زاهي حواس يكتب: لا أعرف عمرو دياب ولا سيلين ديون

زاهي حواس بصحبة سيلين ديون
زاهي حواس بصحبة سيلين ديون

عشت فى مدينة فلادلفيا ما يقرب من سبع سنوات عندما كنت طالب دكتوراه فى جامعة بنسلفانيا. وكانت الدراسة والتدريس فى ذلك الوقت تأخذ كل وقتى تقريباً؛ ولذلك لم يكن أمامى الوقت الكافى لمعرفة مشاهير الفن سواء الغناء أو التمثيل؛ ولم يكن لدى الوقت لمتابعة الحركة الفنية سواء فى مصر أو أمريكا. 

وفى الحقيقة أوقعنى عدم معرفتي بأسماء كثير من المشاهير فى مواقف محرجة جداً. لقد حدث بعد عودتى من أمريكا بعد الحصول على درجة الدكتوراه أن قمت بالتدريس فى كل من آداب وسياحة الإسكندرية؛ إضافة إلى عملى الأثرى الأصلى؛ ولذلك لم يكن لدى الوقت لمتابعة أى شئ آخر. 
وحدث أن ذهبت ذات يوم لمقابلة صديقى المخرج هانى لاشين وكان ذلك فى عام ١٩٨٨ وعندما دخلت إلى مكتبه وجدت عنده شابا قدمنى إليه بهذه الطريقة: "عمرو أحب أقدم لك الدكتور زاهى حواس بتاع الأهرامات وأبو الهول!"؛ وانتظرت أن يقول لى من هو عمرو هذا؟ الذى انصرف بعد دخولى المكتب بدقائق؛ ووجدتها فرصة للسؤال عمن يكون عمرو؟! ووجدت وجه هانى لاشين ينتفخ وبعد نظرات شك واستغراب بدأ يقول: "يا دكتور فى حد ميعرفش عمرو دياب!". وعندما قصصت ما حدث فى ذلك اليوم لابنى شريف وكريم وكانا معى بأمريكا طوال منحة الدكتوراة فوجئت بهما يضحكان ويقولان لى نفس ما قاله هانى لاشين؛ ويومها اكتشفت أننى الوحيد الذى لا يعرف الفنان عمرو دياب.
لم تنته المواقف المحرجة من حياتى فبعد حادثة عمرو دياب بسنوات عديدة وجدتنى أقع فى نفس المطب! وبداية القصة أننى كنت ذاهباً إلى الولايات المتحدة الأمريكية لإلقاء سلسلة من المحاضرات بمدينة رينو بنيفادا وهى أقرب مدينة للاس فيجاس. 
وفكرت فى قضاء يومى العطلة الأسبوعية بلاس فيجاس؛ وأخبرت عددا من الأصدقاء هناك. وفوجئت بعدها بسكرتيرة أحدهم ويعمل وكيلاً لعدد من مشاهير هوليوود تتصل بى تليفونياً لتقول لى إننى مدعو لتناول العشاء فى لاس فيجاس مع سيلين ديون! ووجدتنى بكل براءة أقول للسكرتيرة: «من فضلك أخبرى رئيسك أننى فى إجازة وأرغب فى أن أمضيها بهدوء ولا أريد مقابلة أحد أو العشاء مع مستر سيلين ديون؟!».
ساد الصمت المطبق لدقائق بعدها وجدت السكرتيرة بصوت مضطرب مهزوز تسألنى: «دكتور زاهى! من فضلك هل تعرف من هى سيلين ديون؟». وأجبت بلا! فقالت لى إنها أشهر مغنية فى العالم وليس بأمريكا وحدها وأنه من رابع المستحيلات أن تجد تذكرة لحضور حفلها فى نفس يوم الحفل حيث تباع تذاكر الحفل قبله بشهر على الأقل؟! كان من الواضح أننى أوقعت فى مطب محرج آخر وللتكفير عن جريمتى قبلت الدعوة؛ وحضرت حفلا غنائيا مبهرا لسيلين ديون لن تنمحى ذكراه من الذاكرة والمخيلة.. ولا وجه للمقارنة بين سيلين ديون وبين شاكيرا أو بيونسيه.. فالأولى صاحبة صوت جذاب لا مثيل له؛ تختار كلمات أغانيها بعناية فائقة وتعتمد على أفضل الملحنين وتستخدم التكنولوجيا المتقدمة فى إخراج حفلاتها الغنائية.
على العشاء سألتنى سيلين ديون عن جو مصر وعن آثارها وعرفت منها أن زوجها لبنانى؛ وأنها تحلم بزيارة مصر والوقوف أمام الأهرامات.. ووعدتها بأنها سوف يسمح لها بدخول حرم أبو الهول والوقوف أمامه وجهاً لوجه وسألتها هل توافقين على الغناء على مسرح الصوت والضوء وخلفك أبو الهول مثلما فعلت أم كلثوم من قبل؟ قالت نعم.. دون قيد أو شرط.