظات, خاصة في ظل وجود أسماء لنجوم شباك منهم أحمد عز، محمد رمضان ومحمد سعد، أن كل نجم منهم له جمهوره.

موسم الصيف

من الظواهر الأخرى التي يمتاز بها الموسم، هو عدد الأفلام المطروحة حيث يعرض هذا الموسم ما يقرب من سبعة أفلام، ويعد ذلك تقدماً ملحوظاً في الفترة الأخيرة مقارنة بموسم عيد الفطر من العام الماضي حيث عرض به ما يقرب من 4 أفلام فقط.

تنوع والعودة

وتتنوع أفلام عيد الفطر بين الأكشن والكوميديا والرومانسية، وهو ما لم نشهده من قبل حيث كنا نجد الكوميديا هي العنصر الغالب على الموسم السينمائي, وبالرغم من تواجد الكوميديا بشكل كبير هذا الموسم أيضاً، إلا أنها تواجه أعمال أخرى منها رومانسي ومنها أكشن, وهو ما يضع أمام المشاهد جميع الأصناف السينمائية, هذا فضلاً عن عودة نجوم الشباك إلى الساحة بعد غياب كبير, وربما كان دافعهم للعودة هو النجاح الذي حققه كريم عبد العزيز وأحمد السقا من خلال فيلمي "الفيل الأزرق" و"الجزيرة 2" في موسم عيد الأضحى الماضي, حيث نرى هاني رمزي الذي يعود بعد غياب عامين منذ تقديمه لفيلم "توم أند جيمي" عام 2013, وأحمد عز الذى يعود بعد غياب عامين منذ تقديمه فيلم "الحفلة" عام 2013.


المخرج الغائب

لم تقتصر العودة على النجوم فقط، بل شهدت أيضاً عودة بعض المخرجين والمؤلفين منهم هاني خلفية من خلال فيلم "سكر مر" بعد غياب فترة طويلة منذ تقديمه أخر أفلامه "سهر الليالي" في 2003, والذي قام ببطولته مجموعة من الشباب الذين أصبحوا نجوم شباك حالياَ, كما يشهد هذا الموسم عودة المخرج إيهاب لمعى بعد غياب طويل عن شاشة السينما منذ تقديمه آخر أفلامه "الدكتاتور" في 2009.

خطوات أولية
و يشهد هذا الموسم ظهور بعض المخرجين والمؤلفين الذين يخوضون أولى تجاربهم، ومنهم من قدم عمل واحد من قبل, على رأس هولاء المخرج شادي علي مخرج فيلم "حياتى مبهدلة" الذي يقوم ببطولته محمد سعد، حيث أشتهر شادي بأنه ممثل قبل أن يقدم نفسه في مجال الإخراج, ويظهر أيضاً المؤلف صلاح الجهينى في ثاني تجاربه السينمائية من خلال فيلم "ولاد رزق" لأحمد عز, وقدم الجهيني من قبل فيلم "30 فبراير" عام 2012.

شخصيات مكررة

ربما من أهم ظواهر هذا الموسم تكرار شخصيات قدمها نفس الفنانين من قبل، وسعد هو العنصر الأبرز هنا، حيث يعيد تقديم شخصية "تتح" في فيلم "حياتي مبهدلة" والتي قدمها في فيلم حمل اسم الشخصية منذ عامين, نفس الأمر بالنسبة لفيلم "شد أجزاء" لمحمد رمضان, حيث يقدم شخصية ضابط الشرطة الذي يتعرض للعديد من الأزمات مستخدماً الأكشن وهو ما نجده في معظم أفلام رمضان منذ ظهوره كبطل سينمائي, أما علا غانم فقد وقعت في فخ التكرار ولن تخرج منه حيث تقدم شخصيات مكررة أخرها فيلم "حارة مزنوقة" الذي يعرض في العيد, والذي يشبه شخصياتها في عدد من الأفلام كان أخرها فيلم "الدنيا مقلوبة", وهي الفتاة الشعبية التي تتعرض لعديد من المتاعب, كما يشهد هذا الموسم أيضاً عرض بعض الأعمال التي شهدت تأجيل من المواسم السابقة منها فيلم "حياتي مبهدلة"، "حارة مزنوقة" و"سكر مر".

تميمة الحظ

ويعتبر عدد من نجوم السينما الفنان حسن حسني "تميمة الحظ" التي يتفألون بها سينمائياً, حيث يظهر حسني هذا العام في فيلمي "حياتي مبهدلة" مع محمد سعد, و"نوم الثلاث" مع هاني رمزي, كما قام سعد باختيار الراقصة صافينار كنوع من الجذب للجمهور لمشاهدة الفيلم.   

غياب المطربين

من الظواهر المهمة التي يشهدها الموسم السينمائى الحضور النادر لبعض المطربين في أفلام العيد, حيث كان تواجدهم قوياً في هذا الموسم بالتحديد، وباستثناء اللبنانية نيكول سابا في فيلم "حياتي مبهدلة" مع محمد سعد, وفرقة "8%" التي تتكون من الثلاثي "أوكا وأورتيجا وشحتة كاريكا" أبطال فيلم "4 كوتشينة" فلا تواجد غنائي في السينما هذا الموسم.

كوميديا

أصبحت الكوميديا سمة أساسية في أفلام العيد حيث يشهد هذا الموسم  تنافس على الفوز بأفضل فيلم كوميدي, ويتنافس على هذا أيضا كل من محمد سعد و هاني رمزي, حيث يقدم هانى رمزى الذى يعود إلى السينما من خلال فيلم "نوم التلات", وينافس سعد بفيلم "حياتى مبهدلة ،وتنافس علا غانم بفيلم "حارة مزنوقة" ،بينما فيلم "4 كوتشينة " الذى يقوم ببطولته أوكا و أورتيجا وشحتة كاريكا ، فيحاول فرض غناء المهرجانات على السينما بشكل ويأخذ الفيلم الطابع الكوميدي أيضا.

أكشن

يتنافس في أجواء الأكشن كل من أحمد عز ومحمد رمضان من خلال فيلمي "ولاد رزق" و"شد أجزاء", فيظهر عز في فيلم "ولاد رزق" بشكل جديد ومختلف، ويشاركه البطولة أحمد الفيشاوي، عمرو يوسف وهو من إخراج طارق العريان، وينافس محمد رمضان بفيلم "شد أجزاء" ليقدم شخصية ضابط الشرطة بعد أن قدم البلطجي والقاتل وتاجر المخدرات، فيما تطل دنيا سمير غانم في الفيلم بدور ضيفة شرف.

عزف منفرد

يعزف فيلم "سكر مر" منفرداً، ببطولة جماعية من أحمد الفيشاوي، آيتن عامر، شيرين عادل، هيثم أحمد زكي ومن إخراج هاني خليفة، وتدور أحداثه في إطار اجتماعي رومانسي حول العلاقات العاطفية المتشابكة من الناحية الجنسية وفي ظل الظروف السياسية التي تمرت بها البلاد.

أزمات

شهدت كواليس بعض الأفلام التي تعرض في العديد أزمات أثناء التصوير وبعد أنتهاءها، وكانت البداية مع فيلم "شد أجزاء" الذي يقوم ببطولته محمد رمضان حيث شهدت كواليس التصوير أزمة لرمضان بعد تصويره بعض المشاهد في منطقة نزلة السمان بالجيزة، وقيل وقتها إنه اعتدى على أحد السكان وإنه مطلوب ضبطه وإحضاره، لكن رمضان الفيلم نفى ذلك.
فيلم "ولاد رزق" شهد أزمة رقابية بعدما اشترط الدكتور عبد الستار فتحي، رئيس الرقابة، أن يتم حذف مشاهد من الفيلم من أجل تصنيفه لجميع أفراد العائلة، وإلا سيتم تصنيفه للكبار فقط، وبالفعل استجاب المخرج طارق العريان للأمر وقام بحذف المشاهد والألفاظ التي حددتها الرقابة, وهو ما تعرض له فيلم "سكر مر" أيضاً حيث كانت للرقابة بعض الملاحظات على الفيلم عند مشاهدته في الألفاظ وهو ما تم الإتفاق عليه بين المخرج والرقابة وتم بعدها حل الأزمة.
وإجازت الرقابة أفلام "شد أجزاء"، و"نوم التلات"، "حياتى مبهدلة" دون أي ملاحظات.   

منافسة "يوتيوب"

هذا وقد بدأت المنافسة مبكراً من خلال موقع "يوتيوب" حيث شهدت البروموهات الخاصة بالأفلام نسبة مشاهدة عالية, وجاء في المركز الأول من حيث نسب المشاهدة تريلر فيلم "شد أجزاء" محققاً 705 ألف مشاهدة, وفي المرتبة الثانية تريلر فيلم "حياتي مبهدلة" حيث حقق 289 ألف مشاهدة, وجاء في المركز الثالث تريلر فيلم "ولاد رزق" الذي حقق 131 ألف مشاهدة, وجاء في المركز الرابع "حارة مزنوقة" بنسبة 83 ألف مشاهدة, بينما تزيل القائمة فيلم "سكر مر" الذي حقق 54 ألف مشاهدة.