سطور جريئة

نعم.. إلغاء الانتساب الموجه أصبح ضرورة

 رفعت فياض
رفعت فياض

لن أكل أو أمل فى مطالبتى بضرورة إلغاء « الانتساب الموجه « الموجود حاليا بمعظم الكليات النظرية بالجامعات وفى مقدمتها كليات الحقوق والتجارة والآداب والذى أصبح من وجهة نظرى بمثابة سبة فى جبين التعليم الجامعى لأنه لايوجد فيه أى تعليم حقيقى لطلاب يجلسون طوال العام على المقاهى والكافيهات ولايذهبون إلى كلياتهم المنتسبين إليها إلا مع أيام الامتحانات، وإذا كانت بعض الكليات تنظم لطلاب الانتساب هؤلاء بعض المحاضرات القليلة دون أى إلتزام قانونى عليها بتنظيم هذه المحاضرات لأن هدفها الأول هو إجبار الطلاب على شراء كتب أعضاء هيئة التدريس المؤلفين لهذه الكتب المقررة عليهم فى هذا النظام، والنتيجة طبعا تعليم ضعيف لايبت للتعليم الجامعى الجيد بصلة.

 وكما قلت سابقا أكثر من مرة لو كان هذا الانتساب الذى يعتبر بابا خلفيا لدخول الجامعات مفيدا لكانت جامعات العالم كله خاصة المتقدم منها قد أغلقت أبوابها وحولت التعليم إلى تعليم مواز فى البيوت ووفروا على أنفسهم كل هذه المليارات التى ينفقونها كل عام على العملية التعليمية .

أقول هذا أيضا لأن نسبة ليست بالقليلة من طلاب القسم العلمى بشعبتيه بالثانوية العامة « علمى علوم وعلمى رياضة « يلتحقون بهذه الكليات النظرية بعد أن فشلوا بسبب ضعف الدرجات التى حصلوا عليها فى الثانوية العامة فى الالتحاق بأى من الكليات العملية التى كانوا يبغونها، ولايكون أمامهم سوى الإلتحاق بأى من هذه الكليات النظرية سواء كمنتظمين أو بنظام الانتساب الموجه للحصول فقط منها على شهادة جامعية، وأنا لاأفهم كيف سيتعامل طالب علمى علوم مع مواد كلية نظرية مثل الحقوق وهو أصلا كان قد هرب من الالتحاق بالقسم الأدبى فى النهاية، ولا أعرف كيف سيتعامل وحده مع كتب الكليات النظرية وهو جالس فى المنزل أو المقهى لأنه ليس ملزما بحضور أى محاضرات. 

لقد تسبب هذا فى أن يصل إجمالى الملتحقين بهذه الكليات النظرية من طلاب الثانوية العامة إلى 72% من إجمالى طلاب الثانوية العامة بعد أن فشل طلاب القسم العلمى بشعبتيه فى الالتحاق بكلية عملية ـ وقد تسبب هذا فى نسبة بطالة كبيرة جدا فى المجتمع نظرا لضخامة الخريجين من هذه الكليات كل عام بالإضافة إلى ضعف المستوى العلمى لهم بشكل كبير.

لذلك سأظل أطالب ـ إذا أردنا تعليما جيدا بجامعاتنا خاصة الكليات النظرية ـ أن نوقف قبول أى طلاب بنظام الانتساب الموجه بها، أو على الأقل تخفيض العدد هذا العام بنسبة 50% على الأقل من إجمالى ما كان يتم قبولهم منهم حتى العام الماضى، وأن يوقف تماما قبول أى طلاب انتساب من الحاصلين على الثانوية العامة علمى علوم أو علمى رياضة بهذه الكليات النظرية من أجل إرشادهم للالتحاق بالكليات التطبيقية الجديدة التى تتمشى مع تخصصهم ومع حاجة سوق العمل خاصة فى الكليات التكنولوجية والجامعات الأهلية وبرامجها التطبيقية المختلفة خاصة التى خرجت من رحم الجامعات الحكومية ـ وأنا متفائل خيرا من قرار المجلس الأعلى للجامعات هذا العام عند تحديد أعداد المقبولين بالجامعات لتحقيق ما أطالب به حتى نصلح من شأن تعليمنا الجامعى بشكل حقيقى 0