حفلات توقيع الكتب.. تقليد مستورد.. أم حيلة ذكية للترويج؟

حفلات توقيع الكتب ..  تقليد مستورد.. أم حيلة ذكية للترويج ؟!
حفلات توقيع الكتب .. تقليد مستورد.. أم حيلة ذكية للترويج ؟!

لم تكن حياتنا الثقافية تعرفه بصورته اللافتة التي وفدت على ساحتنا، حيث صار تقليدا جديدا لدينا، مستوردا من الغرب، وتلقفه البعض وكأنه حل لمختلف المشكلات، فأكثروا منه، وأصبح طقساً مصاحبا لمعارض الكتب ولمناسبات صدور المؤلفات.

وانتشر تقليد حفلات توقيع الكتب، بعد أن طرق أبوابنا منذ سنوات على استحياء، ولكنه تمكن من الرسوخ والانتشار، سألنا عدداً من المبدعين والنقاد عن هذا التقليد وهل هو محاكاة عمياء، أم وسيلة مبتكرة للترويج وحيلة أنيقة للتوزيع، فاختلفت إجاباتهم ما بين متحمس ومتحفظ ومرتاب.

في البداية يقول الشاعر الكبير محمد إبراهيم أبوسنة: "حفلات التوقيع فكرة مستوردة، ليست مصرية، ونظراً لانفتاح الأفق الثقافي والإعلامي والتقني على مدارات كثيرة جداً سواء في مصر أو في العالم من خلال «الفيسبوك» وغيرها فانتشر هذا التقليد الذي شاع في الفترة الأخيرة، وهو توقيع الكتب من جانب المؤلف، وإهداء بعض النسخ للأصدقاء أو الترويج للكتاب، وهو نوع من الإعلان عن صدور هذا الكتاب".

ويضيف: "أنا شخصياً لا أقف ضد هذا التقليد على الإطلاق، لأن من شأنه الترويج للكتب وللقراءة، والاهتمام بهذا الشأن الذي نرى أنه تراجع كثيراً، وهذا التقليد اقرب إلى الحفل الذي يدعو فيه المؤلف أصدقاءه للاحتفال بصدور هذا الكتاب، ومن شأنه أن يحث النقاد على الكتابة عن الكتاب، فهو مفيد من كل الأنواع (ولكن) هناك بعض الكتب التي لا تستحق الاهتمام بها، كتب فجة غير ناضجة يكتبها أصحابها الذين يملكون بعض المال ويتجهون إلى المطابع لترويج بضاعتهم الضعيفة، ثانياً: تحول هذا التقليد إلى مهرجان يحمل نوعاً من المبالغة الشديدة جداً، وأسوأ ما في هذه المبالغة أن يتم الترويج لبضاعة فاسدة".

أما الشاعر الكبير أحمد سويلم فيقول: "في معرض الكتاب الماضي كانت حفلات التوقيع كثيرة جداً، وفى رأيي أن حفل التوقيع يكون مع كاتب كبير له جمهوره، وبالتالي يحتفي بالكاتب والكتاب، والناشر ينظر إلى هذه المسألة نظرة تجارية إلى جانب النظرة الأولى، وبالتالي الجمهور يحضر هذه الاحتفالية ويشترى الكتاب، لكن المشكلة تكمن في أن هذه الحفلات ليس لها أية ضوابط، فالصغير والكبير يقيمها، وقد تشمل الكثير من الأعمال التافهة التى لا تضيف شيئاً إلى عالم الكتاب والكتابة والإبداع، فتختلط الأمور بين قيمة هذه الاحتفالات وبين سلبياتها، وهذا كان واضحاً جداً في معرض الكتاب الماضي.

ويضيف سويلم: "وأعتقد أنه حتى حفلات التوقيع لم يعد لها تأثير كبير كما هو متوقع لكثرة هذه السلبيات التي أفقدت قيمتها حفلات التوقيع، وأنا شخصياً لم أقم أي حفل لتوقيع عمل من أعمالي، لأنني عزلت نفسي عن ركوب هذه الموجة".

أما الأديبة سعاد سليمان تقول: "من حق أي كاتب أن يقيم حفل توقيع سواء كان كتاباً جيداً أو لا، وأنا ككاتبة صدر لي ٦ أعمال، ممكن يكون واحد من النص (واقع)، وأنا لست التي تقرر إذا ما كان لهذا العمل قيمة أم لا والذي يقرر هو القارئ أو الناقد أو ردود الأفعال، والكاتب من حقه أن يعرف قيمة عمله، ما دام هو راض والناشر راض، والمكان متوافر والجمهور الذي سيحضر حفل التوقيع مسرور".

وتوضح: "فمثلا حفل توقيع مطرب الراب «زاب ثروت» حضر حفلته ٢٠ ألف بني آدم، لكي يحصلوا على توقيعه على الكتاب، وأحمد مراد في رواية (١٩١٩) عمل حفل توقيعه بتذاكر مدفوعة الأجر في الأوبرا في المسرح المكشوف وقيمة التذكرة كانت عشرين جنيه بالإضافة إلى ثمن الكتاب، وهذا التقليد هو الأول من نوعه.. نعم تسعدني حفلات التوقيع ولكن في حدود، فقد أقمت لشهوة الملائكة حفلين وقبلها أربع كتب ولم أقم لها أي حفل".