عتيق وشعبان: لا بديل عنها 
عبدالغنى : كنا سنظل تحت الاحتلال 
داوود: الأوضاع ستكون أفضل



 ماذا لو لم تقم ثورة 23 يوليو ؟..هل كانت ستندلع ثورة شعبية ضد الملك؟ ، أم أن الملكية كانت ستظل نظاما لحكم مصر حتى الآن؟، هل كانت ستتحقق انتصارات الثورة وهزائمها؟ ، وهل كانت ستتحقق أهداف الثورة وخسائرها؟..سؤال جدلى طرحناه على عدد من السياسيين وأساتذة التاريخ علنا نجد إجابة شافية.

 د. وجيه عبدالصادق عتيق أستاذ التاريخ الحديث بكلية الآداب جامعة القاهرة قال إن التاريخ أثبت أن أي نظام يصل إلى نقطة الهاوية لابد أن يسقط، وأن الثورات لا تأتي من فراغ، وأشار إلى أنه كان لابد أن تقوم ثورة يوليو حتى لو تأخرت عن موعدها سواء بالضباط الأحرار أو من خلال ثورة شعبية جماهيرية لأن النظام الملكي كان قد وصل إلى قاع الهاوية بسب انتشار الفساد والرشاوي التي وصلت إلى ذروتها، بالإضافة إلى انصراف الملك عن الحكم بعد أن بدأ فترة حكمه بحب الناس قبل أن تتغير شخصيته ويصبح مكروها.

وقال إنه بقراءة في التاريخ، فإنه لو لم تقم ثورة يوليو في موعدها لكان هناك احتمالان أقربهما للتحقق هو قيام الثورة بعد فترة لن تتجاوز العام الواحد بعد 1952، والاحتمال الأضعف هو حدوث تغيير داخلي في العائلة المالكة بإزاحة الملك فاروق عن الحكم وتولى الأمير عبدالمنعم أو الخديو عباس حلمى الحكم خاصة أنهما كانت لهما محاولات لإزاحة فاروق وربما وقتها كان استمر النظام الملكي حتى الآن.

وقال أحمد بهاء شعبان رئيس الحزب الاشتراكي المصري، إن مصر كانت في هذه الفترة «حبلي» بالثورة التي كانت تمثل حتمية تاريخية، وأضاف أنه حتى لو لم تقم الثورة في 23 يوليو فإن ثورة أخرى ذات طبيعة شعبية أقرب لثورة 25 يناير كانت ستندلع.

 وأضاف أن النظام الملكي كان أشبه بنظام مبارك في 25 يناير وكان سيسقط بسبب تراكمات عقود طويلة كانت تدفع بالمجتمع كله نحو التغيير.

وأوضح أن النظام الملكي كان غارقا في الفساد على عكس ما يروج له خصوم الثورة بأنه نظام نموذجي، ودلل على ذلك بأنه خلال الفترة من 1907 وحتى قيام الثورة لم يحكم حزب الوفد صاحب الظهير الشعبي أكثر من 6 سنوات، مقابل سنوات طويلة حكمت فيها أحزاب ضعيفة ولكن ولائها كان للملك والإنجليز.

وقال إن أغنية «محلاها عيشة الفلاح»  في عهد الملكية كانت أكذوبة، لأن أكثر من نصف المصريين كانوا «حفاة» ، والدخل القومي كان مخصصا لنصف في المائة فقط من المصريين.  

من جانبه قال سيد عبدالغني القيادي بالحزب الناصري، إنه لو لم تقم ثورة 23 يوليو كانت ستظل مصر جزءا من المنظومة الاستعمارية الكبرى، ولم تكن الدول العربية وإفريقيا ستتحرر من الاستعمار وكانت ستظل محتلة.
وأضاف أنه كان من المحتمل أن تظل الامبراطورية البريطانية مستمرة حتى الآن لأن ثورة يوليو كان لها دور في إسقاط هذه الامبراطورية.

السفير معصوم مرزوق القيادي بالتيار الشعبي بادرنا بالإجابة على سؤال «ماذا لو لم تقم ثورة 23 يوليو « قائلا : « كانت ستقوم ثورة 24 يوليو.

وأضاف أنه لم يكن سيمر صيف عام 1952 دون حدوث ثورة لأن كل الرؤى والشواهد السابقة لـ23 يوليو كانت تبشر بثورة بداية من حريق القاهرة ومرورا بأحداث ضباط الشرطة في 25 يناير وانتهاء بالثورة.

وقال إن أبلغ رد على من وصفهم بأنهم حاولوا تبرئة الفترة الملكية من تهمة الفساد هو صور الزعيم الراحل جمال عبدالناصر التي رفعها عامة الشعب في ميدان التحرير خلال ثورة 25 يناير.

أما محمد عبدالعليم داود نائب رئيس حزب الوفد فهاجم ثورة يوليو، مشيرا إلى أنه لو لم تقم الثورة لكانت الأوضاع في مصر أفضل مما هى عليه الآن وكان المستقبل سيكون أكثر ديمقراطية في ظل مساحة أكبر للحريات..وقال « لو مكانش فى ثورة 23 يوليو مكانش هيبقى فى نكسة 67»، وأضاف أن عهد الملكية في ظل حكومة الوفد كان أفضل من عهد الثورة، وقال "في عهد الملكية كان في بشوات ، وبعد الثورة فى سوبر سوبر بشوات".

وأكد أنه رغم انحياز الثورة للعدالة الاجتماعية إلا أن حكومة الوفد قبل الثورة كان لها الفضل في مجانية التعليم وليس جمال عبدالناصر.