بالتزامن مع عيد الأضحى

إقبال كبير.. الإسكندرية قلعة صناعة «أورمة تقطيع اللحوم» قضت على المستورد

صناعة "أورمة تقطيع اللحوم"
صناعة "أورمة تقطيع اللحوم"

في حي قديم من أحياء المدينة، يتردد صوت المناشير وينتشر عبق الخشب في الهواء، حيث يحتفظ محمد جابر بتراث عائلي عريق في صناعة الأورمة الخشبية، مهنة ورثها عن والده الذي ورثها بدوره عن جده، هذه الحرفة التقليدية التي تندرج تحت صناعة النجارة تعكس تاريخًا طويلًا من الإتقان والمهارة.

اقرأ أيضاً | «حالة خاصة» للاحتفالات فى الإسكندرية

يبدأ محمد جابر عمله بتقطيع الأخشاب الكبيرة، مؤكدًا أن أفضل أنواع الأشجار المستخدمة في هذه الصناعة هي شجرة "السنط" و"الأرو" المصرية، ويوضح جابر أن هذه الأنواع تتحمل العمل الشاق وتتميز بصلابتها، مما يجعلها مثالية لصناعة الأورمة الخشبية التي يستخدمها الجزارون.

بعد التقطيع وتدوير الأخشاب حسب الحجم المطلوب على المنشار، تترك قطع الخشب لمدة تتراوح بين شهرين  إلى 4 شهور، وممكن أن تصل إلى 12 شهر، في الهواء الطلق لتجف تمامًا من المياه التي تحتويها، هذه العملية ضرورية لضمان جودة الخشب ومتانته.

ويضيف "جابر"، تصنع الأورمة الخشبية من شجر السنط، بينما تصنع الأرجل من شجر "التوت" المعروف بقوته وقدرته على التحمل، ويتم تخريط الأرجل حسب حجم الأورمة يدويًا، ويشير جابر إلى أن معظم العمل في هذه الصناعة يتم يدويًا، حيث يتم صنفرة الخشب وتنعيمه يدويًا، ثم يدهن بمادة السيلر، ويعقبها الجمالكه، وأخيرًا الورنيش الذي يعمل كمادة عازلة.

يوضح جابر أن هناك نوعين من الأورمة الخشبية: "العربية" ذات الشكل التقليدي المدور، و"الأفرنجية" المربعة الشكل التي تتطلب عملًا أكثر تفصيلًا، تستغرق عملية صناعة الأورمة من 3 إلى 5 أيام حسب حجمها، وهي عملية تتطلب دقة ومهارة عالية.

على الرغم من جمال وإتقان هذه الحرفة، يشير جابر إلى أن المهنة تواجه تحديات كبيرة. يقول: "مشكلة المهنة إنه لا يوجد أحد حاليا يريد أن  يتعلمها، الشباب يستسهلون العمل على التوكتوك عن شغل النجارة والأورمة الخشبية؛ لأنه يحتاج مجهودًا، ولو لم يتعلم أجيال جدد المهنة ستختفي".

بينما تتجلى في ورشة محمد جابر قصة كفاح وصمود، حيث يحافظ على مهنة توارثتها الأجيال ويخشى على مستقبلها، هي ليست مجرد حرفة، بل تراث يعكس جزءًا من تاريخ وثقافة المدينة، ويتطلب المحافظة عليه دعم وتشجيع الشباب على تعلمه واستمراره.