إستراتيجيات خفية لفريقي ترامب وبايدن قبل المناظرة

جو بادين ودونالد ترامب
جو بادين ودونالد ترامب

تتصاعد حدة المناورات الإعلامية والتكتيكات السياسية قبل المناظرة الرئاسية الأمريكية المرتقبة في أتلانتا، إذ يدعم الرئيس السابق دونالد ترامب وفريقه حملة غير مسبوقة، تهدف إلى تقويض أي أداء قوي محتمل للرئيس الحالي جو بايدن.

هذه الاستراتيجية الجريئة، التي تمزج بين الادعاءات المثيرة للجدل والتكهنات الغريبة، تفتح الباب على مصراعيه أمام تساؤلات عميقة حول مستقبل المناظرات السياسية في أمريكا وتأثيرها على الرأي العام. 

اقرأ أيضًا: ترامب يحدد «موعد إنهاء» الصراع الأوكراني

نظرية المؤامرة والمحفزات الغامضة

أشارت صحيفة ذا هيل الأمريكية الى ان ترامب وحلفاؤه بدأوا في الترويج لنظرية غريبة مفادها أن أي أداء متميز لبايدن في المناظرة سيكون نتيجة لاستخدامه "محفزات أداء" غامضة. 
وفي تصريح لافت خلال تجمع حاشد في ولاية ويسكونسن، قال ترامب: "سيكون متحمسًا جدًا. سيكون مشحونًا بالطاقة".

هذه التصريحات، التي تفتقر إلى أي دليل ملموس، تعكس استراتيجية مماثلة استخدمها ترامب وأنصاره سابقًا للتقليل من شأن خطاب حالة الاتحاد الناجح لبايدن.

جيسون ميلر، المستشار الأول لحملة ترامب، ذهب إلى أبعد من ذلك في تصريح مثير للجدل، قائلاً: "الرئيس ترامب يخوض العديد من المقابلات الصعبة كل أسبوع ويلقي خطابات طويلة في التجمعات وهو واقف، مما يدل على قدرة تحمل نخبوية. هو لا يحتاج إلى برمجة من قبل الموظفين أو اي محفذات مثل جو بايدن." 

دور الإعلام في تضخيم الادعاءات

لم يقتصر الأمر على الساحة السياسية فحسب، بل امتد ليشمل وسائل الإعلام المؤثرة، إذ أن شون هانيتي، مقدم البرامج الشهير في فوكس نيوز والمقرب من ترامب، أثار الجدل بتكهنات غريبة حول إمكانية تخطي ترامب لمناظرة 27 يونيو. 

وفي تصريح مثير للاهتمام، قال هانيتي: "مهما كان ما شربه جو، أو أكله، أو تناوله قبل خطاب حالة الاتحاد، لا أعرف، مهما كان، لم يكن ذلك جو الطبيعي".

هذه التصريحات، رغم طابعها التكهني، تلقي الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه وسائل الإعلام في تشكيل الرأي العام قبل الأحداث السياسية الكبرى.

إستراتيجية مزدوجة

في مفارقة لافتة للنظر، يتبنى ترامب وفريقه استراتيجية مزدوجة تجمع بين التقليل من شأن بايدن وتضخيم توقعات أدائه في آن واحد. 

ففي حين يصف ترامب بايدن بأنه "غير كفء" و"ضعيف"، ويدعي أنه "ليس لديه أدنى فكرة" و"لا يعرف أين هو"، نجده في الوقت نفسه يمهد الطريق لتفسير أي أداء قوي محتمل لبايدن بأنه نتيجة لعوامل خارجية. 

هذا التناقض الظاهري في الخطاب يعكس محاولة ذكية لتغطية جميع الاحتمالات وتشكيل الرأي العام بغض النظر عن نتيجة المناظرة.

رد فعل إدارة بايدن

في مواجهة هذه الحملة المكثفة، اختارت حملة بايدن الصمت في البداية، متجنبة الرد المباشر على ادعاءات ترامب وحلفائه. 

إلا أن البيت الأبيض لم يلتزم الصمت طويلاً، إذ رد بقوة على مقاطع فيديو متداولة لبايدن، واصفًا إياها بـ "التزييف الرخيص".

وفي بيان قوي، أكد البيت الأبيض أن الجمهوريين يروجون لادعاءات مضللة حول كفاءة بايدن لأنهم لا يستطيعون الجدال مع سجله التشريعي الحافل. 

هذا الرد يعكس إستراتيجية دفاعية تهدف إلى إعادة توجيه النقاش نحو الإنجازات السياسية بدلاً من الشخصنة.

بين الأداء القوي والتشكيك المستمر

رغم الحملة المستمرة للتشكيك في قدراته، أظهر بايدن خلال فترة رئاسته قدرة لافتة على إلقاء خطابات قوية ومؤثرة في اللحظات الحاسمة. 

فقد حظيت خطاباته الأخيرة عن حالة الاتحاد باستقبال إيجابي واسع، كما ألقى خطابًا قويًا وحماسيًا في الذكرى السنوية الثالثة لأحداث 6 يناير في مبنى الكابيتول. 

هذه الأداءات القوية تتناقض بشكل صارخ مع الصورة التي يحاول خصومه رسمها عنه، مما يزيد من حدة التوقعات والترقب قبل المناظرة القادمة.

تحليل الخبراء

يرى المحللون السياسيون أن المناظرة المقبلة تمثل نقطة تحول محتملة في السباق الرئاسي. 

ويلخص دوج هاي، المتحدث السابق باسم اللجنة الوطنية الجمهورية، الموقف قائلاً: "إنها لحظة كبيرة لكليهما، لكن الرهانات أعلى بكثير بالنسبة لبايدن. نظرًا للأسئلة المشروعة حول عمره وكيف يصعب سماعه أحيانًا، لا يمكنه تحمل ترسيخ ذلك في أذهان الناخبين - خاصة أولئك الذين يكرهون كلا المرشحين. زلة لسان سيئة للغاية قد تعني أن الديمقراطيين سيقولون علنًا ما كانوا يقولونه سرًا عن مخاوفهم بشأن بايدن".

هذا التحليل يسلط الضوء على الضغط الهائل الذي يواجهه بايدن، وكيف أن أداءه في المناظرة قد يكون له تأثير حاسم على مستقبله السياسي.