بدون تردد

الاستجابة لإرادة الشعب

محمد بركات
محمد بركات

فى مثل هذا اليوم منذ أحد عشر عاماً «الثالث من يوليو ٢٠١٣» كانت الترجمة العملية المباشرة لثورة الثلاثين من يونيو، وانتقالها من تحرك ثورى شعبى لجموع المواطنين إلى حقيقة قائمة على أرض الواقع المصرى وراسخة فى وجدان وقلب مصر الوطن والدولة والشعب.
ولا مبالغة على الإطلاق فى القول، بأن هذا اليوم لن يغيب أبداً عن الذاكرة الوطنية لجموع الشعب المصرى، بل سيظل حياً مضيئاً فى نفوس وعقول كل المصريين على مر الزمن وتوالى الأحداث والوقائع.


ففى هذا اليوم الثالث من يوليو كانت الاستجابة الكاملة من جيش الشعب لإرادة الأمة، هذه الإرادة التى عبرت عنها الملايين من جموع ابناء الشعب، فى خروجهم الكبير والجامع، وغير المسبوق فى تاريخ الأمم والشعوب، معلنة رفضها التام لحكم المرشد وجماعته، ومؤكدة استعادتها للهوية المصرية الأصيلة والسمحة والوسطية.


تلك الوسطية المتجذرة فى أعماق كل المصريين دون تفرقة، والقائمة على الايمان المطلق بالله الواحد، دون غلو أو تطرف أو ارهاب، والساعية لبناء الدولة المدنية الديمقرايطة الحديثة والقوية القائمة على المساواة وحقوق الإنسان، واحترام القانون والدستور والعدالة الاجتماعية.
وفى مثل هذا اليوم شهد العالم كله الانحياز التلقائى والطبيعى لجيش مصر العظيم لثورة الشعب، واعلانه الإلتزام بالدفاع عنها وتحقيق اهدافها.
ولتحقيق ذلك شهد هذا اليوم الثالث من يوليو ٢٠١٣، اجتماع كل أركان وأعمدة الأمة المصرية وكل رموزها، وفى المقدمة جيش الشعب وشرطته المدنية، ليعلنا الولاء المطلق للشعب مصدر السلطات ومانح الشرعية، ويؤكدون انصياعهم لإرادته وإلتزامهم بتحقيق طموحاته وأمانيه الوطنية.
لذلك سيظل هذا اليوم الثالث من يوليو ٢٠١٣ يوما مشهوداً فى تاريخ الوطنية المصرية ومصدراً للفخر لكل الشعب المصرى.
حمى الله مصر ونصر شعبها وجيشها، وحقق بدعمه أمانيها وطموحاتها فى اقامة الدولة الوطنية الديمقراطية الحديثة والقوية فى ظل الجمهورية الجديدة.