خبير اقتصادي دولي: مصر أصبحت جاذبة للاستثمار | حوار

الخبير الاقتصادي الدولي "ميتشل غاري براذر"
الخبير الاقتصادي الدولي "ميتشل غاري براذر"

أكد الخبير الاقتصادي الدولي "ميتشل غاري براذر" أن مصر قطعت شوطًا كبيرًا في تخطي الأزمات الاقتصادية، وأصبحت محط أنظار المستثمرين الأوروبيين والأمريكيين كأرض للفرص، وفيما يلي تفاصيل الحوار الذي أجريناه معه:

كيف ترى الاقتصاد المصري في ظل المتغيرات المحلية والعالمية؟

 تتميز مصر في الوقت الحالي برؤيتها وتطورها بشكل عام، خاصةً بعد تخطيها أزمة كورونا وتعافي شعبها.  

تشهد مصر تقدمًا اقتصاديًا ملحوظًا وقفزة في النمو الاقتصادي، وهذا ما يعكس النظرة العالمية تجاهها، إن المشروعات القومية التي يتم تنفيذها في مصر تُمكنها من تحقيق معدلات نمو حقيقية واقتصاد متنامي، مما يجذب اهتمامًا استثماريًا كبيرًا. 

 تتمتع مصر بطابع خاص كدولة شابة تمتلك نسبة كبيرة من الشباب، مما يضيف ميزة إضافية ونظرة إيجابية من المستثمرين حول العالم.  إن جيل الشباب في مصر متعطش لتعليم نفسه ومواكبة  المستجدات ومطاردة التكنولوجيا الحديثة، مما يجعله على دراية عالية  ويمتلك قدرات عالية.  وهذا يُضاف إلى  الفرص الاقتصادية لمصر ويجعلها وجهة جاذبة للاستثمار.

 لقد قررت شركة "ديمبي" للاستشارات  تثبيت وجودها بشكل أقوى في السوق المصرية من خلال ضخ وتوسيع خدماتها للعملاء.  هدفنا هو  تطوير الأفكار وبناء قدرات رواد الأعمال  و التركيز على ريادة الأعمال  لخلق فرص كبيرة للشباب.

ريادة الأعمال مجال هام لخلق المزيد من الفرص، ولدينا خبرة واسعة ورؤية استراتيجية لتشجيع وتنمية رواد الأعمال وخلق بيئة ريادية  وتحفيز الشركات الناشئة والمبتكرين من خلال إضافة قدرات جديدة من خلال رؤيتنا التي نهدف إلى تنفيذها في السوق المصري.  لدينا خبرة كبيرة في مجال تطوير حاضنات الأعمال.

كيف ينظر المستثمرون الأمريكيون والأوروبيون للاقتصاد المصري؟

 لقد زرت مصر لأول مرة منذ ٣٠ عامًا، وشهدت تطور اقتصادها وتقدمه، خاصةً في العقد الأخير  لقد شهدت مصر طفرة كبيرة في جميع المجالات في ظل قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي والحكومة،  وأصبحت قادرة على خلق المزيد من الفرص ودعم الاقتصاد  والقطاع الخاص  وجذب المستثمرين  لقد شجع دعم الحكومة بشكل كبير استثمارات القطاع الخاص.

هل تتخطى مصر أزمة الدولار؟

بدايةً، تجدر الإشارة إلى أن أزمة الدولار هي أزمة عالمية  تؤثر على العديد من اقتصادات العالم.  لقد تمكنت مصر من تخطي العديد من الصعوبات والتحديات الاقتصادية،  وتخطت هذه الأزمة بشكل جزئي.

يمكن لمصر أن تتجاوز أزمة الدولار وقضية العملة الصعبة  من خلال الاستمرار في  مسار الإصلاح الاقتصادي  وإكمال خطوات النمو  وتحقيق معدلات نمو إيجابية وهذا سيمكن مصر من تخطي هذه الأزمات الاقتصادية على المدى الطويل.

هل يمكن لمصر الحفاظ على معدلات نمو إيجابية؟

نعم، يمكن لمصر الحفاظ على معدلات نمو إيجابية من خلال التزام الحكومة بالإصلاح والتقدم الاقتصادي.  لقد رأيت على مدار ٣٠ عامًا الرؤية الاقتصادية لمصر  التي عُرفت باسم "رؤية مصر ٢٠٣٠"، والتي حققت معدلات إيجابية على الرغم من التأثيرات العالمية  مثل جائحة كورونا والأحداث الجيوسياسية  مثل الحرب الروسية الأوكرانية.

لقد تخطت مصر تحديات كبيرة وحققت العديد من الخطوات الإيجابية في ظل هذه الظروف العالمية،  مما يدل على أنها  تمكنت أيضًا من التعامل مع التضخم وارتفاع الأسعار بشكل فعال.

اقرأ أيضا «التخطيط» تعقد ورشة عمل تعريفية حول تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي

لقد اتخذت مصر قرارات اقتصادية صعبة، مثل قرار تعويم العملة، وهي خطوة اتخذتها اقتصادات متقدمة مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية لمعالجة الأزمات الاقتصادية.

هذه القرارات لا يقبلها الرأي العام بسهولة وتشكل تحديًا للحكومات في إدارتها، إلا أن الحكومة المصرية  نجحت في إدارة هذه العملية.

ماذا عن الذكاء الاصطناعي وتأثيره على الاقتصاد والصناعة؟

يُعد الذكاء الاصطناعي تطورًا كبيرًا في عالم اليوم،  ويرتبط بشكل وثيق بالاقتصاد الرقمي، ويؤثر بشكل مباشر على الشباب وهذا يوفر لمصر قوة جديدة لأن الاقتصاد الرقمي يقوده بشكل أساسي شباب يمتلكون أفكارًا وابتكارات فالشباب هم الفئة الأكثر قدرة على الاستفادة من التطورات التكنولوجية والاقتصادية  لذلك، فإن التركيز على الاقتصاد الرقمي  وتعزيز البحث العلمي والابتكار يعزز المزايا الاقتصادية لمصر.

يخلق الاقتصاد الابتكاري والرقمي  المزيد من فرص العمل وفوائد كبيرة للشباب ففي الماضي كان  انتشار خدمة الهاتف الأرضي هو  مقياس تطور الدول، أما الآن  فإن الاقتصاد الرقمي هو المقياس الحقيقي لتقدم الدول يُعد التحول الرقمي جزءًا من الثورة الرقمية الحالية،  ويندرج ضمن  نطاق الاقتصاد الرقمي.

هل تعكس وسائل الإعلام الاقتصادية صورة حقيقية عن الاقتصاد المصري للعالم؟

تلعب وسائل الإعلام الاقتصادية دورًا هامًا في نقل صورة حقيقية ورؤية واسعة للعالم إنها أكثر قدرة على تقديم صورة حقيقية عن الاقتصاد المصري والعربي.  فوسائل الإعلام المصرية والعربية  أكثر دراية بواقعها وتمتلك الخبرة  لنقل هذه الصورة أنا شخصيًا، لولا وسائل الإعلام المصرية والعربية  لما عرفت  بالتطورات التي تحدث في هذه الدول، وخاصةً التقدم الكبير الذي تشهده مصر حاليًا.

 توفر وسائل الإعلام الاقتصادية  إجابات قيمة  خلال المؤتمرات الاقتصادية،  يتم نقلها بعد ذلك من خلال العديد من الرسائل الإعلامية، وتصبح  محط اهتمام المستثمرين حول العالم وهذا يساعد على نقل صورة واقعية للمستثمرين، تمكنهم من اتخاذ قرارات  واعية  بناءً على  الظروف الفعلية.

بوصفك مستثمرًا، كيف ترى الوضع الاقتصادي في مصر؟

 بدايةً، أود أن أشكر الجهود المصرية  لخلق  العديد من الفرص  للمستثمرين الأوروبيين والأمريكيين.  عليهم اغتنام الفرص المتاحة حاليًا في مصر لإنشاء موطئ قدم للمستقبل.  إن ما يحدث في مصر هو إنجاز كبير وتطور هائل  ستجني ثماره خلال السنوات المقبلة، وسيترك أثره بشكل ملحوظ على المواطن المصري.

ما هي القطاعات الأكثر جذبًا للمستثمرين الأوروبيين والأمريكيين؟

 لقد أصبحت جميع القطاعات جاذبة للاستثمار، وتوفر  العديد من الفرص بناءً على تخصص ورؤية المستثمر  لكن أبرز القطاعات  هي  قطاع الصحة والتعليم، والتي شهدت فرصًا استثمارية كبيرة بسبب الأحداث العالمية  مثل جائحة كورونا التي سلطت الضوء على أهمية هذه القطاعات.

 لقد ازداد التركيز على قطاعي الصحة والتعليم على مستوى العالم، وأصبحا من أولويات الحكومات ليس في مصر فقط  بل في جميع أنحاء العالم هذا التحول الذي  أحدثته  الجائحة  جعل  هذه القطاعات بارزة  في اعتبارات الاستثمار.