بالأقدار وليس بالأعمار.. هؤلاء اختارهم الله فوق جبل عرفات

حجاج الرحمن الذين اختارهم الله فوق جبل عرفات
حجاج الرحمن الذين اختارهم الله فوق جبل عرفات

شهدت الأراضي المقدسة وفاة عدد غير قليل من الحجاج المصريين هذا العام، في موسم الحج 2024، واللافت للنظر في هذه الحالات تراوح أعمال المتوفين من خمس سنوات إلى أربعين عاماً إلى الستين على أقصي تقدير، لتثبت الحكمة القائلة: "أن الموت بالأقدار وليس بالأعمار".

اقرأ أيضا :- الرابع من قنا.. وفاة أحد الحجاج المصريين أثناء أداء مناسك الحج

البداية كان قد شهدت الأراضي المقدسة وفاة اثنين من حجاج محافظة الغربية أثناء وقوفهم بعرفه وقضاء مناسك الحج ووسط مشاعر ممزوجة بالحزن والفرحة لحسن الخاتمة خيمت حالة من الحزن الشديد على أهالي مدينة كفر الزيات بمحافظة الغربية عقب علمهم بوفاة خالد الحارتي معلم ثانوي والذي توفي أثناء أداء مناسك الحج.

كما شهدت الأراضي المقدسة وفاة سيدة مسنة تدعى نور الجوهري تقيم بالمحلة الكبرى خلال تأديتها مناسك الحج حيث شعرت بحالة من الإعياء الشديد بعد تعرضها لضربة شمس أثناء الوقوف على جبل عرفات ولفظت أنفاسها الأخيرة.

كما أعلنت أسرة الحاجة فهيمة محمود نصر، من مركز بلطيم بمحافظة كفر الشيخ عن وفاتها واستقبالهم خبر وفاتها من قبل المشرفين على الحج، وذلك أثناء أداء ركن الحج الأعظم وهو الوقوف على جبل عرفات توفيت رجاء صالح عطية، مقيمة بمدينة العمال بقنا، أثناء أداء فريضة الحج وهي واقفة على جبل عرفات.

 وخيم الحزن على أهالي مدينة العمال بقنا، عقب سماعهم خبر الوفاة، وتمنى البعض أن يحسن الخاتمة كما حدث مع السيدة القنائية.

وأشار الأهالي إلى أن المتوفية، كانت طيبة القلب، بشوشة الوجه، يشهد لها الجميع بحسن المعاملة، وقبل سفرها كانت تتمنى حسن الخاتمة، فنالتها بعد وفاتها في الحرم المكي.

اقرأ أيضا :- بدء توافد الحجاج على صعيد عرفات لأداء الركن الأعظم من الحج.. صور

كما توفيت نجاح إبراهيم أحمد خليل، مقيمة قرية كلاحين أبنود بمركز قفط، جنوبي محافظة قنا، أثناء تأديتها مناسك الحج على جبل عرفات في المملكة العربية السعودية. وتعتبر السيدة المتوفية، هي الثانية من أبناء محافظة قنا، بعد وفاة أخرى من مدينة العمال، إثر اصابتها بهبوط حاد في الدورة الدموية.

كما لاقت ليالي رشاد أبو المجد، 45 عاما، مقيمة شارع السهاريج بمدينة قنا،  ربها أثناء أداء الحج، لتصبح السيدة الثالثة من أبناء قنا، استجاب الله لدعائهن بحسن الخاتمة، والدفن بجوار الرسول صلى الله عليه وسلم، بعد وفاة رجاء عطية صالح، مقيمة مدينة العمال في بندر قنا، ونجاح إبراهيم، مقيمة قرية كلاحين أبنود مركز قنا. عاشت ليالي، طوال 45 عاما، من عمرها، وهي محبوبة من الجميع، عاشقة للعمل الخيري، وكانت تشتهر بأنها من الصالحات، تكرم الجميع، وتساعد الفقير والمحتاج، وتبر أقاربها وتصلهم.

اقرأ أيضا :- «ركن الحج الأعظم».. جبل الرحمة يتلوّن بالأبيض| فيديو

 توفي أيضا الحاج الحسيني حلمي عرمان، من أبناء محافظة قنا، أثناء الوقوف بجبل عرفات ضمن مناسك الحج، ليصبح رابع شخص من محافظة قنا، يلفظ أنفاسه الأخيرة على جبل عرفات، بعد وفاة 3 سيدات بقنا.

والمتوفي من أبناء قرية الحراجية بقوص في قنا، و لفظ أنفاسه الأخيرة أثناء الوقوف بجبل عرفات، وكان يتمنى قبل سفره للحج، بأن يحسن الله خاتمته، وأن يموت ويدفن بجوار قبر الرسول صلى الله عليه وسلم.

وقال أهالي القرية، إن حالة من الحزن خيمت على الجميع، حزنا على المتوفي، الذي كان يشهد له حسن الخلق وطيبة القلب، وصلة الأرحام، وحسن معاملة الجميع.

كما وأعلنت أسرة عماد السيد الخواجة، أحد حجاج محافظة كفرالشيخ، وفاته اليوم الأحد أول أيام عيد الأضحى المبارك، وذلك أثناء رمي الجمرات خلال مناسك الحج بمكة المكرمة، لترتفع حالات الوفاة بين حجاج المحافظة إلى خمس حالات. كما وتوفي الحاج عماد السيد الخواجة، في العقد السادس من العمر، أثناء مناسك الحج، فيما أبلغ مرافقيه في رحلة الحج، أسرته بقرية منية المرشد بمركز مطوبس بمحافظة كفر الشيخ، وخيّمت حالة من الحزن على أهالي القرية. 

وشهدت  أيضاً محافظة المنيا، امس الأحد، حزنًا عميقًا بعد تلقي خبر وفاة الحاج أحمد منصف محفوظ فؤاد من أبناء المحافظة أثناء أداء مناسك الحج لعام 1445 هجريًا، ليرتفع عدد الوفيات من أبناء المنيا إلى 4 حالات منذ بدء موسم الحج هذا العام. أعلنت عائلة الحاج أحمد منصف محفوظ فؤاد، من قرية نزلة البدرمان بمركز ديرمواس، عن وفاته أثناء أداء مناسك الحج على جبل عرفات.

وعلى نفس حُسن الخاتمة لقى الحاج المهندس حسن عبدالكريم رضوان الزناتي رئيس قطاع النقل بشركة مطاحن مصر العليا، ربه في يوم عرفة، حيث أكد الدكتور صالح عمر الكبير رئيس قسم (قانون المرافعات) بكلية الحقوق جامعة أسوان أن صهره تمنى أن يلقى ربه في هذا اليوم العظيم. استقبل أهالي محافظة كفر الشيخ، نبأ وفاة الطفل يحيي محمد رمضان، بمكة المكرمة، بحزن شديد حيث كان مرافقا لوالديه أثناء أداء فريضة الحج في الأراضي المقدسة.

حكم من مات يوم عرفة

ومن جانبه أكد الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، على أن الموت يوم عرفة، من علامات حسن الخاتمة.

وقال: "يموت المسلم يوم عرفة حال كونه مُحرِمًا مُلَبِّيًا؛ لما ورد عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: بَيْنَمَا رَجُلٌ وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ، إذْ وَقَعَ عَنْ رَاحِلَتِهِ، فَوَقَصَتْهُ، أَوْ قَالَ: فَأَوْقَصَتْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْهِ، وَلَا تُحَنِّطُوهُ، وَلَا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ؛ فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّيًا»، وَفِي رِوَايَةٍ: «وَلَا تُخَمِّرُوا وَجْهَهُ وَلَا رَأْسَهُ» أخرجه الشيخان. قال الإمام النووي في "المنهاج" (8/ 129، ط. دار إحياء التراث العربي): [معناه: على هيأته التي مات عليها، ومعه علامة لحجه، وهي دلالة الفضيلة. وتابع المفتي: "كما يجيء الشهيد يوم القيامة وأوداجه تشخب دمًا، وفيه دليل على استحباب دوام التلبية في الإحرام] اهـ."

 حكم الموت في الأماكن المقدسة

 وأوضح الدكتور شوقي علام، بأن الموت في الأماكن المقدسة من علامات حسن الخاتمة كما يُعدُّ الموت في الأماكن المقدسة كالمدينة المنورة ومكة المكرمة وغيرهما من علامات حسن الخاتمة، ولذلك نص الفقهاء على استحباب الدفن في مقابر الصالحين، وفي الأماكن الفاضلة، وقد نقل الإمام النووي في "المجموع" (5/ 118، ط. دار الفكر) استحباب طلب الموت في بلد شريف. ولفت المفتي إلي أن مما يدل على هذا المعنى: ما ورد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَمُوتَ بِالْمَدِينَةِ فَلْيَمُتْ بِهَا، فَإِنِّي أَشْفَعُ لِمَنْ يَمُوتُ بِهَا».

 ما هي علامات حسن الخاتمة؟

 وأجاب فضيلة المفتي بأنه مَن مات في الأماكن المقدسة كالمدينة المنورة ومكة المكرمة وغيرهما، أو في أحد الأيام الفاضلة المباركة، كالموت في يوم مِن شهر رمضان، أو في ليلة الجمعة أو يومها، أو في يوم عاشوراء، أو في يوم عرفة -فإنه يُتَفَاءَلُ له بالخير، وفي ذلك دليل على حُسن الخاتمة.