“مهمة ناسا إلى كويكب بقيمة 10 كوادريليون دولار

استكشاف كويكب بسطح معدني يمكن أن يغير مستقبل الاستكشاف الفضائي

استكشاف كويكب 16 بسيخي
استكشاف كويكب 16 بسيخي

تسعى ناسا حاليًا إلى استكشاف كويكب 16 بسيخي، الذي يُعتقد أن قيمة المعادن الموجودة فيه تصل إلى 10 كوادريليون دولار (ما يعادل 100 ألف مرة من اقتصاد العالم البالغ 100 تريليون دولار). يقع هذا الكويكب في حزام الكويكبات بين كواكب المشتري والمريخ، ويُعتقد أنه مكون أساسًا من الحديد والنيكل المعدني.

كويكب 16 بسيخي هو كويكب ضخم يقع في حزام الكويكبات، ويبلغ عرضه حوالي 173 ميلًا في أوسع نقطة له. تتراوح مسافته عن الأرض بين 186 مليون ميل وأكثر من 372 مليون ميل، اعتمادًا على مواقع كلا الجسمين في مداراتهما. على عكس معظم الكويكبات، التي تتكون أساسًا من الصخور أو الجليد، يُعتقد أن كويكب 16 بسيخي مكون أساسًا من الحديد المعدني والنيكل، ربما بنسبة تتراوح بين 30 و60 في المئة. يعتقد العلماء أنه قد يكون النواة المكشوفة لجسم كوني مبكر فقد طبقاته الخارجية نتيجة لاصطدامات عنيفة في النظام الشمسي المبكر، أو ربما يكون بقايا نوع مختلف من الكواكب الغنية بالمعادن.

تُقدر قيمة المعادن داخل الكويكب بحوالي 10 كوادريليون دولار، وهو ما يعادل قيمة اقتصاد العالم 100 ألف مرة. سيوفر استكشاف كويكب 16 بسيخي للعلماء نظرة فريدة على جسم قد يشبه الداخل الأرضي، مما يقدم أدلة حول بنية الكواكب وتاريخ النظام الشمسي المبكر. قد يمهد هذا الاستكشاف الطريق لاستكشاف مستقبلي وتعدين مجموعة من الكويكبات الغنية بالمعادن

اقرأ أيضاً| حقيقة اكتشاف كوكب صالح للحياة على بُعد 40 سنة ضوئية من الأرض

المسبار "بسيخي" في طريقه إلى الكويكب:

المسبار "بسيخي" بحجم الشاحنة الصغيرة في طريقه إلى الكويكب، حيث كان في نهاية مايو من هذا العام على بعد 190 مليون ميل من الأرض، ويتحرك بسرعة كبيرة تبلغ 23 ميلًا في الثانية، أو 84,000 ميل في الساعة. ووفقًا لناسا، سيصل في نهاية المطاف إلى سرعات تصل إلى 124,000 ميل في الساعة. سيسلك المسبار مسارًا طويلاً وملتويًا للوصول إلى الكويكب، ما يعادل حوالي 2.2 مليار ميل.

وضع الرحلة الكامل: دخل المسبار مؤخرًا وضع "الرحلة الكاملة"، مما يعني أنه بدأ استخدام محركات الدفع بالأيونات الكهربائية للانطلاق نحو الكويكب. تعمل هذه المحركات المستقبلية عن طريق إطلاق أيونات مشحونة من الزينون، مدعومة بالضوء الشمسي، مما يؤدي إلى تسارع ثابت.
سيمر المسبار بجوار كوكب المريخ في ربيع عام 2026، قبل أن ينطلق نحو الكويكب في الجزء النهائي من رحلته. من المتوقع أن يصل إلى الكويكب في عام 2029، حيث سيدور حوله لمدة تصل إلى 26 شهرًا، مسحًا سطحه وجاذبيته ومجاله المغناطيسي.

أهمية الاستكشاف: قال بنجامين وايس، أستاذ علم الكواكب في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، في بيان بعد إطلاق المهمة: "سيكون هذا أول مرة نرسل فيها مهمة إلى جسم ليس أساسًا صخريًا أو جليديًا، بل معدنيًا. ليس فقط أن هذا الكويكب قد يكون عالمًا معدنيًا، بل إن الكويكبات هي مكونات أساسية للكواكب. لذا يمكن أن يخبرنا "بسيخي" شيئًا عن كيفية تشكل الكواكب.