ماريان لوبان تتنبأ بـ«تسونامي سياسي» فرنسي.. هل تقترب من أعظم انتصاراتها؟

ماريان لوبان
ماريان لوبان

تقف اليوم مارين لوبان، الوجه البارز لليمين المتطرف الفرنسي، على مشارف ما قد يكون أعظم انتصاراتها السياسية، إذ في حوار حصري مع صحيفة "لوموند" الفرنسية، كشفت لوبان عن رؤيتها للمشهد السياسي المتقلب في بلادها، وعن طموحاتها التي تتجاوز حدود فرنسا لتطال قلب أوروبا. 

في تصريحات مثيرة للاهتمام، وصفت مارين لوبان المشهد السياسي الفرنسي الحالي بأنه يشهد انهياراً شاملاً للأحزاب التقليدية.  

اقرأ أيضًا: تحالف مثير للجدل بفرنسا.. اليمين المعتدل والمتطرف «حبايب»

لوبان ترى الفرصة في الفوضى

وقالت لوبان لصحيفة "لوموند": "الجمهوريون ينهارون، حزب "ريكونكيت" ينهار، الحكومة تنهار". 

هذه الرؤية التي تقدمها لوبان تعكس استراتيجية واضحة لحزبها، "التجمع الوطني"، في الاستفادة من حالة عدم الاستقرار السياسي. 

وأضافت: "إن مواجهة بين الكتل السياسية آخذة في التشكل. إعادة تشكيل عامة تحدث على خلفية تفكك فرنسا". 

هذا التصريح يشير إلى أن لوبان ترى في الاضطراب الحالي فرصة ذهبية لإعادة تشكيل المشهد السياسي الفرنسي بما يخدم مصالح حزبها.

لوبان تمد جسور التواصل مع اليمين التقليدي

في تطور لافت، تشير لوبان إلى أن الحاجز الذي كان يفصل حزبها عن اليمين التقليدي بدأ في الانهيار، وقد تجلى ذلك في قبولها ولاء زعيم الجمهوريين إريك سيوتي، وكذلك انضمام ابنة أختها ماريون ماريشال إلى صفوفها.

 وفي هذا السياق، قدمت لوبان تشبيهاً بليغاً لـ"لوموند" قائلة: "الحاجز الصحي بيننا وبين الجمهوريين هو مثل سد تحت ضغط الماء، المهم كان توجيه الضربة الأولى بالفأس، لقد فعلنا ذلك مع إريك سيوتي، ضغط المياه، أي الناخبين، سيقوم بعمله". 

هذا التصريح يكشف عن استراتيجية لوبان في توسيع قاعدة دعمها السياسي، وإضفاء الشرعية على حزبها في أعين الناخبين التقليديين.

المواجهة مع اليسار المتطرف

رغم تركيزها على استقطاب الناخبين من اليمين، إلا أن لوبان ترى أن منافسها الرئيسي هو جان لوك ميلانشون، زعيم حزب "فرنسا الأبية" اليساري المتطرف. 

وقد وصفته بأنه "يحاول إسقاط كل شيء، ويريد زعزعة استقرار كل شيء: معسكره، المؤسسات، الانتخابات". 

وأضافت: "إنه يدفع حدود ما هو مقبول، قائلاً لنفسه أنه يزيد من هامش مناورته وأنه سيخرج في المقدمة على اليسار من التفكك". 

هذا التحليل يكشف عن رؤية لوبان للمشهد السياسي كساحة صراع بين اليمين واليسار المتطرفين، مع تهميش للتيارات الوسطية التقليدية.

انتقاد ماكرون

لم تفوت لوبان الفرصة لتوجيه انتقادات حادة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خاصة فيما يتعلق بقراره المفاجئ بحل الجمعية الوطنية. 

وصفت هذا القرار بأنه "عمل غضب، نتيجة إهانة شخصية". وأضافت: "كان بإمكانه الانتظار حتى الخريف". 

هذا النقد يعكس محاولة لوبان لتصوير ماكرون كقائد متهور وغير مستقر، في مقابل صورة الاستقرار والثبات التي تحاول رسمها لنفسها وحزبها.

لوبان تتنبأ بـ«تسونامي سياسي»

وتبدي لوبان تفاؤلاً كبيراً بشأن نتائج الانتخابات البرلمانية المقبلة. 

وقالت: "بعد أداء التجمع الوطني في الانتخابات الأوروبية، قد يكون 30 يونيو الموجة الثانية من التسونامي، الأولى قوية، والثانية ستحمل كل شيء". 

هذا التصريح يعكس ثقة كبيرة في قدرة حزبها على تحقيق نتائج غير مسبوقة، قد تغير المشهد السياسي الفرنسي بشكل جذري.

لوبان ترسم ملامح حكومتها المحتملة

تؤكد لوبان أنها تستعد بجدية لاحتمال الصعود إلى السلطة، وردا على الشائعات حول من سيتولى أي وزارة، قالت: "لن نستبعد أي شيء، سيختار جوردان بارديلا الأشخاص الأكثر كفاءة الذين يشاركوننا فلسفتنا". 

هذا التصريح يشير إلى أن لوبان تسعى لتقديم صورة حزبها كقوة سياسية مستعدة للحكم، وليس مجرد حزب معارضة.