حق ربنا

حمرة الخجل

إذا انقطعت الكهرباء عن الحي هناك رقم للطوارئ وهناك مسئولين نراجعهم. واذا انقطعت المياه نعود للمسئول ايضا نحاسبه ونراجعه لاننا لا نقبل ولا نسمح أن تنقص هذه الاشياء من حياتنا، ولكن اذا نقص الإيمان في حياة الناس فاستباحوا الحرمات وهتكوا الأعراض واكلوا أموال بعضهم البعض بالباطل فلمن نلجأ ومن نحاسب ونراجع وكيف نستعيد هذا الإيمان المنقود حتي يأمن الناس في أوطانهم ويخشعوا لربهم؟

في هذا المقام لا يكفي أن نقول اتصلوا بالأزهر وكأنه الوكيل الوحيد للدين في المجتمع ولكن نقول إن كلا منا هو المسئول عن تراجع الإيمان.. نعم انشغلنا بالدنيا ورحنا نلهث وراءها نريد منها متعا اكثر. وانشغلنا بالنعم عن المنعم واصبح القليل أقل «وقليل من عبادي الشكور».. فلا يجوز أن نلقي بالمسئولية علي غيرنا.. فكل منا سوف يسأل يوم القيامة أمام الله ماذا قدمت لدينك وكيف حميته ورعيته وساهمت في نشره ودعوة الناس إليه؟ ووقتها سيقف كثيرون منا لا ينطقون بشيء.. لانهم لم يهتموا وقتها سيسقط لحم الوجوه خجلا من الله علي تضييع أمانته.. رغم انني اتحدي جميع الناس أن يجدوا في أي أمر من أوامر الله وسنن الرسول ذرة شر واحدة.. أو أن يجدوا في أي نهي عن اتيان فعل ذرة خير واحدة. فلماذا يمتنع الناس عن الانشغال بطاعة الله.. ولماذا ينساقون بمنتهي الوعي إلي النار وهم يتلذذون؟!

<< ارسلت لي قارئة فاضلة رسالة شعرت بالألم عند قراءتها.. وظهر لي واضحا انني بحكم عمري قد ابتعدت عن مجتمعات الشباب ولم أعد أري ما يحدث فيها..  قالت السيدة في رسالتها: كلنا ندعي الإسلام ولكن هل ما يحدث في أوساط الشباب ينتمي إلي الإسلام بصلة: هل من المدنية والتحضر أن ترتدي الفتيات المايوه البكيني والهوت شورت ويتركن للاختلاط مع الشباب تحت سمع وبصر آبائهن بدعوي اننا في المصيف. وهل من الدين أن يسمح الاب لبناته أو زوجته بهذا المظهر الفاضح وهن شبه عرايا لا تشعر احداهن بالخجل وعلي مستوي كل الاعمار؟ الناس يا سيدي تترك الحياء والخجل علي البوابة ويتحررن في المصيف من كل القيم الدينية وكأن الله غير موجود؟ تري هل تنحدر القيم الأخلاقية كلما ارتفع المستوي المادي لحياة الناس؟ الأغرب في الموضوع هو الأباء.. تري الرجل مثل الباب طولا وعرضا يمشي إلي جوار زوجته أو ابنته شبه العارية يضحك ويبتسم سعيدا ولا يشعر بهول النار التي تنتظره كراع مسئول عن رعيته! والمدهش أن الناس بدلت الاسماء حتي لا تكون صادمة علي السمع.. فالخمر اصبح «درينك».. والبار الذي تباع فيه اصبح اسمه «البوب».. واصبحت «البيرة»، مشروبا شعبيا بين الشباب والفتيات وكأنهما ليمونادة أو عصير برتقال. هل هذا هو النشيء الجديد الذي نعتمد عليه لإحياء دين ربنا في المستقبل. وليت الأمر يقتصر علي المصايف ولكن اذا توجهت لأي مول تجاري ستجد ما تقشعر له الابدان.. اطفال في سن البراءة في افواههم السجائر.. والموبايلات علي احدث طراز والمكياح والبنطلونات الممزقة والشعور الغجرية والاموال الغريبة التي يتم انفاقها.. عندما تطلع علي هذه الصور لا تشعر بأي أمل في مستقبل واعد لهذا الدين.. وتسأل: علي يد من سيحيا ديننا.. هل علي يد هؤلاء الذين يربيهم الشيطان علي هواه.. يا سيدي نحن في حاجة لتربية الاباء قبل الأبناء.. المسألة الخطيرة جدا.. والسؤال هو: كيف سيكون حال هؤلاء الأبناء عندما يصبحون آباء.. وقل لي بالله عليك.. كيف سيكون حال ابنائهم؟! واغلقت السيدة رسالتها بعشرة علامات تعجب واستفهام لتتركني في حال من الألم لا املك امامه إلا أن ارفع يدي إلي السماء  وأقول: لطفك يا رب.