المخرج صلاح أبوسيف.. هرم السينما الأكبر

المخرج صلاح ابوسيف
المخرج صلاح ابوسيف

كتبت: هناء سمير 

في ذكري رحيل المخرج صلاح أبوسيف الذي استطاع خلق تيار لا يقل عن تيار الواقعية الجديدة التي نشأت في إيطاليا وأثرت على العالم وأفلامه هي العمود الفقري للفيلم الواقعي وأدت إلى شهرته في السينما العالمية وخصوصا في أمريكا وإيطاليا.


صلاح أبوسيف هو طابع بريد شديد المصرية الذي التزم بالتعبير عن قضايا المجتمع المصري والتاريخ العربي فلا توجد موسوعة سينمائية تخلو من اسمه بأي لغة من لغات الأرض فهو العصر الذهبي للسينما في النصف الثاني من الخمسينيات ولا يوجد فليم لا يجرأ على إخراجه.

نشأته 


ولد صلاح أبوسيف في بني سويف وتوفي والده في سن صغير وربته والدته تربية صارمة وتخرج من مدرسة التجارة والتحق بشركة النسيج بالمحلة لمدة ٣ سنوات وخلال عمله في الشركة أخرج بعض المسرحيات للهواة والتقى بالمخرج نيازي مصطفى من خلال فيلم تسجيلي عن الشركة، وعرض عليه العمل في استديو مصر وعمل في المونتاج الذي أصبح رئيسا له لمدة ١٠سنوات ثم عمل مساعد للمخرج كمال سليم في فيلم العزيمة وسافر الى فرنسا ١٩٤٩ وسرعان ما عاد الى مصر بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية سنة ١٩٤٦ قام بإخراج أول فيلم له (دائمآ في قلبي) وقد تأثر كثيرا بالسينما الإيطالية ولم يكن مخرج رائع بل كان كاتب سيناريو لجميع أفلامه.

من أبرز أعماله السينمائية 
 
صنع صلاح أبوسيف سلسلة أفلام عظيمة التي أصبحت علامات في تاريخ السينما المصرية فبدأها عام ١٩٥٠ بنسخة مصرية من فيلم الصقر وعندما عرض على المنتجين فيلم (لك يوم يا ظالم ) رفضوا تخوفا من الفيلم ولكن قرر أن ينتجوا بنفسه ثم أخرج أهم افلامه الواقعيه ( ريا وسكينة ١٩٥٣ الوحش ١٩٥٤شباب امرأة ١٩٥٧ ) وهي أفلام تحلل النظام الاجتماعي وما بين الفترة (١٩٥٧ - ١٩٦٨ ) أخرج حوالي ١٦ فيلما منهم الطريق المسدود؛ أنا حره؛ بدايه ونهاية؛ وبين السماء والأرض والقاهرة ٣٠، وغيرهما وهذه الأفلام كانت الأهم داخل السينما المصرية طوال تاريخها.


وفي السبعينات قرر أن يدخل تجربة الأفلام التاريخية مثل فجر الإسلام والقادسية والسقا مات وغيرها.

اقرأ أيضا|في مثل هذا اليوم .. ميلاد مخرج الواقعية صلاح أبوسيف

كتاب عن صلاح أبوسيف والسينما المصرية 

صلاح أبوسيف والسينما المصرية عنوان لأحدث كتاب يصدر عن دار السندباد للنشر باللغة الفرنسية والمؤلف خميس غاياتي ناقد تونسي يعيش بباريس وكان يعلق المخرج صلاح أبوسيف على بعض الصفحات في الكتاب وأنه يحتوي على جزء كبير من الرسالة العلمية المقدمة من المؤلف ويتحدث عن السينما المصرية وشروط نجاح القطاع العام في مجال الإنتاج وتوضيح بعض المواقف الشخصية والعامة في حياته في محاولة منه لتقيم نشاطه السينمائي في مصر والعالم العربي.

  صلاح أبوسيف وتقليده في العديد من المناصب 

درس صلاح أبوسيف مهنة الإخراج بالمعهد العالي للسينما ١٩٥٩ ومدير معهد السيناريو ورئيس مجلس إدارة الشركة العامة للإنتاج السينمائي والعربي منذ عام ١٩٦٣ الى يوليو ١٩٦٥ وعضو لجنة السينما بالمجلس الأعلى للفنون والآداب ولجنة الفنون بالمجالس القومية ومجلس الأساتذة بالمعهد العالي للسينما ومجلس إدارة صندوق دعم السينما كما مثل مصر في العديد من المؤتمرات الفنية والدولية. 

أبرز تكريماته وجوائزه

 تم تكريم المخرج العظيم صلاح أبوسيف في العديد من المهرجانات الدولية مثل مهرجان طولون - مرسيليا - باريس - قرطاج بتونس - ورو ترادم بهولندا - بودا بست بالمجر - ميونخ بألمانيا.


وحصل على العديد من الأوسمة والميداليات 
ميدالية الريادة من وزارة الإعلام بمصر 
حصل على وسام الفنون ١٩٦٣ 
أحسن مخرج من الدولة عن فيلم شباب امرأة - هذا الحب -بداية ونهاية

أحسن مخرج عن فيلم السقا مات - وبين السما والأرض  

والجائزة العالمية (عصا شالي شابلن الذهبية عن فيلم البداية وأحسن فيلم كوميدي في مهرجان فيفاي بسويسرا ١٩٦٨ووسام الدولة في عيد العلم ٩٣ وجائزة الدولة التقديرية في الفنون ١٩٨٩ وقد قدم طيلة حياته حوال ٦٤ فيلما منهم ٩ أفلام تسجيلية منذ عام ١٩٤٦ وكتب عنه الناقد ( جورج سادول ) 

إن صلاح أبوسيف من أهم مائة مخرج في العالم فهو المخرج الأكثر مصرية لقد فاز بأكبر عدد من الجوائز الداخلية والخارجية. 
 
وفاته 
توفي المخرج العظيم عن عمر ٨١ عاما بعد مشوار طويل وحافل في السينما المصرية امتد الى ٦٠عاما ولقد كان يعاني من مشاكل في الكلي والبروستاتا لمدة أكثر من ١٣ سنة إلا أن تمكن من كليته مرض السرطان وانتشر في جسمه حتي وصل الى الرئتين وقد قررت الدولة تحمل كل نفقات العلاج وسفره الى لندن.

رحل عن عالمنا مخرج أفلام الواقعية وترك رصيد كبير من الأفلام تثري السينما المصرية.

المصدر مركز معلومات أخبار اليوم