كشف حساب «ثورة الخلاص»| 11 عامـًا من الانطلاق نحو المُستقبل

مختلف طوائف الشعب شاركت في الثورة
مختلف طوائف الشعب شاركت في الثورة

■ كتب: شحاتة سلامة

«لا يُمكن أن نحيا والشعب المصري مروع وغير آمن.. إحنا أحسن لنا نموت ولا يروع شعبنا»، ستبقى تلك الكلمات لوزير الدفاع وقتها، الفريق عبد الفتاح السيسى، عالقة فى أذهان المصريين، كلمات أعلنت نجاح ثورة الخلاص من حكم الجماعة الإرهابية، والاستعداد لوضع خارطة طريق للمُستقبل ما بعد العام الأسود، لنحتفل بعد ١١ عامًا ليس بنجاح الثورة فقط على الإرهاب وجماعة الشر، ولكن الثورة على التخلف والتراجع بالخدمات والمرافق والبنية التحتية والجهل والمرض والفقر، والانسحاق أمام العديد من الدول.

تحقيق «التنمية الشاملة» هو العنوان العريض، لملحمة العمل والإصرار والتحدى على مدار الـ11 عامًا الماضية، طفرة اقتصادية واجتماعية وسياسية تحققت على أرض الوطن، رغم كافة التحديات المُحيطة من وباء ضرب العالم، وأزمات اقتصادية عالمية طاحنة، وحروب مُحيطة بنا من كل اتجاه، وزيادة سكانية كبيرة تأكل أى تنمية، ومواجهة لإرهاب أسود حاول تعطيل المسيرة بكل ما أوتي من قوة، نجحت مصر فى تحقيق المُعادلة الصعبة «التنمية الشاملة وحماية الوطن».

أنقذت ثورة 30 يونيو المجيدة، الوطن من التفتت والحرب الأهلية والفتنة ومن مُخطط إخواني مشئوم كان يُحاك لها، هذا ما يؤكده النائب اللواء أحمد العوضى، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، النائب الأول لرئيس حزب حماة الوطن، منوهًا بالدور الوطني الرائد الذي قامت به القوات المسلحة المصرية في مساندة ودعم ثورة 30 يونيو، وكما هي عادتها في مساندة طموح المصريين وتطلعاتهم على مدى التاريخ، مُشيرًا إلى أن ذكرى الثورة ستظل محفورة في ذاكرة المصريين، حيث تمكنوا بإرادتهم الحرة من إنقاذ وطنهم من براثن الجماعة الإرهابية، التي حكمت البلاد لعام واحد فقط، وكان عامًا أسود على الوطن، مشيرًا إلى أن 30 يونيو كانت طوق النجاة للوطن بأكمله، وأنها أحدثت تغييرًا جذريًا في مجرى التاريخ المصري الحديث والمعاصر، كما أنها أسست قواعد الجمهورية الجديدة، فيما يعيشه المصريون اليوم من تنمية شاملة وازدهار وانطلاق تنموي في مختلف المجالات، والجميع يرى هذا ويشعر به في كل المجالات.

◄ ثورة تاريخية

وشدد القيادي بحزب حماة الوطن، على أن القوات المُسلحة المصرية انحازت بشكل واضح إلى الشعب المصري في مواجهة الجماعة الإرهابية وأنصارها الذين هددوا بإراقة دماء المصريين، حال الإطاحة بهم من حكم مصر، وذلك إيمانًا منها بأن حماية الوطن والانحياز لمطالب ملايين المصريين هي المهمة الأولى للقوات المسلحة المصرية على مدار التاريخ، موضحًا أن 30 يونيو لم تكن فقط ثورة عظيمة غيرت وجه الوطن للأفضل، ولكنها ثورة تاريخية انتفض فيها عشرات الملايين من المصريين، لإسقاط حكم جماعة الإخوان الإرهابية التي أساءت لمصر ودورها وتاريخها خلال عام واحد قضوه في السلطة، ولفت إلى أن ثورة 30 يونيو كانت بداية عودة مصر لدورها الريادي إقليميًا وعالميًا، إضافة للحفاظ على هويتها الثقافية والحضارية من محاولات الإخوان طمس هويتها وأخونتها، وبناء تحالفات إرهابية مُضرة بمصلحة الوطن، والدخول بها في مسار أسود لكي تتحول وفق ما كان مخططًا لها لمأوى للإرهاب، مؤكدًا أن المصريين يتذكرون مرور ١١ عامًا على ثورة 30 يونيو بكل الحب؛ لأنها غيرت وجهة البلاد، والكل يرى بعينه الإنجازات تلو الإنجازات في مختلف المجالات.

من جانبه، قال النائب الدكتور حسين خضير، وكيل لجنة الصحة بمجلس الشيوخ، إن ثورة 30 يونيو ستبقى الثورة الشعبية الأولى في تاريخ مصر، والانتفاضة الحقيقية لدحر وإنهاء حكم جماعة الإخوان الإرهابية وبدء صفحة جديدة في تاريخ الوطن، مؤكدًا أن 30 يونيو قضت على الإرهاب ورسخت الأمن والاستقرار وتصدت للفساد وانطلقت بالبلد نحو الجمهورية الجديدة، فثورة 30 يونيو محطة فارقة في تاريخ مصر وآثارها الإيجابية تمتد لليوم ولعشرات السنوات المُقبلة، لافتًا إلى أن وجود القيادة السياسية ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي بعد 30 يونيو كان بداية الخير للوطن، فالرئيس السيسي حمى الوطن من الانقسام، وحافظ على وحدته، واسترد مكانته، وانطلق للجمهورية الجديدة بمشروعات واعدة، وباتت مصر اليوم أكثر استقرارًا وقوة، وقادرة على مواجهة التحديات، وبناء مستقبل مشرق لأبنائها، مُختتمًا بأن ثورة 30 يونيو ستظل تُدرس كانطلاقة شعبية كبرى في تاريخ مصر لإنهاء حكم الإخوان والتيار الديني المتطرف، والعودة بمصر للوسطية والاعتدال، والبناء الحضاري والتنويرى.

◄ اقرأ أيضًا | حزب المؤتمر: ثورة 30 يونيو نقطة انطلاق لمستقبل أفضل لمصر

◄ الجمهورية الجديدة

ستبقى 30 يونيو الثورة الشعبية الأولى بتاريخ المصريين، والانتفاضة الحقيقية للقضاء على حكم جماعة إرهابية مارقة كانت تسعى لخراب وتدمير الوطن، ثورة سطرت صفحة جديدة في تاريخ الوطن، ونجحت بفضل القوات المسلحة في القضاء على الإرهاب واقتلاعه من جذوره، فضلًا عن ترسيخ واستعادة الأمن والاستقرار والتصدى للفساد، والانطلاق نحو الجمهورية الجديدة، وفقًا لحسين أبوالعطا، رئيس حزب المصريين، عضو المكتب التنفيذى لتحالف الأحزاب المصرية، والذى أضاف أنه منذ تولي الرئيس السيسى، مقاليد الحكم في البلاد بعد ثورة 30 يونيو، حل الخير والنماء والاستقرار على أرض مصرنا الحبيبة، مؤكدًا أن الرئيس بفضل حنكته السياسية وذكائه وإدارته الرشيدة والحكيمة للبلاد حمى الوطن من الانقسام، وحافظ على وحدته واسترد مكانته، وانطلق نحو الجمهورية الجديدة بمشروعات واعدة وعملاقة، وأصبحت ثورة 30 يونيو نقطة تحول فارقة فى تاريخ مصر الحديث بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وأصبحت الدولة المصرية أكثر استقرارًا وقوة وترابطًا مما سبق، وبفضل تكاتف القوات المُسلحة مع الشعب المصرى العظيم قادرة وبقوة على مجابهة شتى التحديات وبناء مستقبل مشرق لأبنائها، موضحا أن مصر بعد ثورة 30 يونيو وضعت الاهتمام ببناء الإنسان المصري على رأس أولوياتها على جميع المستويات.

وأشار أبوالعطا، إلى أن هذه الثورة أعادت دور وثقل مصر الإقليمي والدولى، وخاصة الدور المصري في القارة الإفريقية، فضلًا عن أن الدبلوماسية المصرية التي ينتهجها الرئيس السيسى، بكل كفاءة واقتدار حققت إنجازات مهمة في تأمين المصالح والأهداف الوطنية، مُشيرًا إلى أن 30 يونيو هى بداية الحلم نحو الجمهورية الجديدة التي تقوم على بناء الإنسان وبناء المؤسسات وفق منظومة قيم تحث على تحقيق التنمية المُستدامة.

◄ حركة ثقافية

الكاتب والروائي الكبير، يوسف القعيد، يرى أن ثورة 30 يونيو، هي حركة ثقافية امتدت للشعب المصرى، الذي وقف معها من أقصى البلاد إلى أقصاها، وأن الثورة اندلعت شرارتها في وزارة الثقافة من اعتصام المثقفين حتى تحول إلى مسيرة بدأت من شارع شجرة الدر بالزمالك وانتهت إلى قصر الاتحادية، مُضيفًا أن مصر كانت تواجه تهديدات حقيقية منذ أن جاءت جماعة الإخوان إلى الحكم، مُعتبرًا أن موقف الجماعة كان شديد العدائية من الإبداع والفن والثقافة، وكانت الجماعة الإرهابية ضد الفن والإبداع، وضد كل شيء جميل في الحياة، وبالتالي كان من المهم الدفاع عن هوية مصر وتاريخها، لافتًا إلى أن الثقافة المصرية لعبت دورًا في إنهاء دور الجماعة التي وقفت ضد الفن والأدب والفكر، موضحًا أن مُثقفي مصر تجمعوا ووقفوا ضد الوزير الإخواني في هذه الآونة، ومنعوه من دخول وزارة الثقافة، وظل منعه مُستمرا حتى سقط حكم الجماعة الإرهابية، مُشددًا على أن اعتصام مُثقفي مصر في الزمالك كان شرارة مُهمة لانطلاق الثورة.

الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية، يؤكد أن الدولة المصرية نجحت في بناء خطوات للشراكة تحت مسمى الوطن يتسع للجميع، وترسيخ فكرة المشاركة السياسية للعمل على بناء دولة المؤسسات، لافتًا إلى أن الاستحقاقات السياسية مضت فى إطارها الصحيح، ومن ثم نجحت الدولة خلال 11 عامًا فى بناء دولة المؤسسات والشراكات، والتأكيد على فكرة الدولة الوطنية، مُنوهًا إلى أن الدولة عملت على الاهتمام بالمواطن، وترسيخ فكرة التعددية والديمقراطية، ونظام الحكم السياسي خلال السنوات الماضية من عمر الثورة المجيدة، باستكمال المشهد السياسي بمؤسسات الدولة مما أحدث نوعا من الاستقرار، وهو ما مكن الدولة من تحقيق إنجازاتها، مُضيفًا أن الدولة نجحت بمهارة فى ترسيخ فكرة التعددية، وتفعيل دور الأحزاب السياسية، ودور المُجتمع المدنى، وتجلى ذلك في إقرار الحوار الوطنى، وإنشاء التحالف الوطنى، وغيرها من المشاهد التي تثبت ذلك، كما أن المواطن أصبح لديه إدراك بما يجري من حوله والتفاعل مع الحياة السياسية بمختلف جوانبها.

◄ مكاسب المرأة

عن المكاسب التى حققتها المرأة المصرية بعد ثورة 30 يونيو، تحدثت الدكتورة ماريان عازر، عضو لجنتى العلاقات الخارجية والبحث العلمى بالمجلس القومى للمرأة، موضحة أنه تم إعادة بناء المجلس القومى للمرأة، واستعاد صلاحياته ودوره الفعال بكافة المستويات، وفي مختلف محافظات مصر، بدعم من الرئيس السيسى، كما تم تخصيص «عام للمرأة» شهد العديد من المُبادرات لدعمها وتمكينها بمناحي الحياة، واستمر هذا الدعم، الذي ظهرت ثماره في المشاركة السياسية، بزيادة تمثيل المرأة في البرلمان والحكومة، ومشاركتها في صياغة السياسات واتخاذ القرارات، كما كان للمرأة دور ملحوظ في المشاركة الاقتصادية، بزيادة فرص العمل، وتعزيز حقوقها والحرص على توفير بيئة عمل آمنة، إضافة لبرامج تدريبية لتعزيز مهارات المرأة، وزيادة فرص التوظيف، فضلًا عن التركيز على مُكافحة العنف ضدها، وتحسين الخدمات الصحية المُتاحة للنساء والفتيات، وهو ما ظهر بالفعل من خلال المُبادرات الرئاسية المُخصصة للمرأة، وحملات التوعية بقضايا المساواة ومكافحة التمييز، مُضيفة أن المرأة كان لها دور مُهم في زيادة فرص التعليم والتدريب، وتبني تشريعات جديدة وإصلاحات لتعزيز حماية حقوق المرأة، مع تعزيز الجهود لتحقيق العدالة الجندرية والمساواة في القانون، ودعم ريادة الأعمال لدى السيدات وتشجيعهن على تأسيس مشاريعهن الخاصة، وتعزيز الابتكار والإبداع بمشاركة السيدات بمُختلف القطاعات.