خبير تكنولوجيا المعلومات يوضح أهمية الاستثمار في صناعة الرقائق الالكترونية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أكد خبير تكنولوجيا المعلومات والمتخصص في الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني هاني دنيا على أهمية استعانة مصر بالخبرات الاستشارية الأجنبية في تعميق صناعة الرقائق وتكنولوجيا أشباه الموصلات في مصر على أكثر من محور في مقدمتها محور نقل الخبرات حيث أن الخبير الاستشاري الأجنبي من شأنه سوف يساعد في نقل خبرات الدول الأخرى في إنشاء مصانع اشباه الموصلات ؛

بينما يتمثل المحور الثاني في دراسة السوق والصناعة المصرية وتحديد أوجه القصور في مجال أشباه الموصلات وصياغة استراتيجيات وخطط للعمل على تخطي تحديتها وعلاج القصور بما يسهل عمل مصانع أشباه الموصلات التي تحتاج إلى استثمارات كبيرة جدا لدخولها مرحلة الإنتاج خلال عامين أو أكثر.

وطالب هاني دنيا خلال لقاءه مع برنامج أوراق اقتصادية بقناة النيل للأخبار باستراتيجية كبرى لتهيئة الصناعة المصرية للتعامل مع استثمارات صناعة الرقائق الإلكترونية وفي مقدمتها تأسيس تعاون بين الجامعات المصرية المختلفة لضمان تأهيل وتدريب قاعدة اساسية من الكوادر التكنولوجية المؤهلة لخدمة مصانع أشباه الموصلات بمجرد انشاءها في مصر مع العمل على توفير أراضي بحوافز استثمارية للمستثمرين في مجال صناعة أشباه الموصلات والرقائق الإلكترونية.

وأكد خبير تكنولوجيا المعلومات والأمن السيبراني على أن فرصة مصر كبيرة في جذب استثمارات لتوطين تكنولوجيا صناعة الرقائق الإلكترونية وأشباه الموصلات في ظل انتشار صناعة الأجهزة الإلكترونية والتليفونات المحمولة في مصر والتي لا تخلوا أيا منها في ظل التطور التكنولوجي الحالي من الرقائق الإلكترونية وفي ظل توجه الحكومة لتعميق صناعة السيارات في مصر والتي تعتمد بدورها على الرقائق الإلكترونية..

كما اشار هاني دنيا إلى أن مصر تتمتع بمزايا تنافسية فريدة لتلبية الاحتياجات العالمية المتزايدة، وذلك بفضل شراكاتها الاقتصادية مع الاتحاد الأوروبي ودول بريكس والاتحاد الأفريقي ودول الشرق الأوسط. هذه الشراكات تضع مصر في مكانة لا مثيل لها على الساحة العالمية، وتبرز أهمية استغلال كل الفرص لزيادة صادرات أشباه الموصلات المصنعة وغير المصنعة.

وأضاف دنيا أن البنية التحتية القوية والمتطورة التي قامت مصر ببناءها خلال السنوات العشر الماضية بتكلفة عالية تمثل أيضا عنصر جذب كبير للاستثمارات العالمية في مجالات صناعة التكنولوجيا , فكل الاستثمارات التي تم إنجازها في الطرق وفي الكهرباء والموانئ في المدن الصناعية الجديدة والحديثة جاء الوقت لتؤتي ثمارها , مشددا في الوقت نفسه على أن إدخال تخصصات علمية جديدة في الجامعات المصرية مثل تخصصات علوم النانو تكنولوجي وعلوم الذكاء الإصطناعي قد ساهم في تطوير البنية التحتية العلمية والتخصصية للعنصر البشري المصري مما سيخلق قوة جذب كبيرة للاستثمارات في التكنولوجيا العالية بمصر.

ونبه دنيا إلى أن أشباه الموصلات ليست صناعة واحدة ولكنها صناعات متعددة في الوقت نفسه بمعنى أنها صناعة متجزئة أو صناعة كبرى ذات صناعات فرعية ؛ فهناك شركات لتصميم أشباه الموصلات وهناك شركات أخرى متخصصة في صناعة أشباه الموصلات وفقا للتصميمات المطروحة ؛ مشيرا إلى أن شركة مثل الشركة العالمية إنفيديا لتصميم أشباه الموصلات وهي شركة أمريكية تجاوزت قيمتها السوقية جميع الشركات المقيدة في سوق نيويورك للأسواق المالية مثل أبل وميكروسوفت ,

وهي كذلك أكبر شركة ذات قيمة سوقية في العالم وأيضا هي شركة تصمم فقط الرقائق الإلكترونية ؛ ما يكشف عن مدى أهمية صناعة الرقائق الإلكترونية في ظل أنها أصبحت عنصرا رئيسيا وأساسيا في جميع الصناعات الأخرى سواء صناعة جميع الأجهزة سواء الاستهلاكية أو الصناعية الرأسمالية أو الطبية أو صناعة السيارات.

وأشار خبير الأمن السيبراني إلى أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يقومان حاليا بتصميم برامج لجذب الاستثمارات في أشباه الموصلات ؛ حيث دخل القانون الأوروبي European Chips Act حيز التنفيذ خلال عام 2023 ويهدف إلى زيادة قدرة الاتحاد الأوروبي على المساهمة في سوق أشباه الموصلات والرقائق الالكترونية بحلول العام 2030 وكذلك قامت الولايات المتحدة على سن قانون Chips and Science Act والؤي دخل حيز التنفيذ في 2022 لجذب صناعة الرقائق وأشباه الموصلات بشكل أكبر في الصناعة الأمريكية بالإضافة الى تحديد استثمارات تتجاوز 50 مليار دولار لتعزيز الصناعة على الأراضي الأمريكية.

وأعتبر دنيا ان صناعة السيارات الكهربائية , صناعة هامة للغاية كصناعة مستهلكة لأشباه الموصلات ؛ ففي ظل أن السيارة العادية تستهلك أشباه موصلات ورقائق إلكترونية في حدود 500 دولار فإن السيارة الكهربائية تزيد استهلاكها من اشباه الموصلات عن السيارة العادية بنسبة 56 في المئة وبالتالي فإن السيارة الكهربائية تمثل محفزا قويا لانتشار صناعة الرقائق الإلكترونية وأشباه الموصلات ؛ وتوقع دنيا أن يؤدي نشر صناعة السيارات الكهربائية إلى توسيع سوق صناعات الرقائق الإلكترونية وأشباه الموصلات في مصر ما يؤدي الى زيادة قدرة جذب السوق للشركاء الأجانب القادرين والمستعدين لضخ استثمارات في مصانع رقائق إلكترونية بالاضافة الى زيادة الجاذبية لمصنعي الرقائق الالكترونية واشباه الموصلات .

وأعتبر خبير الذكاء الاصطناعي ان تركيز مصر على تعميق صناعة الأجهزة الكهربائية الذكية وصناعة السيارات الكهربائية من شأنه خلق سوق كبيرة جاذبة لصناعات تكنولوجيا أشباه الموصلات العالمية في مصر , وتعميق الميزة التنافسية لصناعة اشباه الموصلات المصرية الناشئة في ظل قرب مصر لمجمعات صناعة سيارات في دول مجاورة بالإضافة الى تأمين مدخلات الإنتاج من داخل مصر المتمثلة في الرقائق الالكترونية.

اقرأ أيضا خبير أمن معلومات يوضح كيف يشارك الذكاء الاصطناعي في العملية الانتخابية