حكايات| مزينة بالجعران الأزرق.. السلسلة الذهبية تحفة من مقتنيات الملكة إياح حتب

السلسلة الذهبية المزينة بالجعران الأزرق اللازورد
السلسلة الذهبية المزينة بالجعران الأزرق اللازورد


تعد السلسلة الذهبية المزينة بالجعران الأزرق اللازورد واحدة من أروع مقتنيات الملكة إياح حتب، أم الملك أحمس الأول، طارد الهكسوس الشهير. هذه القطعة الفنية ليست فقط تجسيدًا للجمال والروعة، بل تحمل أيضًا قصصًا تاريخية مثيرة عن الملكات المسمّيات إياح حتب والتي شغلت الآثاريين عبر العصور.

تم العثور على تابوت الملكة إياح حتب في خبيئة الدير البحري، وهو يحتوي على سلسلة مذهلة مصنوعة من الذهب الخالص، معلّق بها جعران مطعم باللازورد الأزرق. هذه السلسلة ليست مجرد قطعة مجوهرات بل هي تحفة فنية تعكس مدى تقدم الحضارة المصرية في صناعة الحلي واستخدام الرموز الدينية.

لقد شهدت تسمية وترتيب الملكات المسمّيات إياح حتب تغيرات عديدة عبر الزمن. في أواخر القرن التاسع عشر، كانت إياح حتب الأولى تعتبر زوجة الملك سقنن رع الثاني، وكان يعتقد أن تابوتي الدير البحري وذراع أبو النجا يعودان لها. أما إياح حتب الثانية فقد كانت تعتبر زوجة الملك أمنحتب الأول، وتم ربط تابوت خبيئة الدير البحري بها.

مع تطور الأبحاث، تغيرت هذه النظريات. في السبعينيات، تم اكتشاف أن تابوت الدير البحري يحمل لقب "أم الملك"، مما أشار إلى أنها قد تكون أم الملك أحمس الأول. في عام 1982، اقترح عالم الآثار الأمريكي روبنز أن إياح حتب الأولى هي مالكة التابوت المذهب المعثور عليه في ذراع أبو النجا، وأن إياح حتب الثانية هي الملكة المذكورة على تابوت الدير البحري، وربما كانت هناك إياح حتب ثالثة.

في القرن الحادي والعشرين، استقر الرأي على أن إياح حتب الأولى هي زوجة الملك سقنن رع الثاني وأم الملك أحمس الأول، بينما إياح حتب الثانية هي الملكة المعروفة من التابوت المذهب الذي وجد في ذراع أبو النجا، وربما كانت زوجة الملك كامس. يُعتقد أن تابوت إياح حتب الأولى قد أُعيد دفنه في خبيئة الدير البحري، ويظهر التابوت الملكة مرتدية شعراً مستعاراً ثلاثي الطبقات، وتصميمه يشبه التوابيت الخارجية للملكتين أحمس نفرتاري وأحمس ميريت آمون.

لا تزال مقبرة الملكة إياح حتب الأصلية مجهولة حتى الآن. لكن التحليل الدقيق لحجم التابوت الذي عثر عليه في ذراع أبو النجا أظهر أن جسم الملكة أكبر من أن يتناسب مع تابوت الدير البحري، مما يدعم النظرية بأن إياح حتب الأولى والملكة إياح حتب الثانية هما شخصيتان مختلفتان.

تظل السلسلة الذهبية وجعران اللازورد دليلاً حياً على عظمة الحضارة المصرية وإرثها الفني والثقافي الذي لا يزال يبهر العالم حتى اليوم.