في ظل التحولات الكبيرة التي تشهدها مصر على مختلف الأصعدة، يبرز الحوار الوطني كمنصة هامة لتبادل الأفكار والرؤى بين مختلف الأطياف السياسية والمجتمعية.
ولعب الحوار دوراً محورياً في تحديد أولويات التنمية والتحديات التي تواجه البلاد، مما أفضى إلى وضع توصيات شاملة تسعى لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز العدالة الاجتماعية. يأتي هذا التقرير لتسليط الضوء على أهم مخرجات الحوار الوطني وكيفية اعتمادها من قبل الحكومة الجديدة كجزء من برنامجها التنفيذي، مؤكداً على الالتزام الجاد من القيادة السياسية ببناء مستقبل أفضل للجمهورية الجديدة.
وعن ذلك صرح اللواء رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر وأستاذ العلوم السياسية، بأن الحوار الوطني ساهم بشكل كبير في توحيد الجهود نحو بناء مستقبل أفضل لمصر. وأوضح أن الحوار مهد الطريق للتنمية المستدامة والنمو الاقتصادي، مما يخدم مصلحة الوطن والمواطن، مؤكدا أن هذه الجهود تمثل خارطة طريق لبناء الجمهورية الجديدة وتعزيز الثقة بين الحكومة والشعب المصري.
** مخرجات الحوار الوطني
وأشار أستاذ العلوم السياسية، إلى أن الحكومة الجديدة ستعتمد على مخرجات الحوار الوطني كجزء من برنامجها التنفيذي، مما يعكس جدية القيادة السياسية في التعامل مع التحديات المستقبلية. مضيفا أن الحكومة ملتزمة بتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز العدالة الاجتماعية من خلال حزمة تشريعية شاملة تشمل تحسين مناخ الاستثمار، وتعزيز الحوكمة الرشيدة، وتطوير البنية التحتية، وتعزيز العدالة الاجتماعية.
وأكد فرحات، أن المتابعة الدائمة لتنفيذ هذه التوصيات ستكون جزءاً أساسياً من عمل الحكومة في الفترة المقبلة، بما يضمن التنسيق المستمر بين الحكومة ومجلس أمناء الحوار الوطني.
** استماع الحكومة الجديدة
من جانبه، أوضح الدكتور ناصر عثمان، أمين سر اللجنة الدستورية والتشريعية بمجلس النواب، أهمية استماع الحكومة الجديدة لمشكلات المواطنين والعمل على حلها، خاصة في ملفات ارتفاع الأسعار وانقطاع الكهرباء.
وأكد عثمان على ضرورة تجاوز التحديات لتحقيق نهضة تنموية شاملة في الجمهورية الجديدة، مع التركيز على ملفات الزراعة والصناعة والتعليم والصحة.
وأشار عثمان إلى أن توصيات الحوار الوطني شكلت خارطة طريق لتجاوز التحديات، وأبرزت أهم الملفات التي يجب التركيز عليها. وأوضح أن الحوار الوطني أخرج مادة دسمة يمكن للحكومة الجديدة العمل عليها، مشيداً باهتمام القيادة السياسية بالحوار الوطني.
** زيادة مساحة الحريات السياسية
في سياق متصل، صرح سيد عبد العال، رئيس حزب التجمع، بأن مطلب حزبه من الحوار الوطني هو تنفيذ التوصيات التي صدرت وأرسلها الرئيس السيسي إلى الحكومة والبرلمان.
وأكد عبد العال، على ضرورة زيادة مساحة الحريات السياسية، واستمرار إجراءات العفو الرئاسي والدمج المجتمعي، والوصول إلى توافقات وطنية نحو الجمهورية الجديدة. كما شدد على أهمية دعم الصناعات التحويلية والانتقال للاقتصاد الإنتاجي زراعياً وصناعياً، وزيادة المنتج المحلي في الصناعة الوطنية، وتعزيز الثقافة والهوية الوطنية المصرية.
وأشار عبد العال، إلى أن حزب التجمع تواصل مع اللجنة بشأن عدد من المحبوسين، وتم الإفراج عن عدد كبير منهم، مما يعكس حسن النية في التعامل مع هذا الملف ويمثل قوة دفع كبيرة للحوار الوطني في مد جسور الثقة بين كل أطراف الحوار.
واختتم قائلاً: "بهذا الشكل تتضح توصيات الحوار الوطني كخارطة طريق واضحة لمستقبل الجمهورية الجديدة، مع التزام الحكومة والقيادة السياسية بتنفيذ هذه التوصيات لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز العدالة الاجتماعية."
** اختيار الوزراء الجدد
وأكد المستشار حسين أبوالعطا، رئيس حزب "المصريين" وعضو المكتب التنفيذي لتحالف الأحزاب المصرية، على أهمية أن يكون الوزراء الجدد في الحكومة المنتظرة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي على قدر كبير من الكفاءة والخبرة لمواجهة التحديات الراهنة التي يعيشها المواطن المصري. مشيرا إلى أن التغيرات الأخيرة تتطلب من الحكومة الجديدة اتباع سياسات واضحة تتوافق مع معطيات المرحلة واستراتيجيات دقيقة لكل وزارة مختصة.
وشدد "أبو العطا" على أن الحكومة الجديدة مطالبة بتنفيذ التكليفات الصادرة في شتى المجالات، لمواصلة تطوير الملفات المختلفة بما يتناسب مع آمال وطموحات الشعب المصري نحو بناء الجمهورية الجديدة. وأوضح أن الوطن يمر بمرحلة عصيبة وتحديات كبيرة على المستويين الإقليمي والدولي، مما يستدعي قدرة الحكومة على إنجاز المهام الموكلة إليها.
** رؤية مصر 2030
وأكد المستشار حسين أبوالعطا على ضرورة سرعة تنفيذ ما يدعم رؤية مصر 2030 لتحقيق التنمية المستدامة، ورفع شعار حياة كريمة للجميع. كما طالب الحكومة الجديدة بتنفيذ توصيات المرحلة الأولى من مخرجات الحوار الوطني، مؤكدًا على حرص الرئيس عبدالفتاح السيسي على رعاية الحوار الوطني وضمان تنفيذ توصياته.
وأوصى بضرورة وضع أجندة تنفيذية واضحة ومحددة لتوصيات الحوار الوطني، ترتب الأولويات بما يضمن شعور الجميع بالإنجاز والمردود السياسي المطلوب.
