في ذكرى وفاة ملحن الروائع.. محطات من حياة الموسيقار محمد الموجي

محمد الموجي
محمد الموجي

عرض برنامج «صباح الخير يا مصر»؛ المذاع على القناة «الأولى»، والفضائية المصرية، تقريرا تلفزيونيا بعنوان «ذكرى وفاة الموسيقار الكبير محمد الموجي ملحن الروائع».

تحلُ اليوم ذكرى وفاة الموسيقار الملحن محمد الموجي بعد أن ترك بصمة في العديد من الأعمال الدرامية والأغاني الشهيرة لعمالقة الفن. 

قدم محمد الموجي أول أغنية في التلفزيون المصري بعد افتتاحه لأول مرة وساهم في تطوير الموسيقى العربية بشكل جذري وأصبح مهندس الألحان والنغم الأصيل وصاحب الروائع الكلثومية وأبرز المجددين في الموسيقى والغناء العربي. 

وُلد الموسيقار الراحل محمد الموجي في الرابع من مارس عام 1923 في قرية بيلا بمحافظة كفر الشيخ ودرس في المدرسة الابتدائية بالمحلة الكبرى، ثم التحق بمدرسة الزراعة في شبين الكوم وحصل على دبلوم الزراعة ثم اتجه إلى القاهرة ليلتحق بمعهد الموسيقى ويحقق الحلم الذي رغب في تحقيقه، فقد كان يهوى الغناء لكن اختارته لجنة الموسيقى في الإذاعة كملحن. 

قدم الموجي العديد من الألحان الغنائية مع عدد من نجوم ومطربي زمن الفن الجميل والشاشة السوداء التي تظل خالدة في أذهان المستمع العربي حتى الآن، ولحن العديد من الأغاني لكبار المطربين أبرزهم فايزة أحمد، حيث لحن لها أكثر من 15 أغنية منها أنا قلبي إليك ميال، تمر حنة، وبيت القمر، وقدم مع العندليب عبد الحليم حافظ 48 أغنية، وكانت "صافيني مرة" أول تعاون بينهما.

اقرأ أيضا: في ذكرى ميلاد محمد الموجي.. حبسه العندليب بسبب «قارئة الفنجان»

رحلة كفاح قدم فيها للموسيقي العربية أجمل وأروع الألحان، وهو من أبرز المجددين للموسيقي والغناء خاصة بعد ثورة يوليو 1952 ورغم كل نجاحات محمد الموجي كانت جملته الموسيقية متفردة دون أن تفقد مذاقها الشرقي الأصيل، وبهذا يكون الملحن الوحيد الذي لم تتشابه ألحانه وجملته الموسيقيه مع بعضها لأنه صاحب البصمة الضخمة في الأغنية المصرية.

تقدم محمد الموجي إلى لجنة الاستماع بالإذاعة كمطرب ورفضته، وقال له الموسيقار محمد حسن الشجاعي إنه ملحن ممتاز وقدم له مطرب جديد وهو عبد الحليم حافظ الذي كان يحفظ كل ألحان الموجي.

وكانت أول أغانيه لـ عبد الحليم حافظ «صافيني مرة»، ولحن له حوالي 47 أغنية وقدم أغاني وطنية وعاطفية ودينية بالإضافة إلي التسابيح والمسرح الغنائي والاستعراضي، وساهم في اكتشاف العديد من الأصوات مثل هاني شاكر- أميرة سالم - محرم فؤاد - كمال حسني - ماهر العطار - شريفة فاضل - مها صبري - عادل مأمون.

 قسمت حياته إلى 3 مراحل من عام 49 إلى 59؛ وهي التي شهدت انتشاره مع صوت عبد الحليم حافظ وصوت فايزة أحمد، ومن 60 إلى 75 وتبدأ مع الإرسال التلفزيوني وتنتهي بوفاة أم كلثوم ومرض عبد الحليم، أما الثالثة فهي آخر أعماله لـ عبد الحليم حافظ بقصيدة «قارئة الفنجان»، ولحن لـ صباح حوالي 42 أغنية ومسرحية، وغنت وردة من ألحانه حوالي 12 أغنية ولنجاه الصغيرة حوالي 15 أغنية ولحن لـ محرم فؤاد حوالي 12 أغنية وغيرهم من الفنانين.

وافتتح مدرسة سميت على إسمه مدرسة الموجي، ولكنه أغلقها بعد عامين وكان يتصور أن تساعده الدولة ماديًا وهذا الأمر لم يحدث.

وقدم 10 مسرحيات، واعتمد في الإذاعة عام 1951 وكان رصيده في الأغاني 1700 أغنية وقدم مع عبد السلام أمين حوالي 30 لحنًا وأغنيه ومرسي جميل عزيز 100 لحن وحسين السيد 80 أغنية، ومأمون الشناوي وكامل الشناوي حوالي 70 أغنيه وكانوا كلهم يسمحون له أن يعدل في كلماتهم.   

أم كلثوم تحبس الموجي

التقى الموجي بالسيدة أم كلثوم في عدد من الأغاني منها «للصبر حدود» عام 63  و« إسال روحك» عام 70 بالإضافة لأغاني «رابعة العدوية والرضا والنور واقدوا الشموس والأغاني الوطنية» وكان من الممكن أن يُحبس، حيث أنه تأخر على السيدة أم كلثوم في لحن أغنية «للصبر حدود» وقال له القاضي: أم كلثوم رافعة عليك قضية.. أحكم عليك بإيه.. قاله «أحكم عليا بأني ألحن». 

الشخصيات التي أثرت في الموجي فنيًا 

أولها الشيخ سيد درويش وعبده الحامولي وداود حسني وسلامة حجازي وعبد الوهاب كان مؤثر في تكوين شخصيته والشيخ زكريا أحمد ومحمد القصبجي والسنباطي.. أثروا فيه من الناحية الموسيقية والتلحين. 

وكتب له كتاب عن سيرة حياته إسمه «قصة حياة الموجي».. كتبه صهره الشاعر والسيناريست عبد السلام أمين. 

وعرض ثري عربي أن يشتري العود الذي أهداه إليه أخت عبد الحليم الحاجة عليا، لأنه كان أعز الناس على قلبه بمبلغ 75 ألف ولكن عائلة الموجي رفضت ووضعته في مكتبته بوسط البلد.  

الجوائز 
حصل على العديد من الجوائز من معظم البلاد العربية والأجنبية بالإضافة إلي الأوسمة والنياشين من أعلي ملوك ورؤساء الدول العربية، كمال حصل علي جائزة عبد الناصر والميدالية البرونزية عام 56 وسام عيد العلم 68 وعلى جائزة نوط الفداء من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.

وحصل من الرئيس السادات على وسام الاستحقاق من الطبقه الأولى، وشغل منصب رئيس جمعية المؤلفين والملحنين بعد رحيل أحمد فؤاد حسن.

ورفض مبلغ 3 ملايين جنيه من إسرائيل حيث كانت ترغب في شراء ألحانه على كلمات عبرية ويغنيها إسرائيليون، ولكنه رفض، وكانت من المواقف التّي لاتنسي أبدًا، حيث قال أنا عندي الـ 10 جنيه من بلدي مصر أحسن من ملايين إسرائيل، وقام بطرد من كان يتفاوض معه.     

الزوجات  

تزوج من فهيمة أو أم أمين، وأنجب منها 6 أولاد، ثم تزوج واحدة من الفنانات المغمورات، ثم المطربة أحلام، ثم سعاد مكاوي، ثم عايدة كامل، ثم أميرة سالم، وكان يعتبر أن زيجاته بعد أم أمين «طفاسة»، وأنها هي البيت الحقيقي وبر الأمان. 

وفاته

رحل الفنان العظيم في 1 يوليو  1995 عن عمر 73 عامًا إثر نزيف دوالي بالمرئ ومضاعفات في الكبد وقد تحملت الدوله كل نفقات العلاج وبعد وفاته قد عثر نجله علي حوالي خمسين أغنيه قد انتهي من تلحينها قبل وفاته.