تسببت الزيارة الأخيرة لوفد المجلس القومي لحقوق الإنسان إلى "سجن العقرب" في أزمة شديدة بين بعض أعضاء المجلس ورئيسه محمد فايق والأمين العام مخلص قطب.
وكشفت مصادر بالمجلس أن الأزمة تعد تكرارا لما حدث في شهر سبتمبر الماضي عقب انسحاب أعضاء المجلس "راجية عمران وكمال عباس ومحمد عبدالقدوس" من اجتماع المجلس اعتراضا على التقرير الصادر عقب زيارة "سجن العقرب" الذي أصبح "عقدة" والسبب الرئيسي في أزمات المجلس.
بداية الأزمة كانت في سبتمبر الماضي عندما قام وفد من أعضاء المجلس بالزيارة الشهيرة لسجن العقرب دون إخطار كل من جورج إسحق وكمال عباس وراجية عمران أعضاء المجلس بموعد الزيارة وهو ما أثار علامات استفهام كثيرة خاصة بعد اعتراض نفس الأعضاء بالإضافة إلى محمد عبدالقدوس على التقرير الصادر عقب الزيارة وانسحاب 3 منهم من اجتماع المجلس.
وفي صباح الثلاثاء الماضي تكررت الأزمة مع منع العضوة راجية عمران من مصاحبة وفد المجلس إلى نفس السجن بحجة عدم ورود اسمها ضمن الكشف المرسل من المجلس القومي لحقوق الإنسان ، وهو ما أثار نفس علامات الاستفهام حول رغبة رئيس المجلس في عدم حضور العضوة.
وكشفت المصادر أنه فور انتهاء الزيارة توجه عدد من أعضاء وفد المجلس بصحبة العضوة التي تم منعها من الزيارة إلى مقر المجلس لصياغة تقرير عن ملابسات الزيارة وتفاصيلها لإعلانه في بيان رسمي.
وأضافت المصادر أنه تم الاتفاق على صيغة تقرير قام بكتابته نبيل شلبي الباحث بالمجلس بخط يده في حضور أعضاء المجلس تضمن الاعتراض على منع راجية عمران من الزيارة ، والتأكيد على أن الزيارة لم تستطع التحقق من الشكاوى حول الانتهاكات التي تعرض لها المساجين بسبب تعنت إدارة السجن ورفضها السماح للوفد بزيارة الزنازين والتحقيق في شكاوى الاعتداء على بعض المساجين، ومقابلة بعض الحالات المرضية، إضافة لرفض بعض المساجين وخصوصا قيادات الإخوان مقابلة الوفد.
كما تضمن التقرير تجاهل إدارة السجن تعقيبات أعضاء الوفد بتنظيم الزيارة على أيام مختلفة وعدم المساس بالمدة القانونية للزيارة.
كما تضمن التقرير أن إدارة السجن رفضت دخول وفد المجلس إلى الزنازين وخالفت لائحة السجون التي تحظر منع الأدوية أو الطعام لأي سبب وتنص على أن مدة الزيارة يجب ألا تقل عن 60 دقيقة ، بالإضافة إلى أن الوفد قدم قائمة بمساجين من أصحاب الشكاوى لمقابلتهم والإطلاع على أوضاعهم ، إلا أن إدارة السجن رفضت معللة ذلك بأن المساجين رفضوا مقابلة الوفد، كما رفضت السماح للطبيب صلاح سلام عضو الوفد بالكشف على المرضى أو الإطلاع على السجلات الطبية لعدد من المرضى التي وردت شكاوى للمجلس بخصوصهم لنفس السبب وعندما طلب العودة للمساجين لسؤالهم إنه يريد زيارتهم بصفته الطبية للكشف عليهم رفضت إدارة السجن دون العودة للمساجين معللة ذلك بأنهم رفضوا المقابلة من الأصل .

كما تضمن التقرير أن وفد المجلس لم يتمكن من التحقق من الشكاوى الواردة بسبب التعنت من جانب الإدارة أو رفض المسجونين.
وكشفت المصادر أنه بمجرد انتهاء الباحث نبيل شلبي من صياغة التقرير ، طلب منه أحد الأعضاء صورة من التقرير ، إلى أنه غادر قاعة المجلس بحجة تصوير التقرير واختفى ولم يعد ، وذلك رغم محاولات عدد من أعضاء المجلس الاتصال به دون جدوى.
وكشفت المصادر أنه رغم تداول أخبار اختفاء التقرير والأزمة داخل المجلس طوال يوم الزيارة ، قام المسئول الإعلامي للمجلس بتكليف من رئيس المجلس محمد فايق والأمين العام مخلص قطب بإرسال بيان صحفي ظهر اليوم التالي يتضمن تقريرا حول الزيارة مغاير تماما لما تم صياغته ، حيث تضمن تقدير المجلس للتعاون مع إدارة حقوق الإنسان ومصلحة السجون في الاستجابة لملاحظات المجلس السابقة فيما يتعلق بإنشاء المظلة لمنطقة استقبال الزائرين أمام السجن، وتوفير الأَسِرة والمراتب والبطاطين إلى جانب الأدوية، ويطلب المجلس أن تستمر المصلحة في النهوض بأوضاع السجناء بما يتوافق والقانون واللوائح.
وتوقعت المصادر أن يشهد الاجتماع المقبل للمجلس يوم الأربعاء القادم مشادات ساخنة بين الأعضاء المختلفين في الرؤى وكذلك مع رئيس المجلس والأمين العام تكرارا لمشهد اجتماع "الانسحابات" الذي كان عاصفا أيضا في سبتمبر الماضي بسبب "سجن العقرب" الذي أصبح عقدة تثير الأزمات في المجلس.