"ولاد رزق 3".. حالة حب من الجمهور أم ناجح فنياً ؟

فيلم ولاد رزق 3
فيلم ولاد رزق 3

سارة الفارسي

يظل الرهان على البطل الشعبي مكسب للعمل وأبطاله.. حقق فيلم "ولاد رزق" نجاحاً ساحقاً من حيث الإيرادات، ليحصل الجزء الثالث منه على إنجازاً جديداً، وذلك بعد دخوله قائمة "الأعلى إيرادات في تاريخ السينما المصرية"، والذي بلغت إيراداته حوالي 150 مليون جنيه في الفترة السابقة، مما جعله يحتل المركز الأول دون منافس.. فهل تحقق هذا النجاح بناءً على حب الجمهور وإرتباطهم بأبطال العمل وبالأجزاء السابقة، وخلق حالة من الحب، أم هو نجاح فني سينمائي.. فهناك بعض من الأراء الفنية التي نستعرضها من خلال هذا التحقيق حول أسباب وصول الفيلم لهذا النجاح الكبير..

في البداية تقول الناقدة ماجدة خيرالله: "الجمهور كان في انتظار عرض الفيلم بعد العلاقة القوية التي بناها الأبطال مع الجمهور، من خلال الجزأين الأول والثاني، بالإضافة إلى الدعاية الضخمة له".

واستكملت ماجدة "ظروف عرض الفيلم كانت مناسبة، خاصة أنه لا يوجد عمل آخر أهل للمنافسة أمام (ولاد رزق)، لذلك طبيعي أن ينال هذا النجاح، وهو فيلم (للتسلية).. ظريف.. ولا يدعي طرح قضايا أو أن به عمق، لكن أستطيع أن أصفه بأنه (فيلم عيد)، ونجح في تحقيق ذلك".

 

يتفق معها في الرأي الناقد رامي عبد الرازق معلقاً: "يوجد (أرضية) لدى (ولاد رزق) عند الجمهور، حيث يرتبطون بشخصيات الفيلم على مدار الأجزاء السابقة، بالإضافة إلى تحمسهم للتعرف على شخصية آسر ياسين الجديدة، والذي لم يضيف للفيلم أي جديد، لذلك أرى أن الجزء الثالث من الفيلم يتسم بميزة، حيث يأتي بعد جزأين نالا نجاحاً كبيراً أيضاً".

ويضيف عبد الرازق: "الدعاية كان لها دور قوي وأساسي في نجاحه، كما أنه (فيلم عيد)، أي مناسب لذوق الشريحة الأكبر، أي (جمهور العيد)، حيث أن معظم الجمهور لديه فرصة واحدة فقط لمشاهدة عمل واحد نظراً لارتفاع سعر التذكرة، لذلك اختيار (ولاد رزق) الأنسب، فهو عنصر جذب أساسي للجمهور من حيث التنوع ما بين الأكشن والإيفيهات وأماكن التصوير بالسعودية، فهو بمثابة (فسحة) للمشاهد".

ويعلق عبد الرازق على محاولة إثارة قضية الفن المصري وإرتباطه بالتمويل السعودي يقول: "أتوقع إنها (فرقعة) من باب الدعاية المضادة لكسب شريحة أكبر من الجمهور لمشاهدة الفيلم، ويوضح أن على مدار عقود من تاريخ السينما المصرية كان التمويل الأساسي للأفلام من الموزع الخارجي، على سبيل المثال مسلسل (الراية البيضاء) أهم إنتاجات الدراما المصرية في الثمانينيات كان إنتاج سعودي".

وقال الناقد مصطفى الكيلاني: "(ولاد رزق 3) تراكم للجزء الأول والثاني، ويعتبر السيناريو من مقومات نجاح الفيلم، وذلك يرجع إلى شخص عبقري مثل صلاح الجهيني الذي يمتعنا في كل جزء جديد بمفاجأت  بعيدة عن خيال المشاهد، وذلك يضيف لحبكة السيناريو الكثير، بالإضافة إلى الدعاية التي كانت جزء كبير من نجاح الفيلم، والتي ظهرت من خلال الإعلان الترويجي للفيلم واحتوائه على مشاهد الأكشن وتكسير العديد من السيارات الفخمة".

 

كما كشف الناقد سيد محمود عن أسباب نجاح الفيلم موضحاً: "يختلف الجزء الثالث من (ولاد رزق) كلياً من حيث الشكل عن الجزء الأول والثاني، لكن من حيث المضمون ليس إلا تكملة للأجزاء السابقة من حيث الأخوة ومشكلة الإجرام، فهو فيلم تتوافر فيه جميع عناصر الفيلم الناجح على المستوى الجماهيري، وذلك لا يعني على تفوق الفيلم فنياً، لكنه جيد ومقبول".

ويستكمل محمود حديثه بالقول: "الفيلم ناجح تجارياً، وأن تم تصويره بميزانية ضخمة تجاوزت الـ12 مليون دولار، من خلال هيئة الترفيه بقيادة المستشار تركي آل الشيخ، والذي وفر كل الإمكانيات حتى يظهرالفيلم بهذه الصورة، وذلك بخلاف مخرج مميز مثل طارق العريان الذي لديه لغة سينمائية إحترافية، وفكر غربي منذ أول أفلامه، (الإمبراطور)، لذلك اعتبر (ولاد رزق 3) فيلم مخرج، ويرجع ذلك لوضوح أدواته، لكن السيناريو تقليدي ولا يضيف جديد عن الأجزاء السابقة، لكن توافر كل العناصر من الإخراج والتصوير والمكان والتكلفة والإضاءة، صنع فيلم جيد جداً للجمهور التجاري، كما أن الفيلم لم يحدد فئة عمرية، فكان (15+)، علماً بأن الرقابة كان لابد من رفع الفئة العمرية إلى (18+)، لكن لا أعلم هل حدوث نوع من الضغط حتى يتم عرض الفيلم (15+)، أم ماذا؟، لكن الفيلم حقق نجاحاً كبيراً من الناحية التجارية، لتوافر الإمكانيات، كما قلت، لكن بخلاف ذلك كل شيء حتى أداء الممثلين تقليدي، وأحمد عز وعمرو يوسف لم يقدما جديد، حتى آسر ياسين يلعب بنفس أدواته الموتوسيكل والسيارة، ولم يقدم جديد أيضاً، وهناك من الممثلين من قدم دور مختلف ومؤثر، منهم أحمد الرافعي الذي قام بدور (سلطان الغول الغير حقيقي)، وعلي صبحي الذي قام بدور (الكوري)، وكان (يرطب) على الفيلم بالكوميديا التي يقدمها".

وقال الناقد عصام ذكريا: "خلينا متفقين أن في السينما هناك الفيلم التجاري وأيضاً الفيلم الفني، والنجاح هنا في كل حالة لا يمكن الخلط بينهم، من الممكن أن ينجح الفيلم فنياً وجماهيرياً لا.. والعكس، هناك من يخاب ضحكات الجمهور وآخر يخاطب مساحة أعمق (جمالية، روحية، سياسية)، نستطيع أن نقول أن فيلم (ولاد رزق 3) من نوعية الأفلام التجارية الناجحة الخفيفة، فيه كل مقومات النجاح من أسماء النجوم المحبوبة، والقصة التي تم عرضها مرتين من قبل، وفكرة السلاسل تحقق نسبة نجاح كبيرة حالياً حتى في السينما العالمية، ومشاهد الأكشن تم تصويرها بشكل محترف ومكلف مادياً، والإيفيهات المختلفة التي تجعل الجمهور يضحك".

 واستكمل حديثه: "فيما يخص الدعايا بجانب الجزء المادي، هناك نوع أهم، وهو الدعايا الشفوية، وهي تحدد من أول وثاني يوم عرض للفيلم، لذلك تم عرض الفيلم قبل العيد حتى تزداد هذه الدعايا كما حدث، وفي النهاية الفيلم عبارة عن خلطة ناجحة، لكن من الممكن أن تكون أضعف في المرات المقبلة، مثل ما يحدث في بعض الأعمال تنجح في البداية ويمل منها الجمهور مع الوقت".

كما قال الناقد محمد سيد عبد الرحيم: "(ولاد رزق) ناجح من الجزء الأول لأنه خلطة شعبية تثير إعجاب الجمهور بسهولة، لأنها تعتبر ثقافة شعب، وفكرة الأخوات تعني العزوة كما يقال (أنا وابن عمي على الغريب)، ومثل هذه الأفكار، وفكرة الصداقة أنهم أخوات وأصدقاء أيضاً، فذلك من أساسيات المناطق الشعبية والترابط بينهم، وفكرة الأكشن مصنوع بشكل جيد من خلال المخرج الكبير طارق عريان الذي يتميز عن غيره بذلك وهو درس جيداً في أمريكا، وخاصة أنه استعان بخبراء أجانب في تصميم وتنفيذ المعارك والمشاهد الأكشن فكانت بشكل محترف جذبت الجمهور، وأيضاً تتميز سلسلة فيلم (ولاد رزق) بالمفاجأة التي يحتوي عليها الفيلم في النهاية، وبالطبع كان متوقع هذا النجاح بشكل كبير لتاريخه وتوقيت عرضه بحيث لم يكن هناك منافس قوي له، وساعد في ذلك الدعايا التي شكلت نقلة كبيرة وضاعفت هذا النجاح، فهذه الدعايا لم تحصل من قبل وبالفعل حققت الكثير والكثير من الإيرادات والأرباح".

اقرأ أيضا : فيلم «ولاد رزق 3.. القاضية» يصل لـ 185 مليون في 16 ليلة عرض

;