حديث وشجون.. ليتها عودة لزمن مضى

إيمان راشد
إيمان راشد

عندما كنت صغيرة وقبل مرحلة المدرسة كنا فى بلدتنا طوخ بالمنصورة نذهب للكتّاب لتعلم اللغة العربية وحفظ القرآن وكان ذلك من أفضل ما يحدث للنشء، فالتعلم فى الصغر كالنقش على الحجر فأتقنا اللغة وحفظ بعض سور القرآن والآن تاهت اللغة في مدارس اللغات وأصبحت مادة الدين مهمشة ولا تضاف إلى المجموع وأصبحت اللغة العربية لدى معظم الطلاب من أصعب المواد.

وأتذكر أنه فى المرحلة الابتدائية كان هناك حصة مخصصة أسبوعيًا لتعلم أشغال الإبره والتطريز والكانفاه والطهى والموسيقى للبنات كل واحدة تختار ما تهوى لتنبغ فيه وطرق الزراعة للبنين والتمثيل للطرفين الذى كان غالبًا يحاكى إحدى موضوعات كتاب القراءة.

وعندما انتقلت للمرحلة الإعدادية وتم نقل عمل أبى رحمه الله للقاهرة كانت أغلب هذه الأنشطة موجودة ولكن رويدًا رويدًا لاحظت اندثار وغياب هذه المواد واكتفت الوزارة بمادة الرسم دون أن يتعلم الطالب أصولها... فهى حصة لا معنى لها إلا لأقل القليل من الموهوبين الذين تضيع موهبتهم لعدم صقلها من قبل المختصين بل ممكن أن نطلق على هذه الحصة الوقت الضائع.. الحقيقة المرة هى ضياع عقول النشء والشباب مع الجهاز المدمر المسمى بالموبايل فاذهب لأى مدرسة ابتدائية واحصر كم تلميذًا يرتدون نظارة طبية، فهذا الجهاز كما يسحب النظر فهو يذهب العقول فيما لا ينفع. ادخل أى منزل تجد الأب والأم والأولاد كل منهم منكب على الموبايل يعيش عالمه بمفرده مما أضاع التفاهم والألفة بين الأسرة وأصاب أطفالنا إما بعيوب فى ظهره أو نظره أو نفسيته كأمراض التوحد أو الشغف وحب العنف.

فى رأيي المتواضع أن تغيير هذه الأوضاع يجب أن يكون من البيت والمدرسة بخطين متوازين.. على الوالدين تحديد وقت محدد لأبنائهما لاستخدام الموبايل مع مراقبة ما يشاهدون.. أعلم أنه صعب ولكن ليس مستحيلًا.. وعلى وزارة التربية والتعليم إعادة حصة الأنشطة وتفعيلها بطرق صحيحة.