الكوبري المعلق في حديقة الحيوان بالجيزة معلم تاريخي من تصميم جوستاف إيفل

الكوبري المعلق في حديقة الحيوان بالجيزة
الكوبري المعلق في حديقة الحيوان بالجيزة

تتميز مصر بالعديد من المعالم التاريخية والأثرية التي تعكس عراقة حضارتها، ومن بين هذه المعالم الكوبري المعلق في حديقة الحيوان بالجيزة، أمر الخديوي إسماعيل بإنشائه، وصممه المهندس الفرنسي الشهير جوستاف إيفل.

يعد هذا الكوبري واحدًا من أقدم الجسور المعلقة في العالم، حيث تم بناؤه قبل برج إيفل بأكثر من عشر سنوات، ويعتبر جزءًا مهمًا من تاريخ حديقة الحيوان التي افتتحت رسميًا عام 1891.


يقع الكوبري المعلق داخل حديقة الحيوان بالجيزة، التي كانت في الأصل جزءًا من قصر الجيزة للخديوي إسماعيل، تم تصميم الكوبري بواسطة جوستاف إيفل، المهندس الذي صمم برج إيفل الشهير في باريس، وتم تنفيذه بواسطة شركته "إيفل إي سيو" بين عامي 1875 و1879.

1- تاريخ الإنشاء:
   - الخديوي إسماعيل: أمر بإنشاء الكوبري كجزء من مشروعه الطموح لتجميل حدائق قصره بالجيزة.
   - جوستاف إيفل: اشتهر بتصميم المنشآت المعدنية الكبرى، وكان تصميم الكوبري المعلق في حديقة الحيوان واحدًا من أعماله البارزة قبل برج إيفل.

2- تصميم الكوبري:
   - البناء: تم تنفيذ الكوبري باستخدام تقنيات متقدمة في ذلك الوقت، حيث لم يتم استخدام اللحام بل تم تثبيت الأجزاء المعدنية مع بعضها البعض بنظام "العاشق والمعشوق".
   - البوابات: يحتوي الكوبري على بوابتين ضخمتين في بدايته ونهايته، تتعلق خلالها أسلاك قوية تحمل الكوبري وتثبت في الأرض.

3- أهمية الكوبري:
   - منصة عرض مرتفعة: يعتبر الكوبري أول منصة عرض مرتفعة لحديقة حيوان في العالم، مما يتيح للزوار مشاهدة الحيوانات والنباتات من منظور بانورامي.
   - الشعار: يظهر على الكوبري شعار الخديوي إسماعيل، الذي يتكون من حرفي "آي بي" (IP) وثلاث نجوم، وهلال ونجمة يعلوه التاج الملكي.

4- الحفاظ على الأثر:
   - الإغلاق: لم يعد الكوبري مفتوحًا للجمهور حفاظًا على حالته الأثرية، ويتم تجهيزه ليظل شاهدًا على تاريخ مصر لقرون قادمة.

حديقة الحيوان بالجيزة تعد واحدة من أكبر وأعرق حدائق الحيوانات في مصر والشرق الأوسط، وتمتد على مساحة تزيد عن 80 فدانًا. تضم الحديقة مجموعة من أندر النباتات والحيوانات، وجعلت من الكوبري المعلق جزءًا لا يتجزأ من تجربتها الفريدة.

الكوبري المعلق في حديقة الحيوان بالجيزة هو شهادة على براعة التصميم الهندسي في القرن التاسع عشر، ويظل معلمًا أثريًا يعكس جزءًا من تاريخ مصر الحديث، يعد هذا الجسر ليس فقط رمزًا للابتكار الهندسي، بل أيضًا جزءًا من الذاكرة التاريخية والثقافية للبلاد.

وترصد «بوابة أخبار اليوم» في تقريرها بالصور والفيديو أسرار وخبايا المتحف الحيواني بحديقة الحيوان بالجيزة منذ إنشائه عام  1906، وحتى الآن في عام 2024.

«أقدم متحف حيواني» 

المتحف الحيوان يعد أقدم المتاحف الموجودة بالشرق الأوسط،  وتم أنشائه عام 1906، حيث كان يحتوي على نماذج من المحنطات النادرة والهياكل العظمية والجلود والجماجم لمعظم الحيوانات والطيور والزواحف البرية، وتم تجديده عام 1962 وعمل دواليب خشبية لوضع الحيوانات المحنطة بداخلها ، وفي عام 1988 تم تجديده مرة أخري وعمل دواليب معدنية ذات وجهات زجاجية  والتي تشبه البيئة الطبيعة التي يعيش فيها الحيوانات وكان يضم بعض الحيوانات البرية وطيور البيئة المصرية ، ثم أغلق المتحف  ما يقرب من 18 عام  منذ عام 1998 وحتي عام  2015 ، ثم أعيد تطويره وافتتاحه بعد التطوير عام 2015.

«لغة الأرقام»

تم إعداد قاعدة بيانات للمتحف تضم جميع محتوياته من أعداد وأنواع وأسماء علمية للمحنطات،  حيث يضم المتحف 1352 طائرا مُحنطا، 555 من الثدييات، و259 من الزواحف، و115 من الجماجم، 49 من الرءوس، و35 من الهياكل العظمية، ويعود عمر بعض تلك المحنطات إلى عمر حديقة الحيوان نفسها الذي تجاوز المائة عام، بينما يعود بعضها لأواخر القرن التاسع عشر، أما أحدث مومياء في المتحف فهي لإنسان الغاب، حيث تم تحنيطه منذ خمس سنوات مضت.


«مكونات المتحف الحيواني»
 المتحف الحيواني بعد أن تم إغلاقه لمدة 18 عاما ، تم تطويره  ليضم 3 طوابق بدلا من طابق واحد كان يحتوي على كل الحيوانات والهياكل، مشيرة إلى أن الدور الأول يحتوي على 10 فاترين، الفاترينة الأولي تضم البيئية الإفريقية وكل الحيوانات التي تعيش فيها، والفاترينة الثانية تضم البيئة المائية والتي تعيش فيها الزواحف  والطيور والحيوانات التي تعيش على الشواطئ، ثم الفاترينة الثالثة والتي تضم الحيوانات والزواحف التي تعيش في البيئة الصحراوي مثل الثعالب والفنس، والفاترينة الرابعة تضم الحيوانات التي تعيش في البيئة البحرية مثل سبع البحر والبجعة، ثم فاترينة بيئة الأمازون وتضم الحيوانات التي تعيش في البرازيل، وهناك فاترينة للقردة وتطورها منذ أن تم اكتشافها، وهناك فاترينة لإنسان الغاب الشمبانزي، ثم فاترينة القوارض والسنجاب، ثم فاترينة حيوانات أكلة اللحوم مثل الأسود والفهود والدبابة ، ويتوسط المتحف الهياكل العظمية.

وأغلب الحيوانات والهياكل الموجودة بالمتحف هي حيوانات كانت موجود في الحديقة ونفقت بسبب كبر السن لو للمرض وتم تحنيطها، وهناك أيضا فوناطات من الخارج وتم مصادراتها أو هدايا مثل إوز الفول الذي احضره الملك فاروق عام 1943 ، وطيور الجوارح من صقور ونسور ورحمة والطيور التي تعيش على الشواطئ والحمام واليمام والبغبانات وأبو قرن والبومة وهناك أيضا 3 فاترين للعصفوريات  وتضم أنواع جميلة ونادرة.

أما الطابق الثاني محنطات حيوانات البيئة المصرية والزواحف وقاع البحر وكهف يحتوى على هياكل عظمية للمقارنة العلمية بين الإنسان والشمبانزى وإنسان الغابة والقردة وعرض للمقتنيات القديمة ومجموعة فراشات وحشرات تعرض لأول مرة بالمتحف، بالإضافة إلى الطابق الثالث الذي يضم عرض للطيور طبقا للتقسيم العلمي للرتب المُختلفة.

كما يوجد بدروم أسفل المتحف لتخزين المحنطات التي لم يتم عرضها في المتحف، وتوجد حجرتان بمدخل المتحف إحداهما للمؤتمرات والمحاضرات وتضم مجموعة صور للوفود والزيارات الهامة للحديقة، والحجرة الأخرى تضم المجموعات العلمية النادرة والتي تعتبر مجموعة مرجعية ضخمة في تقسيم وتصنيف المملكة الحيوانية، وهي مجموعة علمية موجودة في مصر فقط، والتي يبلغ عددها 536 من الثدييات والقوارض و 6254 طائر ويرجع إليها عند تعريف أي من الثدييات والطيور والزواحف فهي تخدم بذلك الدارسين في علم الحيوان في جميع المجالات.