أصل الحكاية | مهندس مصري عبقري أحدث ثورة في توسعة الحرمين الشريفين

المهندس محمد كمال إسماعيل
المهندس محمد كمال إسماعيل

محمد كمال إسماعيل، المهندس المصري الذي حفر اسمه في سجل التاريخ كأصغر من حصل على الثانوية، وأصغر من تخرج في مدرسة الهندسة الملكية، وأصغر من ابتُعث إلى أوروبا لنيل الدكتوراه في العمارة، إنجازاته لم تتوقف عند ذلك.

فقد أصبح أول مهندس مصري يحل محل المهندسين الأجانب في مصر، وحاز على وشاح النيل ورتبة البكوية من الملك، تميّز بتصميماته الفريدة والتي شملت توسعة الحرمين الشريفين.

كان لمحمد كمال إسماعيل دور بارز في توسعة الحرمين الشريفين، وذلك بعد أن اطلع الملك الراحل فهد بن عبد العزيز على موسوعته حول مساجد مصر، تم استدعاؤه ليبدأ العمل على مشروع توسعة الحرم المكي، حيث اقترح استخدام رخام خاص يمتص الحرارة للتخفيف على الحجاج والمعتمرين، توجه بنفسه إلى اليونان لاستيراد هذا الرخام الذي لا يوجد له مثيل في العالم رغم صعوبة المهمة، إلا أنه نجح في تأمين الكمية المطلوبة.

بالفعل بدأ المهندس المصري أعمال التوسعة والإنشاءات في الحرم المكي وأصبح العمل قائما على قدم وساق حتى اقترح في يوم من الأيام استيراد نوع معين من الرخام يعمل على امتصاص الحرارة، لتخفيف المشاق على الحجاج والمعتمرين وضيوف الرحمن، فقوبلت فكرته بترحاب شديد.

كان هذا النوع من الرخام موجودا في جبل صغير في اليونان، فقرر السفر بنفسه والإشراف على عملية استيراد الرخام، فكانت رحلته شاقة وصعبة ولكنها تكللت بالنجاح واستطاع استيراد الكمية المطلوبة من هذا الرخام لأرضية الحرم.

الكمية التي تعاقد عليها المهندس المصري للحرم المكي الشريف هي تقريبا نصف الكمية الموجودة بأكملها في هذا الجبل الصغير باليونان.

بعد سنوات، حين طلبت المملكة من المهندس المصري محمد كمال إسماعيل توسعة الحرم النبوي وتركيب نفس نوع الرخام، فسافر لليونان مجددا والشكوك تدور برأسه لأنه قد اشترى نصف الكمية الموجودة بالجبل ومن المستحيل أن يتبقى النصف الآخر كل هذه السنوات، واجه تحدياً آخر حيث تبين أن الكمية المتبقية قد بيعت منذ 15 عاماً، بفضل إصراره، تمكن من العثور على المشتري الذي كان شركة سعودية، ليكتشف أن الرخام لا يزال موجوداً في المخازن، بفضل تفانيه وجهوده، تبرعت الشركة بالرخام لتوسعة الحرم النبوي.

صممت يداه العديد من مباني الهيئات، منها دار القضاء العالي، مصلحة التليفونات، مجمع المصالح الحكومية الشهير بمجمع التحرير الذي أنشئ عام 1951 بتكلفة 200 ألف جنيه بالنسبة للإنشاءات، ومليون جنيه، بالنسبة للمباني التي بلغ ارتفاعها 14 طابقا، وكان لتصميم المبنى على شكل القوس دور في تحديد شكل ميدان التحرير، وما تفرع منه من شوارع، على حد وصف المعماريين، في تلك الفترة.